الإلياذة و الأوديسة




  أولا الإلياذة 

الإلياذة هي إحدى أقدم الملاحم الأدبية في التاريخ، كتبها الشاعر الإغريقي هوميروس في القرن الثامن قبل الميلاد تقريباً، وتُعدّ مع الأوديسة أساساً للأدب الأوروبي القديم. تتألف من 15,693 بيتاً شعرياً مُقسَّمة إلى 24 نشيداً، كُتبت باللغة اليونانية الهومرية، وهي خليط من اللهجات الأيونية وغيرها.

 الموضوع الرئيسي
تدور الأحداث حول غضب البطل أخيل (أو آخيل) بسبب نزاع مع الملك أغاممنون، زعيم الجيش الإغريقي، الذي انتزع منه سبيةً تدعى بريسايس كتعويض عن إعادته لسبية أخرى إلى أبيها كاهن الإله أبولو. هذا الغضب دفع أخيل إلى الانسحاب من المعركة، مما أضعف الجيش الإغريقي وأطال أمد حرب طروادة.

1. حرب طروادة

  • السبب: وفقاً للملحمة، اندلعت الحرب بسبب اختطاف باريس الطروادي لهيلين زوجة مينيلاوس ملك إسبرطة، لكن بعض المؤرخين يرون أن أسباباً اقتصادية (كالسيطرة على طرق التجارة) هي الدافع الحقيقي.

  • المدة: ركزت الإلياذة على 56 يوماً من السنة العاشرة للحرب، وفقاً لترجمة سليمان البستاني، وليس الأيام العشرة الأخيرة فقط.

2 . الأحداث الرئيسية

  • تدخل الآلهة: تلعب آلهة الأوليمب دوراً محورياً، مثل أثينا التي تمنع أخيل من قتل أغاممنون، وزيوس الذي يُحابي الطرواديين مؤقتاً.

  • موت فطرقل: صديق أخيل المقرب، الذي ارتدى درع أخيل ليقود الجيش بدلاً عنه، لكنه قُتِل على يد الأمير الطروادي هكتور، مما دفع أخيل للعودة للانتقام.

  • مقتل هكتور: يواجه أخيل هكتور في مبارزة فردية يقتله فيها، ثم يجرّ جثته حول أسوار طروادة انتقاماً، لكنه لاحقاً يعيد الجثة إلى والد هكتور (الملك بريام) بعد أن أثارت مشهداته عاطفته.

3. القيم والرموز

  • المجد والمصير: تبرز فكرة البطولة والمجد الحربي، مع التركيز على صراع البشر مع قدرهم المحتوم.

  • الغضب الإنساني: يُصوَّر غضب أخيل كقوة مدمرة تؤثر على مصير الحرب بأكملها.

  • التفاعل بين الآلهة والبشر: تظهر الآلهة ككائنات متحيزة تتدخل في شؤون البشر، مما يعكس المعتقدات الدينية لليونانيين القدماء.

4. الخلاف حول التأليف
رغم نسبتها التقليدية لهوميروس، يشكك بعض الباحثين في كونها عملاً لشاعر واحد، ويرجحون أنها نتاج تراكم قصص شفهية نُظمت لاحقاً، مع إضافات من شعراء آخرين.

5. الإرث الثقافي
تُرجمت الإلياذة إلى معظم لغات العالم، وأثرت في الأدب والفنون الغربية، مثل أعمال دانتي وجيمس جويس، كما تُعد مصدراً رئيسياً لفهم الميثولوجيا الإغريقية وتاريخ الحضارة اليونانية


.................



 

 ثانيا الأوديسة: ملحمة العودة والذكاء

  • الكاتب: تُنسب أيضًا لهوميروس، وتتألف من 12,109 بيتًا شعريًا مقسمة إلى 24 نشيدًا .

  • الموضوع: تروي رحلة أوديسيوس (عولس) ملك إيثاكا للعودة إلى وطنه بعد حرب طروادة، والتي استمرت 10 سنوات أخرى .

الأحداث الرئيسية

  1. بداية الرحلة: بعد انتصار الإغريق في طروادة، يُحتجز أوديسيوس لدى الحورية كاليبسو لـ7 سنوات حتى تتدخل الآلهة لإطلاق سراحه .

  2. مغامراته:

    • جزيرة اللوتوفاجي: حيث يُنسى رجاله وطنهم بسبب زهرة اللوتوس.

    • مواجهة بوليفيموس: العملاق السايكلوب الذي يقتل جزءًا من طاقمه، لكن أوديسيوس يهرب بحيلة "لا أحد" .

    • السيرينات: مخلوقات تغوي البحارة بأصواتها، لكن أوديسيوس يربط نفسه بسارية السفينة لسماعها دون خطر .

  3. العودة إلى إيثاكا: يتنكر أوديسيوس في زي متسول ليكتشف أن زوجته بينيلوب تتعرض لضغوط من الخاطبين، فيقتلهم باستخدام قوسه الخاص .

 القيم والرموز

  • الحنين والذكاء: تُبرز الأوديسة ذكاء أوديسيوس وقدرته على حل المشكلات بالحيلة بدلًا من القوة .

  • الاختبارات الروحية: رحلة العودة تمثّل أيضًا بحثًا عن الهوية والاستقرار الداخلي .


3. الإرث الثقافي والجدل حول التأليف

  • التأثير الأدبي: أثرتا في أعمال مثل "الكوميديا الإلهية" لـدانتي و"يوليسيس" لجيمس جويس، وصُنِّفتا كأساس للأدب الغربي .

  • الترجمات العربية: تُرجمت الإلياذة شعرًا بواسطة سليمان البستاني، والأوديسة نثرًا بواسطة دريني خشبة .

  • الخلاف حول المؤلف: يشكك بعض الباحثين في وجود هوميروس كشخصية تاريخية، ويرجحون أن الملحمتين نتاج تراكم قصصي شفهي .


4. الفروق الرئيسية بين الملحمتين

الإلياذةالأوديسة
تركّز على الحرب والغضبتركّز على الرحلات والذكاء
البطل: أخيل (القوة البدنية)البطل: أوديسيوس (الدهاء)
أحداثها في ساحة المعركةأحداثها في البحر والجزر
تنتهي بمصرع هكتورتنتهي بعودة البطل إلى وطنه


إرسال تعليق

0 تعليقات