"أفول الأصنام" (أو "غسق الأوثان") للفيلسوف الألماني **فريدريك نيتشه**، كُتب عام 1888 ونُشر عام 1889، ويُعتبر بمثابة مقدمة قصيرة لفكره الفلسفي، حيث يهاجم فيه المفاهيم التقليدية في الفلسفة والأخلاق والدين، ويدعو إلى تحطيم "الأصنام" الفكرية التي تسيطر على العقل البشري.
أفكار الكتاب:
1. مفهوم "الأصنام" ونقدها
- يُعرِّف نيتشه "الأصنام" بأنها المعتقدات الزائفة التي يُقدسها البشر، سواء كانت فلسفية أو دينية أو أخلاقية، مثل:
- **الميتافيزيقا** (عالم المثل الأفلاطوني، الإله المسيحي).
- **العقلانية المفرطة** (كما في فلسفة سقراط وكانط).
- **الأخلاق التقليدية** (خاصة الأخلاق المسيحية التي يراها "عدمية").
- يدعو إلى "تحطيم الأصنام" باستخدام "المطرقة الفلسفية"، أي النقد الجذري لكل ما يُعتبر مقدسًا.
2. الهجوم على سقراط وأفلاطون
- يرى نيتشه أن **سقراط** كان رمزًا للانحطاط لأنه ربط **الفضيلة بالعقل**، مما قتل الغريزة الإبداعية لدى الإغريق .
- ينتقد **أفلاطون** لفصله بين "العالم الحقيقي" (عالم المثل) و"العالم الظاهري"، معتبرًا أن هذه الثنائية كرَّست كراهية الحياة والطبيعة .
3. نقد المسيحية والأخلاق
- يصف **المسيحية** بأنها "دين الضعفاء" لأنها تروج للرحمة والتواضع، مما يُضعف إرادة القوة لدى الإنسان .
- يعتبر **الأخلاق** "طبيعة مضادة" لأنها تقمع الغرائز الطبيعية وتُحول الإنسان إلى كائن خانع .
4. فكرة "العالم الحقيقي" وكيف أصبح خرافة
- يشرح نيتشه تطور فكرة "العالم الحقيقي" عبر التاريخ، من أفلاطون إلى المسيحية، وانتهاءً بفلسفته التي ترفض هذه الثنائية وتؤكد أن **الواقع الحسي هو الوحيد الموجود** .
5. الإنسان المتفوق (السوبرمان) وإرادة القوة
- رغم أن الكتاب لا يتوسع في مفهوم "السوبرمان" كما في "هكذا تكلم زرادشت"، إلا أنه يؤكد على ضرورة **خلق قيم جديدة** بدلًا من التمسك بالقيم القديمة .
الخلاصة
"أفول الأصنام" هو **هجوم شرس** على كل ما يُعتبر مقدسًا في الفلسفة والدين، ودعوة إلى **تحرير العقل البشري** من الأوهام التي تكبله. يُعتبر هذا الكتاب مدخلًا قويًا لفهم فلسفة نيتشه النقدية والثورية.
"في العالم من الأصنام أكثر مما فيه من الحقائق." — نيتشه
0 تعليقات