في الأدب الجاهلي

 


 "في الأدب الجاهلي" لطه حسين

١. المقدمة المنهجية والأطروحة المركزية

  • المنهج الديكارتي: طبَّق طه حسين منهج الشك المنهجي (كما عند ديكارت) لدراسة الشعر الجاهلي، معتبرًا أن البحث العلمي يجب أن يبدأ من الشك في كل ما لم يثبت بدليل مادي أو تاريخي .

  • الأطروحة الرئيسية: أكد أن "الكثرة المطلقة مما نسميه شعرًا جاهليًا ليست من الجاهلية في شيء"، بل هي منحولة وُضعت بعد الإسلام لتمثل أهواء المسلمين السياسية والدينية، لا حياة الجاهليين الحقيقية .

٢. الأدلة الرئيسية على انتحال الشعر الجاهلي

  • الغياب الديني: الشعر المنسوب للجاهلية لا يعكس حياتهم الدينية الوثنية، بينما القرآن -في رأيه- هو المصدر الأصدق لهذه الحقبة .

  • توحيد اللغة رغم تعدد اللهجات: لاحظ أن اللهجات العربية قبل الإسلام (كالحميرية في اليمن) تختلف جوهريًا عن لغة قريش، فكيف يُنسب شعر لشعراء جنوبيين (كامرئ القيس) بلغة شمالية موحدة؟ هذا يشير إلى أن الشعر دُوّن بعد انتشار لغة القرآن .

  • ضعف الرواية التاريخية: وصلت القصائد عبر رواة قُصاصين ومُحدِّثين، وهم معرضون للكذب أو التلفيق لدعم قصص أو تفسيرات دينية .

٣. أسباب انتحال الشعر الجاهلي

حدد طه حسين خمسة دوافع رئيسية:

  1. السياسة القبلية: قبائل ما بعد الإسلام (كقريش والأنصار) اختلقت شعرًا تُفاخر بمجدها الجاهلي.

  2. الشعوبية: علماء غير عرب (كالفُرس) وضعوا شعرًا يمجد تراثهم وينسبونه للجاهليين.

  3. القُصَّاص: اختلقوا أشعارًا لجعل القصص الدينية أو الأسطورية أكثر جذبًا.

  4. الرواة الفاسدون: تلاعبوا بالنصوص لغرض الكسب المادي.

  5. الدوافع الدينية: نُسب شعر لأمية بن الصلت وغيره لإثبات صلة بين الإسلام والأديان السابقة .

٤. أبرز الجدل الديني والسياسي حول الكتاب

  • التشكيك في الروايات الدينية: أثارت فقرة شهيرة غضب الأزهر، حيث شككت في الوجود التاريخي لإبراهيم وإسماعيل، واعتبرت قصة هجرتهما إلى مكة "حيلة" لربط العرب باليهود .

  • اتهام الرسول بالاستعانة بشعر أمية بن الصلت: تبنى رأي المستشرق "كليمان هور" أن النبي استقى من شعر أمية، لكن طه حسين تراجع لاحقًا عن هذه النقطة .

  • ردود الفعل:

    • قضية قضائية: رفع نواب الأزهر دعوى ضد طه حسين بتهمة "الطعن في الدين"، لكن النيابة برأته لكون رأيه "أكاديميًا" .

    • هجوم فكري: هاجمه كتاب كـ"تحت راية القرآن" للرافعي، واتهموه بنقل أفكار المستشرقين .

    • تعديل الكتاب: حذف طه حسين الفقرات المثيرة للجدل في الطبعات اللاحقة، وغيّر عنوانه إلى "في الأدب الجاهلي" .

٥. مكانة الكتاب في النقد الأدبي

  • تأريخ النقد العربي: ذكّر طه حسين أن ابن سلام الجمحي وابن هشام شككا قبله بصحة بعض الشعر الجاهلي، لكنه وسع المنهج نطاقًا وجرأة .

  • دعوة للتجديد: نادى بفصل دراسة الأدب عن الأغراض الدينية والسياسية، وطالب باعتماد مناهج علمية غربية في الجامعات المصرية .

  • تأثير مستمر: رغم مرور قرن، لا يزال الكتاب يدرس كعلامة على صدام الحداثة مع التراث في الفكر العربي .

٦.  بين القيمة العلمية والإشكالية

يظل الكتاب نموذجًا لتطبيق الشك المنهجي في التراث العربي، لكنه أيضًا كشف عن حساسية المساس بالرواية الدينية. رغم انتقادات المناصرين للتراث، فإن فضل طه حسين يكمن في كسر "التابوهات" النقدية وفتح باب إعادة قراءة التراث بأدوات عقلانية .

"القرآن أصدق مرآة للعصر الجاهلي" – طه حسين


أقرأ أيضاَ

ملخصات كل أعمال الاديب والمفكر طة حسين

 

إرسال تعليق

0 تعليقات