الشركة السيئة لميجان غرينويل

الشركة السيئة

 

 الشركة السيئة

 الأسهم الخاصة وموت الحلم الأمريكي 

لميجان غرينويل

عن عالم تسيطر عليه الأسهم الخاصة

 "Bad Company: Private Equity and the Death of the American Dream" (2025) يقدم تحليلاً صادماً لكيفية تحول صناعة الأسهم الخاصة (Private Equity) إلى قوة خفية تتحكم في مفاصل الحياة الأمريكية.

 من خلال تقرير استقصائي يجمع بين التحليل الاقتصادي والسرد الإنساني، تكشف الصحفية ميجان غرينويل كيف تستغل هذه الصناعة الثغرات القانونية لتحقيق أرباح فاحشة على حساب العمال والخدمات العامة والمجتمعات المحلية.

 بدأت غرينويل رحلتها مع الموضوع بعد استقالتها من موقع "Deadspin" الرياضي إثر استحواذ شركة أسهم خاصة عليه، مما دفعها للبحث عن الآليات الخفية وراء انهيار المؤسسات الأمريكية 71.


 ما هي الأسهم الخاصة؟ آليات التدمير المنظم

تعرف غرينويل الأسهم الخاصة بأنها "صناعة استثمارية تشتري الشركات بتمويل قائم على الديون، ثم تعيد بيعها بعد تعديل هيكلتها". لكن هذا التعريف الجاف يخفي آليات مدمرة:

  1. الاستدانة القاتلة:

    • تشتري شركات الأسهم الخاصة (مثل "بين كابيتال" و"أبولو") مؤسسات قائمة باستخدام قروض تُحمَّل على كاهل الشركة المُشتراة.

    • مثال: عندما استحوذت "بين كابيتال" على "تويز آر أص" (Toys "R" Us) عام 2005، حمّلتها بديون بلغت 6.6 مليار دولار، بينما استخلصت 180 مليون دولار كرسوم إدارية خلال عامين فقط .

  2. استنزاف الموارد:

    • تقوم هذه الشركات بتقليص العمالة وتخفيض جودة الخدمات وبيع الأصول (مباني، معدات، حقوق فكرية) لتحقيق أرباح سريعة.

    • نتيجة ذلك: 20% من الشركات المشتراة تفلس خلال 10 سنوات، مسؤولة عن 40% من إفلاسات الشركات الأمريكية .

  3. الثراء على حساب المجتمع:

    • يستفيد مديرو الصناديق من "أجر النقل" (Carried Interest)، وهو نظام ضريبي يسمح لهم بفرض ضرائب بنسبة 20% فقط على أرباحهم، مقارنة بـ37% للدخل العادي .


 وجوه الأزمة: أربع قصص إنسانية

تختار غرينويل أربع شخصيات تمثل ضحايا نموذجية لاستغلال الأسهم الخاصة:

1. ليز: نهاية الحلم في "تويز آر أص"

  • كانت ليز مشرفة أرضية في متجر "تويز آر أص" في أوريغون، ووصل ولاؤها للشركة حدّ وَشمِ شعارها على ذراعها.

  • بعد استحواذ "بين كابيتال":

    • تم تسريح 33,000 موظف دون تعويضات.

    • أُجبرت ليز على أداء مهام 3 موظفين مع تجميد رواتبها.

  • عندما أعلنت الشركة إفلاسها عام 2017، رفضت دفع 75 مليون دولار كانت مستحقة للعمال كتعويضات .

2. روجر: تآكل الرعاية الصحية في ريف وايومنغ

  • عمل روجر طبيباً في مستشفى ريفي يخدم مجتمعاً فقيراً. بعد استحواذ "أبولو غلوبال" على المستشفى:

    • تم إغلاق أقسام الطوارئ وطب الولادة.

    • رُفعت أسعار الخدمات 30% مع خفض جودة المعدات.

  • النتيجة: مرضى يُنقلون لمسافات طويلة، ووفيات كان يمكن منعها .

3. ناتاليا: الإعلام المحلي في مهب الريح

  • كانت ناتاليا صحفية في صحف "غانيت" (Gannett) التي استحوذت عليها شركات أسهم خاصة.

  • التحولات التي حدثت:

    • تسريح 50% من الصحفيين.

    • دمج الصحف المحلية في "مراكز محتوى" لا تعرف الفروقات المجتمعية.

    • مثال: صحيفة "كوربوس كريستي كولر-تايمز" فقدت 90% من كادرها .

4. لورين: الإسكان... سلعة لا حق

  • بعد خروجها من الإسكان العام، سكنت لورين في مجمع سكني بفرجينيا مملوك لشركة أسهم خاصة.

  • المشاكل التي واجهتها:

    • انتشار العفن والقوارض.

    • إهمال الصيانة مع زيادة الإيجارات 15% سنوياً.

    • عند احتجاجها، تم طرد عائلتها بدعاوى قانونية واهية .

 تأثير الأسهم الخاصة على القطاعات المختلفة:

الشخصيةالقطاعالشركة المستحوذةأبرز الآثار
ليزالتجزئةبين كابيتالتسريح 33 ألف عامل دون تعويض
روجرالصحةأبولو غلوبالإغلاق أقسام طبية حيوية
ناتالياالإعلامغانيتتسريح 50% من الصحفيين
لورينالإسكانغير محددةإهمال صيانة وزيادات إيجار جنونية

لماذا تنجح هذه الآلة المدمرة؟

تشرح غرينويل ثلاثة أسباب رئيسية:

  1. العتامة القانونية:

    • لا تُلزم الشركات بالإفصاح عن ممارساتها، مما يمنع الرقابة العامة .

  2. القوة السياسية:

    • تنفق صناعة الأسهم الخاصة 60 مليون دولار سنوياً على جماعات الضغط.

    • عندما اقترحت إليزابيث وارين قانوناً لمنع تحميل الشركات ديوناً مفرطة، تم إسقاطه خلال أسبوع .

  3. تواطؤ المؤسسات:

    • صناديق المعاشات والجامعات تستثمر في صناديق الأسهم الخاصة طمعاً في أرباح عالية، متجاهلة التكاليف الاجتماعية .


 مقاومة الخراب... بصيص أمل

رغم الصورة القاتمة، تقدم غرينويل نماذج مقاومة:

  • لورين: نظمت حملة إيجار عادل في فرجينيا، أجبرت الشركة على تخفيض الإيجارات 10% .

  • روجر: أسس مستشفى جديداً في وايومنغ برسوم مخفضة، مستفيداً من دعم المجتمع .

  • تكتيكات قانونية:

    • ولايات مثل كاليفورنيا أصدرت قوانين تمنع شركات الأسهم الخاصة من شراء أكثر من 100 وحدة سكنية سنوياً .

    • مقترحات وارين: "قانون إنهاء جشع الأسهم الخاصة" الذي يلزمها بالمسؤولية عن ديون الشركات التي تستحوذ عليها .


 هل مات الحلم الأمريكي؟

تخلص غرينويل إلى أن الأسهم الخاصة حوّلت "الحلم الأمريكي" إلى وهم:

  • زعزعة الاستقرار الوظيفي: فقدان الوظائف لمصلحة أرباح المساهمين.

  • تدمير الخدمات الأساسية: صحافة محلية، رعاية صحية، سكن لائق.

  • تفاوت غير مسبوق1% من الأثرياء يتحكمون بـ40% من ثروة البلاد، وشركات مثل "بلاكستون" تدر أرباحاً سنوية تفوق ميزانيات دول .


اضافة للأقتصاد

يُعد الكتاب إضافة جوهرية لأدبيات النقد الاقتصادي، ويمتاز بـ:

  • الربط بين الاقتصاد المجرد والإنسان: عبر قصص ليز، روجر، ناتاليا، ولورين.

  • فضح آليات قانونية معقدة: بلغة واضحة تناسب غير المتخصصين.

  • نقد ثنائي التوجه: لا يكتفي بتنديد الرأسمالية، بل يطرح حلولاً عملية مثل تشريعات وارين .

أبرز الانتقادات التي وُجهت :

  • بعض المراجعات أشارت إلى عدم شمول تحليله لقطاعات أخرى متأثرة بالأسهم الخاصة مثل التعليم .

  • قلة التفاصيل عن آليات المقاومة الجماعية المنظمة .


 ما العمل؟

تقترح غرينويل مسارين:

  1. مقاومة محلية: تنظيم حملات إعلامية وقانونية كما فعلت لورين وروجر.

  2. ضغط تشريعي: دعم قوانين مثل "قانون إنهاء جشع الأسهم الخاصة" الذي يلزم الشركات بالشفافية والمسؤولية .

"الأسهم الخاصة لم تقتل الحلم الأمريكي وحسب، بل حولته إلى كابوس... لكن القصص التي سردتها تذكرنا أن المقاومة ممكنة، بل ضرورية" — ميجان غرينويل .

الكتاب مرجع أساسي لفهم اقتصاد القرن الـ21، وجرس إنذار لمن يظن أن الرأسمالية غير المقيدة يمكن أن تخدم الصالح العام

مراجعة الكتاب علي جود ريدز 



Bad Company: Private Equity and the Death of the American DreamBad Company: Private Equity and the Death of the American Dream by Megan Greenwell
My rating: 4 of 5 stars

Megan Greenwell masterfully weaves personal stories—like Liz, the retail worker with a company tattoo, or Roger, the rural doctor watching his hospital vanish—into a devastating critique of debt-fueled buyouts, disappearing public services, and legalized exploitation.
This isn’t just economics; it’s slow violence in motion.
If you think capitalism is broken, Bad Company will show you exactly who broke it—and how they got away with it

View all my reviews

إرسال تعليق

0 تعليقات