"Life Itself: A Memoir" لروجر إيبرت
السياق والأهمية
تعدّ هذه السيرة الذاتية وثيقة إنسانية وفكرية تخطّط رحلة إيبرت من طفل شغوف بالسينما في إلينوي إلى أشهر ناقد سينمائي في أمريكا.
كُتب أثناء معاناته مع سرطان الغدة الدرقية والفك، الذي أفقدَه القدرة على الكلام والأكل، مما منح الكتاب عمقًا وجوديًا.
إيبرت يعيد تعريف "الصوت" الإبداعي حين يُسلَب الصوت الجسدي، مقدّمًا تأملات في الذاكرة، والضعف البشري، وقوة الكتابة كفعل مقاومة.
الطفولة والتشكيل المبكر (1942–1967)
إربانا، إلينوي: عالم صغير بلاستيكي
وصف إيبرت طفولته بأنها "شبه مثالية": منزل أبيض، شرفة أمامية، ومشاهد لعب مع الجيران.
تأثير الكاثوليكية: شكلت رؤيته الأخلاقية لكنه تمرد لاحقًا على هرميتها.
الهروب إلى السينما: أمضى ساعات في سينما "برينسيس" يشاهد أفلام الويسترن والكوميديا، مؤكدًا أن السينما كانت "آلة لتوليد التعاطف" مبكرًا.
صحفي ناشئ: البذور المهنية
في ١٦، بدأ كتابة تقارير رياضية لصحيفة محلية، ثم تحرير جريدة جامعة إلينوي (Daily Illini)، حيث دافع عن الحقوق المدنية وواجه الرقابة.
لقاء مصيري: في ١٩٦٧، عُيّن ناقدًا سينمائيًا لصحيفة شيكاغو صن-تايمز بالصدفة، عندما ترك الناقد السابق المنصب.
النقد، التلفزيون، والصراعات (1967–1999)
ثورة في النقد السينمائي
منهجيته: رفض النخبوية، مؤمنًا أن "كل فيلم له جمهوره". كتب بلغة واضحة، مركزًا على التجربة العاطفية: "ما الذي حدث لي أثناء المشاهدة؟".
بوليتزر ١٩٧٥: أول ناقد سينمائي يفوز بالجائزة، مما عزز شرعيته.
سيسكل وإيبرت: الكراهية/الحب الذي غيّر الثقافة
علاقة متفجرة: التقى بجين سيسكل (من شيكاغو تريبيون) في برنامج تلفزيوني. تنافسهما كان حقيقيًا: مشاجرات عنيفة، غيرة، وإهانات.
لكن إيبرت يكشف: "الكراهية كانت سطحية، الحب كان عميقًا". بعد موت سيسكل (١٩٩٩)، شعر إيبرت "كأنه فقد أخًا".
إرث "الإبهام للأعلى/لأسفل": حوّل النقد إلى حوار شعبي، وأنقذ أفلامًا مستقلة مثل "أحلام كرة السلة" (Hoop Dreams).
هوليوود: لقاءات حميمة مع العمالقة
جون وين: صدم إيبرت بفجوة بين شخصيته السينمائية وواقعه: "هش، يبحث عن التصفيق".
مارتن سكورسيزي: تحالف فني وإنساني. دافع إيبرت عن "سائق التاكسي" رغم جدله، وكشف أن سكورسيزي عانى من الإدمان مثله.
راس ماير (مخرج أفلام إثارة): كتب له إيبرت سيناريو "وادي الدمى" (Beyond the Valley of the Dolls). وصف ماير كـ"عبقري فوضوي" وهوسه بـ"نساء قويات كالجبال".
جدول: محطات مهنية أساسية
العام | الحدث | التأثير |
---|---|---|
1967 | تعيينه ناقدًا سينمائيًا في شيكاغو صن-تايمز | بداية مسيرة نقدية غيرت معايير الصناعة |
1975 | الفوز بجائزة بوليتزر | أول ناقد سينمائي يحصل عليها، شرعنة النقد كفن |
1975-1999 | برنامج "سينما سيسكل وإيبرت" | دمقرطة النقد السينمائي عبر التلفزيون |
1999 | وفاة جين سيسكل | تحول في حياة إيبرت الشخصية والمهنية |
الإدمان، الحب، والمرض (1970–2013)
الإدمان: وحش في الظل
وصف إدمان الكحول كـ"انحدار بطيء نحو العدم". كان يشرب مع صحفيي شيكاغو (مثل مايك رويكو) في حانات تحت قطارات الأنفاق.
نقطة التحول: في ١٩٧٩، قرر التوقف فجأة بعد إفراط ليلي. انضم لـ"المدمنين المجهولين"، واعتبر هذا القرار "ولادة ثانية".
شاز: الحب الذي أنقذه
التقاها في اجتماع "مدمنون مجهولون" (AA). تزوجا ١٩٩٢ وهو في الخمسين.
يصفها: "هي حقيقة حياتي العظمى... أنقذتني من العزلة". دورها أصبح محوريًا أثناء مرضه، كـ"حارسة روحه".
السرطان: السير في وادي الموت
التشخيص (٢٠٠٦): سرطان الغدة الدرقية والفك. استأصلوا فكه السفلي، ففقد النطق والأكل.
التحول الرقمي: حوّل معاناته إلى إبداع عبر مدوّنة ناشطة (110 مليون زيارة سنويًا) وتويتر.
تأملات الموت: "أؤمن بالموت كجزء من الحياة. لا تخافوا مني. عشتُ حياة جميلة".
الجزء الرابع: فلسفات وجودية – السينما، الروح، والوجود
السينما كمرآة للإنساني
نظرته للفيلم كـ"آلة توليد التعاطف". أفضل الأفلام تُظهر "ناس طيبون" (حتى لو كانوا قتلة مثل هانيبال ليكتر) يكافحون بحثًا عن معنى.
تأثير "إيكيرو" (كوروساوا): فيلم عن موظف يكتشف معنى الحياة قبل موته. رآه إيبرت مرآة لرحلته: "العمر يُظهر لنا أننا جميعًا مثل واتانابي".
الوحدة والوجود: أسفار داخل المدن
وصف تجواله في لندن والبندقية كـ"طقوس للتأمل": الجلوس في مقهى وحيدًا، مراقبة الناس، والاحتفاء بـ"أن تكون مجهولاً". هذه اللحظات كانت "مختبرات للوجود".
الإيمان والموت: صراع روحي
رغم ترك الكاثوليكية، احتفظ بإيمان غامض: "أؤمن بالقوة الكونية للتعاطف".
رفض الخلود البيولوجي: "جيناتي ستموت، لكن 'ميمي' أفكاري (مقولة ريتشارد دوكنز) ستبقى".
جدول: مؤلفات إيبرت البارزة خارج النقد
العام | العنوان | المحتوى | مفارقة ملحوظة |
---|---|---|---|
1986 | The Perfect London Walk | دليل للمشي التأملي في لندن | كتبه وهو بعيد عن وطنه |
2010 | The Pot and How to Use It | كتاب طبخ عن طنجرة الأرز | ألفه بعد فقدان القدرة على الأكل |
2011 | Life Itself | مذكرات عن الحياة والموت | كتبه أثناء احتضاره |
ماذا بقي من روجر إيبرت؟
تأثيره الثقافي
دمقرطة النقد: جعله في متناول الجمهور عبر التلفزيون والإنترنت.
إنقاذ أفلام مستقلة: دعم مخرجين مثل إيرول موريس ومارتن سكورسيزي في بداياتهم.
الصوت الأخير: الكتابة كخلود
بعد فقدان صوته، أصبحت كتابته "أكثر خصوبة وتأثيرًا" (كما قال هو). مدونته تحولت إلى منصة لتأمل المرض، السياسة، والجماليات.
في أيامه الأخيرة، وافق على تصوير وثائقي "Life Itself" (2014) يُظهر آلامه بواقعية، مؤكدًا: "الشفافية هي هديتي الأخيرة".
نقد للنقد: الجدل حوله
اُنتقد من نقاد مثل ريتشارد كورليس وبولين كايل لـ"تبسيط النقد". لكن فيلمه الوثائقي يرد: "لقد جعل السينما فنًا شعبيًا دون تسطيحه".
"أنا أسفل كل شيء مشجع"
تختصر هذه العبارة روح إيبرت: رغم كل نجاحاته، ظلّ ذلك الطفل الذي يشاهد الأفلام بدهشة. سيرته ليست مجرد حكاية ناقد، بل درس في كيف نحوّل المعاناة إلى فن، والضعف إلى قوة. كتابه يصرخ: "الحياة نفسها" هي الفيلم الأعظم، حتى عندما يكون المشهد الأخير مؤلمًا.
اقتباس ختامي من الكتاب:"أعتقد أننا لو استطعنا، في النهاية، أن نُسعد الآخرين قليلاً، ونُسعد أنفسنا قليلاً، فهذا أفضل ما نفعله. جعل الآخرين تعساء جريمة. جعل أنفسنا تعساء هو حيث تبدأ كل الجرائم. يجب أن نحاول إضافة فرح للعالم" .
ملاحظة: المعلومات مستقاة من مذكرات إيبرت "Life Itself" (2011)، والمراجعات النقدية للكتاب والفيلم الوثائقي المقتبس عنه، ومقالات تحليلية عن إرثه
0 تعليقات