كسر الحدود

"كسر الحدود" لنوال السعداوي

كتاب "كسر الحدود" للكاتبة المصرية نوال السعداوي (1931–2021) أحد الأعمال الفكرية الجريئة التي تتحدى الثوابت الاجتماعية والدينية والسياسية، مع تركيز خاص على قضايا المرأة والتحرر من القيود الذكورية. نُشر الكتاب لأول مرة عام 2002، ثم أُعيد إصداره عام 2017 بالتعاون مع مؤسسة هنداوي، وهو متاح للتحميل المجاني بموجب اتفاق قانوني .

أبرز أفكار الكتاب:

نقد الخوف الموروث:
ترى السعداوي أن جذر المشكلة يكمن في "الخوف" الذي يُغرس في الإنسان منذ الطفولة، سواء خوفًا من العقاب الدنيوي أو الأخروي، مما يجعله خاضعًا للمحرمات المفروضة باسم الدين أو السياسة أو الأخلاق. وتؤكد أن تحرر الفرد يبدأ بتجاوز هذا الخوف .
الهجوم على الذكورية والتمييز الجندري:
تهاجم الكاتبة التمييز ضد المرأة في القوانين والممارسات الاجتماعية، مثل عقوبة الزنا التي تُطبق على المرأة دون الرجل، وتصف هذا بأنه انعكاس لسيطرة الذكور على مفاهيم الشرف والأخلاق. كما تنتقد ظاهرة "لصوص الشرف" الذين يفرضون قيودًا على حرية المرأة تحت مسميات دينية أو تقليدية .
رفض التبعية للسلطة:
تسخر السعداوي من المصفقين للسلطة بغض النظر عن توجهاتها، سواء في القمم العربية أو في المؤسسات الدينية. وتشير إلى أن مصر دفعت ثمنًا اقتصاديًا وسياسيًا لاتفاقيات السلام مع إسرائيل، مما يعكس انتقادها للسياسات الخارجية الخاضعة .
الدعوة إلى التمرد الأدبي والفكري:
لا يقتصر التمرد في الكتاب على الجانب الاجتماعي، بل يشمل أيضًا كسر الحدود بين الأجناس الأدبية (كالرواية والقصة والشعر) والانطلاق نحو أشكال تعبيرية جديدة تواكب التحولات العالمية .
الربط بين الاستبداد السياسي والقمع الاجتماعي:
تربط السعداوي بين القمع السياسي وقمع المرأة، معتبرةً أن الأنظمة الاستبدادية تعتمد على إخضاع المرأة لتعزيز هيمنتها. وتستشهد بتجربتها الشخصية في السجن عام 1981 خلال حكم السادات، والتي دونتها في كتابها "مذكراتي في سجن النساء" .

السياق التاريخي والشخصي:

السيرة الذاتية: تأثرت أفكار الكتاب بحياة السعداوي النضالية؛ فقد عانت من السجن والتهديد بسبب دفاعها عن حقوق المرأة، كما عُزلت من مناصبها الرسمية بسبب كتاباتها .
العلاقة بالحركة النسوية: يُعتبر الكتاب امتدادًا لجهودها في معالجة "الثالوث المقدس" (الدين، الجنس، السياسة)، والذي دعت من خلاله إلى تحرير المرأة من العبودية الرمزية والمادية .

ردود الفعل والتأثير:

أثار الكتاب جدلًا واسعًا، خاصة في الأوساط المحافظة، حيث اعتُبر تحديًا صريحًا للموروث الثقافي. ومع ذلك، حظيت السعداوي بتقدير دولي، ورُشحت لجائزة نوبل، وحصلت على جوائز مثل "ستيج داجيرمان" السويدية

_________________________________