"حديث المساء" لطه حسين
السياق التاريخي والنشأة
الخلفية السياسية: صدرت مقالات الكتاب في جريدة "كوكب الشرق" المسائية عام 1933، خلال أزمة سياسية في مصر تحت حكم إسماعيل صدقي باشا، الذي قمع الحريات عبر "القوة والإرهاب" بدعم من الاحتلال الإنجليزي وقصر الملك .
دور طه حسين: انضم لتحرير الجريدة بعد إقناع من سكرتير الوفد "مكرم عبيد" ورئيس الوفد "مصطفى النحاس باشا"، الذي أكد أن كفاح الشعب يحتاج جهود كل المثقفين .
المحتوى الفكري والأهداف
القضايا السياسية
مقاومة الاستبداد:
هاجم طه حسين تحالف الإنجليز والقصر ضد إرادة الشعب، مُطالباً بعودة دستور 1923 الذي يُكرس مبدأ "الأمة مصدر السلطات" .
أشهر مقولاته: "الحكام خدام الشعب، لا سادة عليه" .
الوحدة الوطنية:
رثى عضو الوفد القبطي "سينوت حنا" مؤكداً أن المصريين ودعوه "لا لأنه قبطي أو مسلم، بل لأنه مصري فحسب"، ليرسخ فكرة أن الوحدة هي أساس المقاومة .
القضايا الاجتماعية والثقافية
الإصلاح الاجتماعي: ناقش الفقر والتهميش، ودعا لتحسين أوضاع الفلاحين والعمال .
التنوير الثقافي: خصص صفحة أسبوعية في الجريدة تربط التراث العربي (كشعر البحتري وابن الرومي) بالفكر الأوروبي الحديث (مثل فولتير وروسو)، مع نقد لإنتاجات معاصريه كتوفيق الحكيم .
السمات الأسلوبية
السهل الممتنع: جمع بين العمق الفكري وبساطة اللغة، مع استخدام السخرية لنقد الحكومة .
الطقاطيق: مقالات قصيرة غير موقعة، كتبها طه حسين يومياً بنبرة تهكمية لفضح زيف السلطة .
وحدة العنوان: اتخذ "حديث المساء" عنواناً موحداً لمقالاته، ليخلق ترابطاً فكرياً يجذب القراء .
التأثير والإرث
على المستوى السياسي
مواجهة الرقابة: تحمل مسؤولية مقال اتهم وزير الداخلية "محمود فهمي القيسي" بتزوير محاضر البرلمان، مقدماً نفسه للنيابة بدلاً من تلميذه رئيس التحرير .
تعبئة الرأي العام: ساهم في تعزيز الوعي بحقوق الشعب، مما مهد لاحقاً لإسقاط حكومة صدقي باشا .
على المستوى الثقافي
اكتشاف المواهب: شكّل فريق تحرير الجريدة من شباب المثقفين مثل "سيد قطب" و"يحيى الخشاب"، الذين أصبحوا أعلاماً في الأدب والفكر .
جسر بين الماضي والحاضر: مزج بين التراث العربي والحداثة الأوروبية، مؤكداً أن النهضة تحتاج للاستفادة من كليهما .
مقولات بارزة من الكتاب
"خير ما يقدمه المصري لوطنه: الإخلاص في القول، والصدق في الرأي، والمضاء في العزم."
— افتتاحية أول مقال له في "كوكب الشرق" بعنوان "عهد" .
"نصوص الدستور لم توضع زينة، بل أساساً للحياة وقواماً للصلة بين الشعب والسلطان."
— دفاعه عن الدستور كضمان للحريات .
معلومات فنية عن الكتاب
حجمه: 241 صفحة، صدرت طبعته الأولى عام 1983 عن دار البستاني .
تصنيفه: يُعد من أبرز نماذج "الأدب السياسي" العربي، حيث حوّل المقال الصحفي إلى عمل فني يزاوج بين النقد الاجتماعي والبلاغة الأدبية .
يظل "حديث المساء" شاهداً على دور المثقف في مقاومة الاستبداد، ووثيقةً تاريخيةً تكشف كيف حوّل طه حسين الصحافة إلى منبرٍ للتنوير والتحرير
أقرأ أيضاَ
0 تعليقات