الخطيئة الأصلية
تدهور صحة بايدن، التستر عليه، وقراره الكارثي بالترشح مرة أخرى"
لجيك تابر وأليكس طومسون
الإطار المفاهيمي للكتاب
يعيد هذا الكتاب تشكيل الرواية السياسية الأمريكية عبر كشف منهجي لآليات التستر على تدهور الصحة العقلية والجسدية للرئيس جو بايدن، الذي قاد - بحسب المؤلفَين - إلى كارثة انتخابية مهدت لعودة ترامب إلى البيت الأبيض.
يعتمد الكتاب على 200 مقابلة مع مصادر داخلية، ويقدم تحليلاً شاملاً لـ"الخطيئة الأصلية" المتمثلة في قرار بايدن بالترشح لإعادة الانتخاب رغم تحذيرات كثيرة.
جوهر "الخطيئة الأصلية" والفرضية المحورية
- القرار المصيري:يُعرِّف المؤلفان "الخطيئة الأصلية" بأنها قرار بايدن بالترشح لولاية ثانية عام 2024، متحدياً وعده الضمني بأن يكون "جسراً" للجيل القادم . لقد تمسك بهذا القرار رغم أدلة على تدهور صحته، مدفوعاً بقناعة زائفة بأنه "الوحيد القادر على هزيمة ترامب".
- المفارقة التراجيدية:تشكل هذه القناعة نواة "المأساة اليونانية" التي تصفها الكتاب: فسعيه لإنقاذ الديمقراطية من ترامب أدى إلى تمهيد الطريق لعودته . يقول تابر: "في سعيه لتجنب قدره، صنع بايدن قدره بنفسه" .
أدلة التدهور الصحي وآليات التستر
أولاً: المؤشرات المبكرة (2015-2020)
في 2015، بعد وفاة ابنه بو، لاحظ مقربون منه "تغيراً جذرياً" في حدة ذهنه: "جزء منه مات مع بو ولم يعد أبداً" .
خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي 2020، وصف مصدر ديمقراطي مقاطع فيديو لبايدن بأنها "مشاهدة جَدٍّ لا ينبغي أن يقود سيارة" .
ثانياً: التدهور المتسارع في البيت الأبيض (2021-2023)
العزلة المتعمدة:
استُغل الوباء كذريعة لعزله عن الصحفيين والكونغرس، حيث قلّت لقاءاته حتى مع أعضاء حكومته .
وصف عضو كونغرس زيارته لأيرلندا مع بايدن 2023: "بدا منهوكاً، غائباً... كوالدي قبل وفاته" .
الأدلة المادية الصادمة:
النسيان المتكرر: نسيان تاريخ وفاة ابنه بو، والتحديق بصمت في جورج كلوني دون التعرف عليه حتى تذكيره باسمه .
التباطؤ الحركي: ناقش طبيبه كيفين أوكونور احتمال استخدام كرسي متحرك في ولاية ثانية إذا سقط، بسبب تصلب مشيته .
الانهيار الإدراكي: صعوبة إكمال جمل متماسكة في محادثات مهمة، خاصة عند التعب .
ثالثاً: آليات التستر المنظم
- "البوليتبرو" (Politburo):دائرة من 5 مقربين (بروس ريد، مايك دونيلون، ستيف ريتشيتي، رون كلين، وجيل بايدن) سيطرت على القرارات وعزلته عن الواقع .
التلاعب الإعلامي:
تحرير مقاطع فيديو بالحركة البطيئة لإخفاء بطء مشيته .
استخدام بطاقات ملاحظات حتى في لقاءات مع حلفاء مقربين .
- قمع الانتقادات:هاجم البيت الأبيض بشكل منهجي أي تقارير عن صحته، مثل تقرير المحقق الخاص روبرت هور الذي وصف بايدن كـ"رجل مسن ذي ذاكرة ضعيفة" .
لحظة الانفجار - مناظرة 2024 وتداعياتها
الكارثة العلنية
في 27 يونيو 2024، خلال المناظرة التي أدارها تابر نفسه، شاهد الملايين بايدن:
يتلعثم في الكلام.
يفقد خيط أفكاره.
- يقول جملة مأزومة: "إذا... هزمنا الرعاية الصحية أخيراً" .وصف تابر اللحظة: "كنت أتساءل إن كان سينهي الـ90 دقيقة... لقد خسر الانتخابات هنا" .
ردود الفعل الداخلية
ديفيد بلوف (مستشار هاريس): *"لقد ***نا بايدن. الانتظار 3 أسابيع بعد المناظرة للانسحاب دمرنا" .
جورج كلوني: كتب مقالاً في "نيويورك تايمز" هاجم فيه بايدن بعد لقاء معه، واصفاً التستر بـ"خيانة الجمهور" .
الجدل حول الكتاب وتفنيد الادعاءات
الانتقادات الرئيسية
- إشكالية المصادر المجهولة:يعتمد 90% من الكتاب على مصادر غير معلنة، مما دفع حفيدة بايدن "نعومي" لوصفه كـ"أكاذيب غير أصلية من صحفيين يبحثون عن الربح السريع" .
الدفاعات من مؤيدي بايدن:
رون كلين (رئيس سابق لموظفي البيت الأبيض): "نحن جميعاً في تراجع، لكن الرئيس كان حاد الذهن وقادراً على الحكم" .
أداء معزول: يشيرون إلى خطاب حالة الاتحاد 2024 وقمة الناتو كدليل على كفاءته .
اعتراف المؤلفَين بالمحدودية
تابر: "بمعرفتي الحالية، أدرك أنني بالكاد خدشت السطح... كان علينا مواجهة الانزعاج في طرح أسئلة الصحة" .
طومسون: يشير إلى ضغوط البيت الأبيض على الإعلام لتهميش التقارير الحرجة .
تداعيات تاريخية - إرث بايدن ومستقبل الديمقراطيين
التأثير على تراث بايدن
المفارقة المأساوية: نجاحه التشريعي (قانون خفض التضخم، قانون الرقائق) طُمِسَ بقراره الكارثي .
تشبيه شكسبيري: وصفه كـ"الملك لير" الذي أعمته الغرور .
التقييم الشعبي: انخفضت شعبية بايدن عند مغادرته البيت الأبيض إلى 36% فقط .
دروس للديمقراطيين
الخيانة المزدوجة: خداع الناخبين حول صحة مرشحهم، وتدمير فرصتهم في هزيمة ترامب .
نداء بلوف: "لا يمكننا مجدداً إقناع الناس أن ما يرونه غير حقيقي" .
الدعوة للإصلاح: ضرورة فتح الباب لانتخابات تمهيدية تنافسية بدلاً من تزكية "الوريث" .
"الخطيئة الأصلية" كدرس في المساءلة الديمقراطية
لا يقدم هذا الكتاب مجرد سرد لتراجع رجل مسن، بل تحليلاً لخلل نظامي في الثقافة السياسية الأمريكية:
عبادة الشخصية: تحويل بايدن إلى "أسطورة لا تُقهَر" منعه من رؤية حدود قدراته.
الانتهازية الحزبية: خوف الديمقراطيين من ترامب جعلهم يتغاضون عن حقائق خطيرة.
أزمة الإعلام: فشل وسائل الإعلام السائدة في التحدي المبكر، مما عمق أزمة الثقة.
يختتم المؤلفان بتحذير: "الدرس من 2024 ليس أن بايدن كان يجب أن ينسحب مبكراً فحسب، بل أن الديمقراطية لا تُدافع عنها بالأكاذيب" . هذا الكتاب ليس نهاية قصة بايدن، لكنه شهادة على أن الغرام بالسلطة قد يدفع حتى أقدس النوايا إلى هاوية الخيانة.
ملاحظة إحصائية: استناداً إلى استطلاع نوفمبر 2024، كان بايدن سيخسر أمام ترامب بنسبة 42% إلى 49% لو خاض الانتخابات
للمزيد وللمصادر راجع الملخص بالأنجليزيه هنا
0 تعليقات