الأزواج السبعة لإيفلين هيوغو لتيلور جينكينز ريد

غلاف الأزواج السبعة

 

 "الأزواج السبعة لإيفلين هيوغو" -  تيلور جينكينز ريد 

الإطار السردي

تروي الرواية حياة إيفلين هيوغو، نجمة هوليوود الأسطورية التي تبلغ 79 عامًا وتقرر كشف أسرار حياتها المليئة بالفضائح والزواج المتكرر. المفاجأة أنها تختار الصحفية المجهولة مونيك غرانت لكتابة سيرتها الذاتية، رغم ضعف خبرتها.
 تعيش مونيك أزمة شخصية؛ فقد تخلّى عنها زوجها، وتشعر بركود مهني، فترى في هذه الفرصة منجماً لإنعاش حياتها.
 خلال سلسلة من اللقاءات في شقة إيفلين الفاخرة في نيويورك، تبدأ الحكاية بالتكشف، متناوبة بين حاضر مونيك وماضي إيفلين منذ الخمسينيات حتى الثمانينيات.


الهيكل الفريد للرواية

تقسم الرواية إلى سبعة أقسام رئيسية، يُسمى كل قسم باسم أحد أزواج إيفلين مصحوباً بصفة تعكس تأثيره في حياتها:

  1. إيرني دياز الفقير (Poor Ernie Diaz): زواج مبكر للهروب من والدها المسيء في هيلز كيتشن.

  2. دان أدلر اللعين (Goddamn Don Adler): زواج مليء بالإيذاء الجسدي.

  3. ميك ريفا الساذج (Gullible Mick Riva): زواج قصير لإخفاء علاقتها المثلية.

  4. ريكس نورث الذكي (Clever Rex North): زواج تكتيكي للترويج السينمائي.

  5. هاري كاميرون العبقري الطيب المعذَّب (Brilliant, Kindhearted, Tortured Harry Cameron): صديقها المقرب وزواج "للتغطية".

  6. ماكس جيرارد المخيّب (Disappointing Max Girard): زواج فاشل مع مخرج فرنسي.

  7. روبرت جاميسون الموافق (Agreeable Robert Jamison): زواج أخير لرعاية حبيبته سيليا.


 صعود إيفلين وحبها المحرَّم

  • البداية من الجذور: وُلدت إيفلين في هافانا باسم إيفيلينا هيريرا، وهربت مع أمها إلى نيويورك بعد أن قتل والدها شقيقها. توفيت أمها باكراً، فاضطرت للزواج من إيرني دياز (16 عاماً) للهروب من والدها المسيء والوصول إلى هوليوود.

  • التحول إلى أيقونة: استغلت إيفلين جمالها بذكاء لتسلق السلم الاجتماعي. التقت هاري كاميرون (منتج استوديوهات صن سيت) الذي أصبح صديقها الأقرب ومرشدها المهني. تطلقت من إيرني وتزوجت الممثل الشهير دان أدلر، لكنه أساء إليها جسدياً وخانها، ثم دبّر مؤامرة لإلغاء عقودها السينمائية.

  • لقاء مصيري: أثناء تصوير فيلم "نساء صغيرات"، التقت إيفلين بمنافستها سيليا سانت جيمس، التي فازت بجائزة أوسكار عن دورها. بدأت العلاقة بعداوة فتحولت إلى صداقة ثم انجذاب جنسي قوي. بعد قبلة عاطفية بينهما، بدأت علاقة سرية.

  • فضيحة كادت تكشف سرها: في حفل لميك ريفا (المغني الشهير)، شاهد أحد الحضور إيفلين تمسك يد سيليا. لنشر الشائعات، تزوجت إيفلين من ميك ريفا لإلهاء الصحافة، لكنها حملت منه وأجهضت في تيخوانا. غضبت سيليا وهجرتها لخمس سنوات .

  • زواج الصداقة: بعد سنوات من الفراق، تزوجت إيفلين صديقها هاري كاميرون (المثلي الجنس) ليعيشا معاً كـ"غطاء" لعلاقاتهما الحقيقية.
     أنجبت إيفلين ابنتها كونر من هاري بموافقة سيليا، وعاش الأربعة (هاري، إيفلين، سيليا، جون برافرمان - حبيب هاري) كأسرة واحدة .

  • خسائر متتالية: بعد موت جون بذبحة قلبية، أصبح هاري مدمناً على الكحول. في ليلة ممطرة، تسبب في حادث سير مات فيه مع راكب في سيارته.
    اكتشفت إيفلين أن الراكب هو جيمس غرانت (والد مونيك)، فحركت جثته إلى مقعد السائق لحماية هاري (الذي توفي لاحقاً في المستشفى) .

  • النهاية المأساوية: انتقلت إيفلين مع سيليا (المصابة بانتفاخ الرئة) وابنتها كونر إلى إسبانيا. تزوجت شقيق سيليا روبرت جاميسون لإدارة ممتلكاتها بعد موتها.
     ماتت سيليا بعمر 61 عاماً، ثم ماتت كونر بسرطان الثدي بعمر 39 عاماً .


الرموز الرئيسية 

  1. الهوية الجنسية :
    ترفض إيفلين التصنيفات الجنسية الضيقة، وتصرح: "أنا ثنائية الجنس. لا تتجاهل نصف هويتي كي أتناسب مع صندوق" .
     علاقتها بسيليا تمثل حباً ممنوعاً في عصر كان فيه المثلية جريمة اجتماعية، مما اضطرها لاستخدام زيجاتها كـ"ستار دخان" لإخفاء حقيقتها.

  2. القوة الأنثوية في وجه البطريركية:
    تستخدم إيفلين جسدها كأداة للتفاوض في عالم يسيطر عليه الرجال. تتعرض للاستغلال الجنسي من منتجين، وتتحمل الإيذاء من زوجها الثاني، لكنها تتحول من ضحية إلى سيدة تتحكم بمصيرها.

  3. التضحية :
    تقدم إيفلين خيارات أخلاقية معقدة:

    • الإجهاض سراً لحماية سمعتها.

    • تزوير مشهد حادث هاري لحماية سمعته بعد موته.

    • التخلي عن حبها لسيليا مؤقتاً لحماية مسيرتها.

  4. العارض مقابل الجوهر:
    تتعمد الرواية تفكيك صورة "الأسطورة" الإعلامية. فوراء الأزياء الفاخرة والأوسكار، تكشف إيفلين عن خداعها الذاتي والآخرين، وفقدانها ابنتها، وشعورها الدائم بالذنب.


الشخصيات 

إيفلين هيوغو

  • التأثر بنجمات حقيقيات: استلهمت الكاتبة شخصيتها من إليزابيث تايلور (تعدد الزيجات)، آفا غاردنر (كشف الأسرار)، وريتا هايورث (الأصول الكوبية).

  • تناقضاتها: طموحها لا يعرف الحدود، لكنها ضعيفة أمام حب سيليا. تظهر قسوة في تعاملها مع الرجال، لكنها تضحي بكل شيء لأجل ابنتها وهاري.

مونيك غرانت

  • الجسر بين الماضي والحاضر: تمثل القارئ الذي يكتشف الحقائق معها. ارتباطها العاطفي بقصة إيفلين يتحول إلى صدمة عند اكتشافها أن والدها مات بسببها.

  • تطورها: تنتقل من صحفية فاشلة إلى امرأة تدرك قيمتها وتطلق زوجها، مستلهمةً جرأة إيفلين.

سيليا سانت جيمس

  • "الحب الأعظم": رغم تعدد الأزواج، تؤكد إيفلين أن سيليا هي حب حياتها. علاقتهما تمتد لعقود، تتخللها انفصالات بسبب غيرة سيليا من ثنائية جنس إيفلين.

هاري كاميرون

  • العمود الفقري للرواية: صديق إيفلين الأوفى، يدعمها مهنياً وعاطفياً. مثلها يعيش في الخفاء، ويموت بطريقة مأساوية تترك أثراً دائماً.


الكشف الأخير 

عند انتهاء رواية قصتها، تكشف إيفلين لمونيك:

"الرجل الذي مات مع هاري في السيارة كان والدك، جيمس غرانت. حركت جثته إلى مقعد السائق كي لا يُعتقد أن هاري كان يقود مخموراً" .

تغضب مونيك أولاً، لكن إيفلين تقدم لها رسالة من والدها إلى هاري، يشرح فيها عدم استعداده لترك عائلته من أجل علاقتهما.

 تكتشف مونيك لاحقاً أن إيفلين مصابة بسرطان الثدي (مثل ابنتها كونر)، وتخطط للانتحار بجرعة دوائية زائدة.

 تموت إيفلين، وتنشر مونيك السيرة الذاتية، كاشفةً للمرة الأولى أن إيفلين كانت ثنائية الجنس، وأن حب حياتها الحقيقي كان سيليا وليس أيًا من أزواجها .


الاستقبال

  • جوائز وترشيحات: رُشحت الرواية لجائزة Goodreads لأفضل رواية تاريخية (2017).

  • تميز التمثيل المثلي: أشاد النقاد بتصويرها العلاقات المثلية دون نهايات مأساوية تقليدية ("لا كل الضحايا يموتون")، مع تقديم شخصيات مثلية وثنائية الجنس بصراحة.

  • التكيف السينمائي: حصلت نتفليكس على حقوق الرواية لتحويلها لفيلم (2022)، لكن المخرجة الأصلية ليزلي هيدلاند أعلنت انسحابها من المشروع مطلع 2025.


 في سياق أعمال تيلور جينكينز ريد

تتشابك مع روايات ريد الأخرى في "عالم روائي موحد":

  • ميك ريفا: يظهر كزوج ثالث لإيفلين، ثم في رواية "صعود ماليبو" كأب لعائلة ريفا، وفي "ديزي جونز والستة" كمغني .

  • مجلة Vivant: الوسيلة الإعلامية التي تنشر مقابلة إيفلين، وتظهر أيضاً في "صعود ماليبو" و"عودة كاريتو سوتو" .

  • كاريتو سوتو: تظهر لاحقاً كبطلة رواية مستقلة، بعد ظهورها الثانوي في "صعود ماليبو" .


رواية استثنائية

"تعد دراسة عميقة للهشاشة الإنسانية وراء الأضواء، وانتصار للحب في أشكاله غير التقليدية.

 ببراعة، تحولت تيلور جينكينز ريد شخصيةً خيالية إلى أيقونة تذكرنا بمارلين مونرو أو إليزابيث تايلور، لكن بصراحة لم يجرؤن عليها في عصرهن. الرواية تحدٍ للمعايير الاجتماعية، ورسالة بأن الأسرار التي نخفيها هي غالباً ما يجعلنا بشراً

إرسال تعليق

0 تعليقات