ثم لم يبقَ أحد
(رواية غموض بقلم أجاثا كريستي)
الجزيرة الصامتة
في عزلةٍ تلفها أمواج المحيط الأطلسي، تقبع "جزيرة الزنجي" كقطعة لؤلؤ سوداء. لم تكن سوى صخرة قاحلة، إلا أن قصراً حديثاً شُيّد عليها، يُطل نوافذه على الفراغ. في صباح غائم، التقت عشر شخصيات غريبة عند رصيف الميناء، دُعوا جميعاً لقضاء عطلة من قبل مضيفٍ مجهول: "يونيك أوين".
ضيوفٌ بظلالٍ ثقيلة
القاضي لورانس وارجريف: رجل القانون الصارم، عيناه مثل ريشة ميزان العدالة.
فيرا كلايثورن: مربية شابة، جمالها يخفي جرحاً عميقاً.
الكابتن فيليب لومبارد: جندي مغامر، ابتسامته لا تصل إلى عينيه.
الدكتورة إميلي برنت: سيدة متدينة، قسوتها أقسى من صخر الجزيرة.
الجنرال جون ماك آرثر: بطل حرب متقاعد، شبح الماضي يطارده.
أنتوني مارستن: شاب ثري متهور، شبابه وقودٌ لطيشه.
ويليام بلور: رجل شرطة سابق، يداه ترتعشان حين تُذكر كلمة "عدالة".
الدكتور أرمسترونغ: جراح مشهور، خطأ طبي واحد يخنقه.
توماس وجيني أوغلفي: خادم وخادمة، توأمان في الخوف والريبة.
الجريمة الأولى: أغنية الموت
بعد العشاء، انبعث صوت مفاجئ من غرفة الاستقدار يفضح أسرارهم واحداً تلو الآخر:
"عشرة زنوج صغار ذهبوا للعشاء... أحدهم اختنق فبقي تسعة!"
كانت تسجيلات صوتية تُدين كل منهم بجريمة قتل لم يُعاقب عليها القانون. صدمةٌ جماعية، ثم سخرية. لكن حين سقط أنتوني مارستن ميتاً بعد جرعة سيانيد في كأس الويسكي، تحولت السخرية إلى ذعر.
العدّ التنازلي
توماس أوغلفي يختفي فجأة... يُوجد غارقاً في البحر. "تسعة زنوج صغار سهروا حتى الفجر... أحدهم نام للأبد فبقي ثمانية!"
الجنرال ماك آرثر يُضرب رأسه على صخور الشاطئ. "ثمانية زنوج صغار في جنة ديفون... أحدهم قرر البقاء فبقي سبعة!"
ويليام بلور يسحقه تمثال رخامي سقط من النافذة. "سبعة زنوج صغار يقطعون الحطب... أحدهم قطع نفسه لنصفين فبقي ستة!"
الجزيرة تحولت إلى سجن. القلق يأكلهم كالسوس. كل نظرية تُطرح: مجرم هارب؟ ثأر؟ لعنة؟
دوامة الشك
فيرا تتذكر طفلاً أغرقه البحر بأمرها.
الدكتور أرمسترونغ يرتعش وهو يتذكر مريضة ماتت على طاولة عملياته.
الكابتن لومبارد يعترف: "نعم! تركت قبيلة أفريقية تموت جوعاً لأحمي نفسي".
حتى القاضي وارجريف، رمز العدالة، يهمس: "لكل منا دم على يديه".
النهاية الباردة
بعد موت الدكتورة برنت شنقاً، والدكتور أرمسترونغ غرقاً، ولومبارد برصاصة مسدسه، تدرك فيرا أنها الأخيرة. في غرفتها، حبلٌ مشنقة ينتظرها، وكرسٍّ يُصوِّب نحو رأسها. تخطو خطوتها الأخيرة... صوت طلقة.
الغرفة الفارغة
عندما تصل الشرطة، لا تجد سوى:
جثثٍ مرصوفة كدمى مكسورة.
طاولة طعامٍ» عليها عشر تماثيل زنوج صغيرة... محطمة جميعاً.
مذكرة بخط اليد في زجاجة:
"أنا القاضي وارجريف، قاتل العشرة. أنا من نظَّم هذه المسرحية. كنت أدير المحكمة، وأدير الإعدام. مرض عضال قضى عليَّ، فأردت أن أحقق العدالة الأخيرة. ثم لم يبقَ أحد..."
لغز بلا حل
لم تُحل الجريمة الأكبر في التاريخ. لم يصرخ أحد، لم يهرب أحد. الأمواج وحدها تحمل سر "جزيرة الزنجي". هل كان القاضي هو القاتل؟ كيف مات هو نفسه؟ أسئلة تدفنها رمال المحيط، وتظل الرواية تحذيراً: "العدالة البشرية ناقصة... لكن الثمن يُدفع دائماً".
ملاحظة: الرواية صدرت عام 1939 بعنوان "عشرة زنوج صغار" ثم تغير الاسم لاحقاً
0 تعليقات