الجينات

 
الجينات

 The Gene: An Intimate History لـ سيدهارتا موخيرجي


 عن المؤلف والكتاب

سيدهارتا موخيرجي، طبيب الأورام والكاتب الحائز على جائزة بوليتزر (لكتابه "إمبراطور جميع الأمراض")، يقدم في هذا العمل الضخم تاريخًا حيًا للجين

 يمزج بين العلم والتاريخ الاجتماعي والسيرة الذاتية.

 نُشر الكتاب عام 2016 ، وحقق رواجًا كبيرًا لجمعه بين الدقة العلمية والقدرة على سرد القصص المعقدة بلغة واضحة. يهدف الكتاب إلى استكشاف فكرة الجين كـ"أقوى وأخطر فكرة" في تاريخ البشرية.


رحلة عبر أربعة قرون من الاكتشافات

يقسم تاريخ الجينات إلى مراحل زمنية رئيسية، يرصد فيها التطور المفاهيمي والتقني:

1. "العلم المفقود للوراثة" (1865–1935)

  • بدايات التأسيس: يبدأ الكتاب بقصة الراهب غريغور مندل وتجاربه على نبات البازلاء، التي وضعت حجر الأساس لقوانين الوراثة.

  • صعود تحسين النسل: يكشف كيف تحولت أفكار مندل إلى سلاح لحركة تحسين النسل (Eugenics) في أمريكا وأوروبا، والتي بلغت ذروتها بقوانين التعقيم القسري لـ"غير المرغوب فيهم".

2. "في مجموع الأجزاء، لا يوجد سوى الأجزاء" (1930–1970)

  • اكتشاف الحمض النووي: يركز على دور توماس مورغان في ربط الجينات بالكروموسومات، وصولًا إلى كشف جيمس واطسون وفرانسيس كريك لبنية الـDNA عام 1953.

  • الحرب العالمية وتشويه العلم: يربط بين فظائع النازية (مثل تجارب جوزيف منغيل) وإساءة استخدام علم الوراثة لتبرير العنصرية.

3. "أحلام علماء الوراثة" (1970–2001)

  • ثورة التقنية الحيوية: يوثق ولادة تقنيات مثل الاستنساخ الجيني (بواسطة بول بيرغ) والتسلسل الجيني (فريدريك سانغر)، وولادة أول دواء مُهندَس وراثيًا (الإنسولين البشري) عبر شركة جينينتيك.

  • مشروع الجينوم البشري: الصراع بين المبادرة العامة بقيادة فرانسيس كولينز ونهج القطاع الخاص بزعامة كريج فينتر .

4. "ما بعد الجينوم" (2001–الآن)

  • مفاجآت التعقيد: يكشف أن عدد الجينات البشرية (حوالي 20,000) أقل من أرزلة الماء! مما يدحض فكرة "جين لكل سمة".

  • تقنيات التعديل الجيني: مثل كريسبر-كاس9 (التي طورتها إيمانويل شاربنتييه وجينيفر دودنا)، وقضية هي جيانكوي المثيرة للجدل بتعديله أجنة بشرية.

محطات رئيسية في تاريخ علم الوراثة

الفترةالأحداث/الشخصياتالإسهامات
1856–1865غريغور مندلقوانين الوراثة (البازلاء)
1953واطسون، كريك، روزاليند فرانكليناكتشاف بنية الـDNA
1973هربرت بوير، بول بيرغالهندسة الوراثية (بكتيريا)
2003مشروع الجينوم البشريأول تسلسل كامل للجينوم البشري
2012جينيفر دودنا وإيمانويل شاربنتييهتطوير تقنية كريسبر للتعديل الجيني

الوراثة سيرة عائلية

يمثل التاريخ العائلي لموخيرجي خيطًا روائيًا مؤثرًا في الكتاب:

  • الأمراض العقلية: يكشف أن شقيقه وشخصين آخرين في عائلته عانوا من الفصام والاضطراب ثنائي القطب، مما دفعه لاستكشاف دور الجينات في الصحة النفسية.

  • الوراثة والتحدير: يتساءل: "هل قدرنا مكتوب في جيناتنا؟"، ويجيب بأن الجينات قد تزيد المخاطر، لكنها لا تحدد المصير حتمًا.


العلم والمسؤولية

يحذر الكتاب من إسقاطات التقدم الجيني على المجتمع:

  1. تحسين النسل الجديد: مثل محاولات "تصميم أطفال" بصفات مرغوبة، مما يعيد إحياء شبح التفرقة .

  2. التجارب الجينية الفاشلة: كوفاة جيسي جيلسينجر عام 1999 أثناء تجربة علاج جيني بسبب رد فعل مناعي عنيف.

  3. أخلاقيات كريسبر: يوثق الجدل العالمي بعد تجربة هي جيانكوي (2018) لتعديل جينات التوأم "لولو" و"نانا"، ووصفها بـ"غير القانونية وغير الضرورية طبياً".


النقد العلمي 

واجه الكتاب انتقادات لتبسيطه بعض المفاهيم:

  • مبالغة في دور التخلّق المتوازي: اتهمه علماء مثل مارك بتاشني وجون جريلي بالتركيز المفرط على تعديلات الـDNA والهستونات كعوامل وراثية، بينما هي ثانوية مقارنة بعوامل النسخ.

  • رد موخيرجي: اعترف بأنه "لم يُوفِ بعض الجوانب حقها"، لكنه نوى تقديم علم الوراثة للجمهور دون تشويه الجوهر.


 الكتاب والجوائز

حظي الكتاب بترحيب نقدي واسع:

  • جوائز مرموقة: وصل لقائمة جائزة البايلي جيفورد للكتاب غير الخيالي، وجائزة الجمعية الملكية للكتب العلمية.

  • وثائقي PBS: حوله المخرج كين بيرنز إلى سلسلة وثائقية عام 2020 بنفس العنوان، شارك فيها موخيرجي كراوي رئيسي.

  • ثناء النقاد: وصفه أندرو سولومون (واشنطن بوست) بأنه "مزيج من الدقة المعمارية والسرد الشائق... يجعلك تشعر أنك اجتزت مساقاً جامعياً صعباً".

 الجوائز والاعترافات

العامالجائزةالمركز
2016جائزة الجمعية الملكية للكتب العلميةالقائمة القصيرة
2016جائزة البايلي جيفورد للكتاب غير الخياليالقائمة الطويلة
2016أفضل 10 كتب لعام 2016 (واشنطن بوست)الفائز
2017جائزة ويلكوم للكتابالقائمة القصيرة

 الجينوم المستقبل 

يختتم برؤية فلسفية:

  • التحرر من الحتمية: يرفض فكرة أن الجينات هي "نص مقدس" لا يُعدل، مشيرًا إلى أن البشرية دخلت عصر "كتابة الجينوم".

  • التوازن الضروري: يحذر من تخفيض البشر إلى "مجموع جيناتهم"، كما حدث في نظريات تحسين النسل، ويؤكد أن الهوية الإنسانية نتاج تفاعل معقد بين الوراثة والبيئة والإرادة الحرة.

"الجين ليس مصيرًا... إنه سيرة ماضٍ قد تُعيد كتابة مستقبلها" — سيدهارتا موخيرجي.


مصادر إضافية للاستكشاف

  1. الفيلم الوثائقيThe Gene: An Intimate History (PBS، 2020).

  2. محاضرات المؤلف: على قناة Chicago Humanities Festival في اليوتيوب.

  3. نقاشات نقدية: حول أخلاقيات التعديل الجيني في مجلة Nature.

يظل كتاب موخيرجي مرجعاً أساسياً لفهم كيف غيرت الجينات وعلمنا بها مسار البشرية.. سيرة علمية وإنسانية لا تكتمل مكتبة المعاصرين دونها

إرسال تعليق

0 تعليقات