بين الأطلال

 

بين الأطلال

"بين الأطلال" ليوسف السباعي

 نظرة عامة

"بين الأطلال" هي إحدى أشهر روايات الأديب المصري يوسف السباعي، التي نشرت عام 1952م، وتُعد من أبرز الأعمال الرومانسية في الأدب العربي الحديث.

 تميزت الرواية بأسلوبها السردي العاطفي العميق، وتقسيمها الفريد إلى ثلاثة أجزاء مترابطة، كما تحولت إلى فيلم سينمائي مرتين (عام 1959 وعام 1978) بسبب تأثيرها القوي.

 هيكل الرواية والأجزاء الثلاثة

قسم السباعي الرواية إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، كل جزء يحكي قصة حب مستقلة لكنها مرتبطة ببعضها عبر الشخصيات والمصير:

1. الجزء الأول: "سوط على قلب"

  • القصة: تدور حول سامية، الطالبة الجامعية المجتهدة الطموحة التي تتحضر لدراساتها العليا، وتقع في حب كمال، المعيد الشاب المتحذلق في جامعتها.

  • التطور: يكتشف الثنائي ارتباطًا ماضيًا مفاجئًا قد يهدد علاقتهما، حيث يُكشف أن كمال ابن والدتها، مما يضع حبهما في اختبار صعب.

  • المواضيع: الطموح الأكاديمي، الصراع بين العقل والعاطفة، وتأثير الماضي على الحاضر.

2. الجزء الثاني: "القصة الأخيرة"

  • القصة: تركز على قصة حب أخرى بين منى (فتاة في السادسة عشرة من عمرها) ومحمود (كاتب مشهور يكبرها بكثير وهو متزوج).

  • التحديات: تعيش منى حالة من "الجنون" العاطفي، تتخلى خلالها عن كل أحلامها وطموحاتها بل وتتخلى عن ابنها الوحيد لتربية ابنة محمود، في تضحية كبيرة تظهر قوة حبها لكن أيضًا تبعاته المأساوية.

  • المواضيع: التضحية من أجل الحب، العلاقات المحرمة اجتماعيًا، ونقد التقاليد.

3. الجزء الثالث: "شمس غاربة"

  • الربط: يكشف الجزء الثالث الروابط الخفية بين أبطال الأجزاء السابقة، ويقدم الخاتمة التراجيدية التي تلتقي فيها الأجيال (مثل وقوع ابن منى في حب ابنة محمود).

  • الخاتمة: تنتهي الرواية بمشهد مأساوي يوحي بالفقد والأمل معًا: "وسقطت الظلمة... فلقت في حناياها الجسد الواهن، والنفس المضناه التي لا تملك من عزاء في حياتها الفانية والباقية سوى العيس بين الأطلال".

 الشخصيات الرئيسية

الشخصيةالدور والصفات
ساميةطالبة جامعية طموحة، تبحث عن الحب والتوازن بين طموحها الأكاديمي ومشاعرها.
كمالمعيد شاب، يقع في حب سامية لكن الماضي يطاردهما.
منىفتاة صغيرة (16 عامًا) تقع في حب كاتب مشهور وتضحي بكل شيء من أجله.
محمودكاتب مشهور متزوج، يكبر منى بكثير، علاقته بها تسبب صراعًا داخليًا ومأساة.

 السمات الأسلوبية والمواضيع

 السمات الأسلوبية:

  • أسلوب السرد: استخدم السباعي تقنية "الفلاش باك" (الانتقال الزمني إلى الماضي) بشكل مكثف، حيث يبدأ من النهاية ثم يعود لسرد الأحداث.

  • اللغة: لغة عاطفية شعرية، تمزج بين الرومانسية العميقة والواقعية الاجتماعية، مع استخدام الخطابات والرسائل كأداة سردية لتوصيف مشاعر الشخصيات.

  • الإيقاع: يتميز الإيقاع بالبطء أحيانًا لتعميق النفاذ إلى المشاعر الداخلية للشخصيات.

 المواضيع الرئيسية:

  • الحب والتضحية: تبحث الرواية في مفهوم الحب الذي يتخطى كل الحدود الاجتماعية والأخلاقية، لكنه قد يؤدي إلى التضحية بالذات والطموح.

  • المرأة والطموح: تنتقد الروالة التحديات التي تواجهها المرأة بين طموحها الشخصي (مثل الحصول على الدكتوراه أو مناصب عليا) وضغوط المجتمع والتقاليد التي تحد من خياراتها.

  • الماضي والحاضر: يلعب الماضي دورًا محوريًا في تشكيل مصير الشخصيات، حيث تظهر الرواية كيف أن أسرار الماضي تطارد الحاضر وتشكل المستقبل.

  • النقد الاجتماعي: تنتقد الرواية بعض التقاليد الاجتماعية التي تقيد الحب والحرية الفردية، خاصة في علاقات الحب غير المقبولة اجتماعيًا.

 التحويل السينمائي والتأثير

  • الفيلم الأول: حول المخرج عز الدين ذو الفقار الرواية إلى فيلم سينمائي عام 1959، بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي، وصنف كواحد من أفضل 100 فيلم في السينما المصرية.

  • الفيلم الثاني: أعاد المخرج هنري بركات تقديمها عام 1978 تحت عنوان "اذكريني".

  • على الرغم من نجاح الفيلمين، إلا أن القراء والنقاد أجمعوا على أن الرواية تظل أكثر عمقًا وتأثيرًا من الناحية الفنية والعاطفية.

 reception الرأي النقدي والردود

  • ردود القراء: تباينت آراء القراء بين الإعجاب الشديد بالرواية لما تحمله من مشاعر جياشة وعمق إنساني، وبين انتقادها لتشجيعها على التضحية غير المنطقية في الحب.

  • التقييمات: حصلت الرواية على تقييمات متوسطة إلى عالية في مواقع مثل Goodreads، حيث منحها 34% من القراء 5 نجوم، بينما انتقدها البعض لضعف الحبكة أو المبالغة في المشاعر.

 ملخصا

"بين الأطلال" ليست مجرد قصة حب، بل هي لوحة إنسانية معقدة تبحث في أعماق العلاقات الإنسانية والتضحيات والصراعات الداخلية. 

تمثل الرواية أحد أعمال السباعي الخالدة التي جمعت بين الرومانسية والعاطفة الجياشة والنقد الاجتماعي، مما جعلها علامة فارقة في الأدب العربي الحديث.

 للرواية طابع تراجيدي يظهر أن الحب قد يكون "خالدًا وأمله أبعد من الحياة" لكنه قد يترك خلفه أطلالًا من الأحلام والقلوب المحطمة

إرسال تعليق

0 تعليقات