"يوم بيوم" للكاتب الكبير أنيس منصور
عن الكتاب
"يوم بيوم" هو أحد أشهر كتب أنيس منصور التي تنتمي إلى أدب المقالات اليومية. يجمع الكتاب مجموعة من المقالات التي كان يكتبها أنيس منصور وينشرها في الصحف المصرية والعربية.
يتميز الكتاب بأسلوب أنيس منصور السلس والساخر والحكيم، حيث يناقش فيه شؤون الحياة اليومية، والسياسة، والاجتماع، والفن، والفلسفة، بطريقة تجمع بين البساطة والعمق.
أسلوب وأنماط المقالات في الكتاب
لا يتبع الكتاب موضوعًا واحدًا محددًا، بل هو عبارة عن خواطر وانطباعات يومية، مما يمنح القارئ تنوعًا كبيرًا:
مقالات اجتماعية ونقدية: ينقد أنيس منصور العادات الاجتماعية السلبية، والبيروقراطية، والتناقضات في حياة المصريين والعرب بلغة ساخرة لاذعة أحيانًا وحانية أحيانًا أخرى.
خواطر فلسفية وجودية: يتأمل الكاتب في معنى الحياة، والموت، والحب، والوحدة، والزمن، مستندًا إلى ثقافته الفلسفية الواسعة ولكن بعيدًا عن التعقيد.
مقالات سياسية: يعلق على الأحداث السياسية الجارية (في وقت نشر المقالات) بجرأة وذكاء، منتقدًا النظام العالمي والصراعات الدولية.
حكايات وطرائف: يروي قصصًا قصيرة ومواقف طريفة واجهها أو سمع عنها، غالبًا ما يكون لها مغزى أو عبرة في النهاية.
مقالات عن الفن والأدب: يتحدث عن الفنانين والكتاب الذين أعجب بهم، مناقشًا أعمالهم وتأثيرهم.
أبرز الأفكار والموضوعات المتكررة
النقد الاجتماعي الساخر: النقد هو السمة الغالبة. ينتقد الركود الفكري، والتبعية، والكسل، والثرثرة بدون فائدة.
الدهشة والسؤال: دائمًا ما يبدو أنيس منصار مندهشًا من العالم، يسأل أسئلة بديهية لكن إجاباتها عميقة: "لماذا نفعل ما نفعل؟"، "لماذا نخاف من المختلف؟".
الحكمة والتأمل: يستخلص الحكم من أبسط المواقف اليومية، محولًا العادي إلى استثنائي عبر نظرته الثاقبة.
التركيز على "الإنسان": بغض النظر عن جنسيته أو دينه. يناصر قيم التسامح والحرية والكرامة الإنسانية.
الحديث عن القراءة والكتب: يشجع دائمًا على القراءة باعتبارها النافذة التي تطل على عوالم أخرى وتوسع آفاق الإنسان.
التهكم من السلطة والبيروقراطية: يسخر من التعقيدات الإدارية التي تهدر وقت الناس وطاقتهم.
مقتطفات وأمثلة من أفكار الكتاب
الحديث عن كيف أن "الوقت" هو أغلى ما نملك وأسهل ما نضيعه.
السخرية من أولئك الذين يتحدثون عن "مشاكل العالم" ولكنهم لا يستطيعون حل أبسط مشاكلهم الشخصية.
التأمل في صمت الليل وضوضاء النهار، وكيف أن الإنسان يحتاج إلى كليهما.
نقد أولئك الذين يعيشون بالمظاهر و"شكل الحياة" وليس جوهرها.
الدفاع عن حق الإنسان في أن يكون مختلفًا وغريب الأطوار طالما لا يضر أحدًا.
لمحة عن أسلوب أنيس منصور في "يوم بيوم"
السلاسة والوضوح: لغته بسيطة ومباشرة، تشبه الحديث اليومي ولكنها محكمة ومشوقة.
الجرأة: لم يكن يخشى قول رأيه، وكان يمسك بالتناقضات ببراعة.
خفة الظل والسخرية: يستخدم الفكاهة والسخرية كسلاح للفضح والنقد دون أن يكون مبتذلاً.
الارتجال الظاهري: يبدو المقال كأنه خاطرة مرتجلة، لكنه في الحقيقة محكم البناء ومكثف المعنى.
الربط غير المتوقع: يربط بين موضوعين لا علاقة بينهما ليصل إلى فكرة مدهشة.
لمن هذا الكتاب؟
للقارئ العادي الذي يبحث عن كتاب سهل وممتع، مليء بالحكمة وخفة الظل.
لمن يحبون المقالات القصيرة التي يمكن قراءتها في أي وقت.
للشباب الذين سيجدون الكثير من أفكاره ما زالت حديثة وملائمة للعصر.
للمهتمين بفن الكتابة الصحفية والأدبية.
ملخصا
"يوم بيوم" ليس كتابًا يُقرأ مرة واحدة ويوضع على الرف، بل هو كتاب للصحبة اليومية. هو عبارة عن لقاءات قصيرة مع عقل متوهج، طريف، وحكيم.
يعلمك الكتاب أن تنظر إلى العالم من حولك بعين ناقدة ومتأملة، وأن تجد العمق في بساطة الحياة اليومية.
أنيس منصار في هذا الكتاب هو المراقب الذكي، الصديق الساخر، والفيلسوف الذي لا ينفصل عن واقعه
0 تعليقات