كرسي على الشمال

 

ملخص كتاب "كرسي على الشمال" لأنيس منصور

مقدمة عن الكتاب والكاتب:

"كرسي على الشمال" هو أحد أشهر كتب الأديب والصحفي الفلسفي المصري أنيس منصور.

 يمثل الكتاب نموذجًا فريدًا لأسلوب منصور المميز، الذي يجمع بين الفلسفة، النقد الاجتماعي، الفكاهة، السخرية، والحديث عن تجارب الحياة اليومية بلغة سهلة وعميقة في نفس الوقت.

 العنوان نفسه يحمل سؤالاً وجوديًا: لماذا يجلس أحدهم على اليسار (الشمال) بعيدًا عن الآخرين؟ إنه استعارة للشخص المنعزل، المفكر، أو المختلف.

يعتمد الكتاب على مقالته الصحفية التي كان يكتبها، مما يمنحه طابعًا من التلقائية والحدة. إنه ليس كتابًا بوحدة موضوع واحد، بل هو مجموعة من التأملات والخواطر التي تمس كل جانب من جوانب الحياة.

أفكار ومحاور الكتاب الرئيسية:

1. النقد الاجتماعي والسخرية من التناقضات:

   • ينطلق أنيس منصور من مراقبة الحياة اليومية في مصر والعالم العربي، فيسخر بلغة ذكية من التناقضات في السلوك البشري والعادات الاجتماعية البالية.

   • يهاجم الرياء والنفاق، والنظرة السطحية للأمور، والاهتمام بالمظاهر على حساب الجوهر.

   • ينتقد "التابوهات" أو المحرمات التي لا يُسمح بمناقشتها، محاولًا كسر حاجز الخوف حولها بالمنطق والفكاهة.

2. تأملات فلسفية وجودية:

   • يتناول أسئلة كبرى مثل: معنى الحياة، الوحدة، الحب، الموت، وصراع الإنسان مع نفسه ومع العالم.

   • لا يقدم إجابات جاهزة، بل يطرح الأسئلة بطريقة تدفع القارئ للتفكير بنفسه. يشجع على التمرد الفكري وعدم قبول أي شيء دون مساءلة.

   • يتحدث عن "الكرسي على الشمال" كرمز للفيلسوف أو المفكر الذي يختار العزلة أحيانًا ليراقب العالم من بعيد، بموضوعية وحكمة.

3. المرأة والعلاقة بين الرجل والمرأة:

   • يحتل هذا المحور مساحة كبيرة في الكتاب. يحلل أنيس منصور علاقة الرجل بالمرأة بعين الناقد والفيلسوف.

   • يسخر من أفكار الرجال عن النساء ومن توقعات النساء عن الرجال، منددًا بالصراع المصطنع بينهما.

   • يدعو إلى فهم أعمق للطبيعة الإنسانية لكل منهما وإلى علاقة قائمة على الاحترام والمساواة الفكرية.

4. السياسة والحكم:

   • ينتقد الأنظمة السياسية والديكتاتوريات والاستبداد بكل أشكاله، لكنه يفعل ذلك عبر القصص الرمزية والسخرية اللاذعة، متجنبًا المواجهة المباشرة.

   • يسخر من خطابات السياسيين الطنانة الفارغة ومن سذاجة الجماهير التي تصدقها أحيانًا.

5. الرحلات والانفتاح على الثقافات:

   • كعادته في معظم كتبه، يستحضر أنيس منصور تجاربه من أسفاره الكثيرة حول العالم.

   • يقارن بين عادات الشعوب المختلفة وبين العقلية العربية، ليس من منظور تفوق بل من منظور إبراز الاختلافات وكيف يمكن التعلم منها.

6. حكايات ونوادر:

   • يزين منصور مقالاته دائمًا بالحكايات الطريفة، النوادر التاريخية، والحوارات الخيالية مع الفلاسفة والعظماء (مثل حواراته مع سقراط أو شكسبير). هذه الحكايات هي وسيلته لتوصيل أفكاره العميقة بطريقة مشوقة ومسلية.

أسلوب الكتابة:

• لغة سهلة وسلسة: قريبة من اللغة المحكية ولكن بمحسنات أدبية، مما يجعلها مفهومة للقارئ العادي والمثقف alike.

• السخرية والتهكم: هو السلاح الرئيسي لأنيس منصور. يستخدمه لكشف الحقائق المرة بطريقة تجعلك تضحك أولاً ثم تفكر ثانيًا.

• الحوارات: يستخدم الحوار التخيلي مع القارئ أو مع شخصيات تاريخية لجذب الانتباه وتقديم الفكرة بشكل حيوي.

• الاقتباسات: يمتزج فكره باقتباسات من فلاسفة غربيين وشرقيين، وشعراء، وأدباء، مما يثري النص ويظهر مدى ثقافته الواسعة.

لمن هذا الكتاب؟

• للقارئ الذي يبحث عن كتاب يجمع بين التفكير العميق والتسلية.

• لمن يحب النقد الاجتماعي الساخر الذي يكشف عيوب المجتمع دون تفاهة.

• للذين يفضلون الخواطر والمقالات القصيرة التي يمكن قراءتها في أي وقت.

• لعشاق أسلوب أنيس منصور الفريد.

اقتباسات مميزة من الكتاب (لمحة من أفكاره):

• "إن المرأة لا تحب الرجل لأنه شجاع أو لأنه ذكي، ولكن لأنه هو."

• "إننا نحتقر الناس الذين يقولون الحقيقة لأننا نعتقد أنهم يحتقروننا."

• "الرجل يعشق المرأة التي تحبه، والمرأة تحب الرجل الذي تعشقه."

• "لو أن كل إنسان اهتم بشؤونه الخاصة فقط، لاختفى 90% من مشاكل العالم."

ملخصا:

"كرسي على الشمال" ليس مجرد كتاب للقراءة، بل هو تجربة للتفكير. يأخذك أنيس منصور في جولة داخل عقلك وعقل المجتمع، يضحكك على التناقضات من حولك

 ثم يتركك في صمت تتساءل: "وما هو موقفي أنا من كل هذا؟".

 الكتاب تأكيد على أن الجلوس على "الشمال" أحيانًا، بعيدًا عن ضجيج القطيع، ضروري لترى العالم بشكل أوضح