نبذة مختصرة عن تاريخ علم النفس

 

نبذة مختصرة عن تاريخ علم النفس

 "A Little History of Psychology" لنيكي هايز (مع قراءة غابرييل بيكر)

رحلة في أعماق العقل البشري

يُعد كتاب "A Little History of Psychology" (تاريخ موجز لعلم النفس) للخبيرة النفسية نيكي هايز، والصادر عام 2024، مدخلًا شاملاً لتطور علم النفس من جذوره الفلسفية إلى العلوم التجريبية الحديثة.

 يندرج الكتاب ضمن سلسلة "Little Histories" الشهيرة التي تُقدّم موضوعات معقدة بطريقة سهلة .

 تُروي النسخة الصوتية من الكتاب بصوت غابرييل بيكر، مما يضيف بُعدًا حيويًا للسر.

نبذة عن المؤلِّفة: نيكي هايز

  • خبرة تمتد 50 عامًا في البحث والتعليم، ورئاسة الجمعية النفسية البريطانية.

  • مؤلِّفة لأكثر من 25 كتابًا في علم النفس، منها "أساسيات علم النفس الاجتماعي" و"دليل علم الأعصاب".

  • تُركّز في هذا الكتاب على جعل التاريخ النفسي قابلًا للاستيعاب دون تبسيط مفرط.


الهيكل العام للكتاب

يضم الكتاب 40 فصلًا موزعة على 288 صفحة، مع 40 رسمًا توضيحيًا . ينقسم المحتوى إلى أربعة أقسام رئيسية:

  1. الجذور الفلسفية (1500–1800).

  2. ولادة العلم التجريبي (1879–1920).

  3. المدارس الكبرى (1920–1970).

  4. الاتجاهات المعاصرة (1980–الآن).


رحلة عبر العصور

1. الجذور الفلسفية والتأثيرات المبكرة

  • ديكارت وثنائية الجسد والروح: ناقش فكرة أن العقل منفصل عن المادة، مما مهّد لدراسة الوعي.

  • جون لوك وتجربة "اللوح الفارغ" (Tabula Rasa): أكّد أن التجربة هي مصدر المعرفة، متحديًا النظريات الفطرية.

  • تشارلز داروين ونظرية التطور: بيّن كيف تُشكّل الغريزة والوراثة السلوك البشري، مؤثرًا في علم النفس التطوري.

2. ولادة علم النفس كعلم مستقل

  • فيلهلم فونت (1879): أنشأ أول مختبر نفسي في ألمانيا، رافعًا شعار "علم النفس دراسة الوعي".

  • ويليام جيمس و"مبادئ علم النفس" (1890): قدم مفهوم "تيار الوعي"، مشددًا على ديناميكية التجربة الذهنية.

  • إيفان بافلوف والتكييف الكلاسيكي: تجاربه على الكلاب كشفت آلية الارتباط بين المثير والاستجابة، وهي أساس السلوكية.

3. مدارس القرن العشرين الكبرى

مدارس علم النفس

🏫 مدارس علم النفس

المدرسة المؤسسون الأفكار المحورية التجارب/التطبيقات
التحليل النفسي فرويد، يونغ، أدلر الدوافع اللاواعية، عقدة النقص، الأنماط البدئية التداعي الحر، تفسير الأحلام
السلوكية واطسون، سكينر السلوك القابل للملاحظة فقط تجربة "التكييف الإجرائي" (سكينر)
المدرسة الجشطالتية فرتهيمر، كوفكا "الكل أكبر من مجموع الأجزاء" قوانين الإدراك (التشابه، الاستمرارية)
الإنسانية ماسلو، روجرز سلم الحاجات، الذات الفاعلة العلاج المتمركز حول الشخص

  • مدرسة الجشطالت: رفض الألمان (كوفكا، فرتهيمر) فكرة تفكيك العقل، مشيرين إلى أن الإدراك يتبع قوانين كلية.

  • المدرسة الإنسانية: انتقد ماسلو التركيز على الأمراض، وقدم "سلم الحاجات" كطريق لتحقيق الذات.

4. تجارب مفصلية غيّرت المجال

  • ستانلي ملغرام (1961): تجربة الصدمات الكهربائية كشفت طاعة البشر للسلطة حتى لو تعارضت مع الضمير.

  • فيليب زيمباردو (1971): سجن ستانفورد أظهر كيف تؤثر الأدوار الاجتماعية في الهوية.

  • إليزابيث لوفتوس: دراساتها عن الذاكرة أثبتت قابلية الذكريات للتشويه بالاقتراحات.

5. شخصيات غيرت مسار العلم

  • كارل يونغ: قدم نظرية "اللاوعي الجمعي" والأنماط البدئية مثل "الأم العظيمة".

  • آنا فرويد: طوّرت علم نفس الطفل ودرست تأثير المحرقة على الناجين.

  • فرانز فانون: حلّل آثار الاستعمار على الصحة النفسية، مؤكدًا أن القمع يولد اضطرابات جماعية.

  • دانييل كانيمان: مزج الاقتصاد بعلم النفس، وكشف "تحيزات العقل" في صنع القرار.

6. إساءات أخلاقية وتحولات حاسمة

  • مشاريع CIA للسيطرة العقلية (1950–1970): شملت تجارب مخدرة (مثل LSD) لـ"غسل الأدمغة".

  • حركة "ضد الطب النفسي" (1960): بقيادة توماس سزاس، هاجمت تسييس الأمراض النفسية، مشيرة إلى أن بعضها يُستخدم للتحكم الاجتماعي.

7. تطورات معاصرة

  • علم النفس الإيجابي (مارتن سليجمان): تحوّل من دراسة المرض إلى تعزيز "الازدهار البشري.

  • علم الأعصاب: تقنيات التصوير (مثل fMRI) كشفت أسس بيولوجية للعواطف والذاكرة.


السمات الفريدة للكتاب

  1. نطاق عالمي: يتجاوز التركيز الغربي، ويضم مساهمات من آسيا وإفريقيا.

  2. ربط النظرية بالتطبيق: يشرح كيف تُستخدم النظريات في التعليم (مثل اختبارات الذكاء) والصحة النفسية (مثل علاج PTSD).

  3. نقد ذاتي: يُظهر هايز كيف استُخدم العلم لأغراض سياسية (مثل تبرير العنصرية عبر "علم تحسين النسل").


تقييمات القراء والأكاديميين

  • نقاط القوة:

    • الأسلوب السردي الجذاب الذي يُمزج بين الدقة والسهولة.

    • عرض متوازن يُظهِر إنجازات العلم وإخفاقاته الأخلاقية.

  • نقاط الضعف:

    • بعض المراجعات أشارت إلى نقص التوثيق الكافي (غياب الهوامش).

    • تركيز مكثف على الشخصيات على حساب السياقات الاجتماعية.

  • تقييمات الجمهور:

    • نسبة 70% من القراء منحوه 4–5 نجوم على "Goodreads"، بينما انتقده 7% لأسلوبه "المبسط أحيانًا".


 أين يقف علم النفس اليوم؟

يختتم الكتاب بالتأكيد على أن العلم لا يزال في طور التكوين، مع تساؤلات جوهرية لم تُحل:

  • كيف تُشكّل الثقافةُ العقلَ؟

  • ما حدود المرونة العصبية؟

  • كيف يمكن تحقيق "علم نفس إنساني" حقيقي؟
    يرى روبرت ستيرنبرغ (بروفيسور في كورنيل) أن هذا الكتاب:

"يُقدّم تاريخًا حيويًا وشاملًا، حتّى للمختصين".

يبقى العمل مرجعًا ممتازًا لفهم رحلة الإنسان في كشف أسرار عقله، وهو يجسّد رؤية هايز بأن:

"علم النفس ليس ترفًا فكريًا، بل هو صميم فهم الإنسان لذاته

إرسال تعليق

0 تعليقات