كتاب عن كتب لأنيس منصور: رحلة في عوالم المعرفة والأدب
ملخص شامل للكتاب
يعد كتاب "كتاب عن كتب" لأنيس منصور بمثابة بوابة معرفية مكثفة تتيح للقارئ التعرف على خلاصات أفكار العشرات من الكتب في مجالات متعددة مثل الفلسفة، الأدب، التاريخ، الشعر، والرحلات.
يصور منصور كتابه هذا على أنه "طوق النجاة" الذي ينقذ القارئ من غرق التعقيدات الفلسفية والنظريات المعقدة، وكأن كتبه هي "سفينة نوح" التي تحمله بأمان عبر بحر الأفكار الشاسع.
يتميز الكتاب بأنه مختصر غني، حيث يشبه تناوله لتلخيص المعرفة كتناول المغذيات المركزة؛ فقارئ هذا الكتاب الواحد يشعر وكأنه قرأ عشرين كتابًا على الأقل، نظرًا لما يقدمه من خلاصات ثرية في مجالات متعددة.
أسلوب الكتاب والسمات الأدبية
السلاسة والبساطة: يتميز أسلوب أنيس منصور في هذا الكتاب - كما في معظم مؤلفاته - بالبساطة والسلاسة، مما يجعله مناسبًا للقارئ غير المعتاد على القراءة الكثيفة. ومع هذه البساطة، فإن الأسلوب لا يخل من العمق، فهو قادر على تقديم أعمق الأفكار وأكثرها تعقيدًا بصورة سهلة وواضحة تناسب عامة القراء .
مزيج من الجد والهزل: يقدم الكتاب مقاطع تجمع بين الحكمة العميقة والفكاهة الساخرة، مما يخلق توازنًا رائعًا يجذب القارئ. من الأمثلة على ذلك النكتة التي أوردها: "قالت العروس لعريسها: عندي لك خبر كويس وخبر سيء... الخبر الكويس إنّي وجدت الخاتم الألماس الذي كنت أحلم به... والخبر السيء أن ثمنه في جيبك".
التشبيهات والاستعارات المبتكرة: استخدم منصور قلمه كـ "فرشاة ترسم بكل لون"، وتحول أصابعه إلى "دود القز الذي يحول أوراق التوت إلى حرير"، مما يعكس قدرته الأدبية الفائقة على جعل الصعب سهلًا والسهل بديعًا .
محتوى الكتاب والرؤية الفكرية
هدف الكتاب:الهدف الأساسي من هذا الكتاب هو فتح آفاق جديدة أمام القارئ، وتشجيعه على التفكير الحر والتأمل في العالم من حوله، وذلك من خلال تقديم زبدة أفكار عشرات الكتب المتنوعة في عمل واحد مكثف.
تأثيره على القارئ: يمنح الكتاب قارئه شعورًا بالثراء الفكري والمعرفي دون الحاجة إلى بذل الجهد والوقت اللذين تتطلبهما القراءة الطويلة والموسعة للعديد من الكتب الأصلية. إنه يقدم تجربة قراءة فريدة ومجزية فكريًا.
أنيس منصور
النشأة والتعليم: وُلد أنيس محمد منصور في ١٨ أغسطس ١٩٢٤م في إحدى قرى محافظة الدقهلية بمصر. حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية وهو في سن التاسعة، وكان دائم التفوق الدراسي، حتى تخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة قسم الفلسفة عام 1947م .
الحياة المهنية: عمل مدرسًا للفلسفة قبل أن ينتقل إلى عالم الصحافة، حيث تتلمذ على يد مؤسسي مؤسسة "أخبار اليوم"، مصطفى أمين وعلي أمين. تولى لاحقا رئاسة تحرير و صحف ومجلات مرموقة، وكلّفه الرئيس أنور السادات - الذي كان صديقًا مقربًا له - بتأسيس مجلة "أكتوبر" في عام 1976م.
إنتاجه الأدبي: قدّم أنيس منصور للمكتبة العربية ما يقرب من مائتي كتاب ، اشتهر منها كتب الرحلات مثل "حول العالم في ٢٠٠ يوم" ، والكتب الفلسفية والأدبية. كان مولعًا بالأدب والفنون والفلسفة، وأتقن عدة لغات مثل الإنجليزية والألمانية والإيطالية ， مما ساعده على الاطلاع على الآداب العالمية وترجمتها.
منهجه وسماته: عُرف عن أنيس منصور غزارة إنتاجه، وكتابته اليومية، وعاداته الخاصة في الكتابة مثل الكتابة في الرابعة صباحًا وهو حافي القدمين ويرتدي البيجاما .
كما عُرف بمواقفه وآرائه المثيرة للجدل، وبعلاقاته الوثيقة برموز السياسة والثقافة في مصر .
الخلاصة والتقييم
"كتاب عن كتب" هو تكريس لقيمة القراءة والمعرفة من خلال تقديمها في قالب أدبي سلس وساحر. هذا الكتاب ليس مجرد ملخصات، بل هو رحلة فكرية يقودها كاتب متمكن، يمتلك رؤية خاصة وقدرة نادرة على التبسيط دون تبسيط.
هو مثال على مقولة طه حسين عنه - كما ورد في الكتاب -: "إن أنيس منصور هو أكبر قارئ في مصر. بل إلى جانب ذلك هو أقدر كاتب على أن يجعل الصعب سهلا، والسهل بديعا.. إنه كاتب المليون قارئ".
يظل هذا الكتاب خيارًا ممتازًا للقارئ العربي الذي يبحث عن مدخل سهل إلى عالم الأفكار الكبرى، وللمثقف الذي يرغب في استعادة شغف المعرفة عبر أسلوب أدبي رفيع وممتع
0 تعليقات