ميثولوجيا الأردن القديم

 


"ميثولوجيا الأردن القديم" للباحث العراقي خزعل الماجدي يُعدّ دراسةً مهمةً ت الشعوب التي سكنت الأراضي الأردنية عبر العصور القديمة، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ حتى الفترات الكلاسيكية. يعتمد الماجدي في كتابه على المنهج التاريخي والمقارن لرصد التطورات الدينية والأسطورية في المنطقة، مع التركيز على التفاعل بين الثقافات المحلية وتأثير الحضارات المجاورة مثل المصرية والكنعانية والآشورية والهلنستية.

أبرز محاور الكتاب:

  1. الجذور القديمة:

    • يتتبع الماجدي جذور الميثولوجيا الأردنية إلى العصر الحجري الحديث، مع الإشارة إلى الآثار الدينية مثل التماثيل والرسوم الصخرية التي تعكس ممارسات عبادة مرتبطة بالخصوبة والطبيعة.

    • يربط بين الأساطير المحلية وأساطير بلاد الرافدين وبلاد الشام، مثل أسطورة الخلق والطوفان.

  2. الممالك الأردنية القديمة:

    • يركز على ميثولوجيا الممالك الأردنية التاريخية مثل مملكة عمون (الإله ميلكوم)، مملكة مؤاب (الإله كموش)، ومملكة أدوم، مع تحليل لدور الآلهة في تشكيل الهوية السياسية والدينية لتلك الممالك.

    • يشرح طقوس التضحية والعبادة وارتباطها بالحياة اليومية والحروب.

  3. التأثيرات الخارجية:

    • يناقش تأثير الثقافات المجاورة، مثل تبني بعض الآلهة الكنعانية (مثل بعل وعشتار) وتأثير الأساطير المصرية (مثل أوزوريس وإيزيس) خلال فترات السيطرة الفرعونية.

    • يسلط الضوء على التحولات في العصر الهلنستي والروماني، مثل دمج الآلهة المحلية مع البانثيون الإغريقي (مثال: الإله ذو الشرى النبطي الذي ارتبط بزيوس).

  4. الأساطير والطقوس:

    • يحلل قصصًا أسطورية مرتبطة بمواقع أردنية مقدسة مثل جبل نيبو والبتراء، والتي ارتبطت بالأنبياء والملاحم الدينية.

    • يربط بين الطقوس الدينية والمناسبات الزراعية والفلكية، مثل احتفالات الاعتدالين الربيعي والخريفي.

  5. التراث الشفوي والموروث الشعبي:

    • يستكشف بقايا الأساطير القديمة في الفلكلور الأردني الحديث، مثل قصص الجن والكائنات الخارقة التي تعكس استمرارية الرموز الميثولوجية.

6. الآلهة الرئيسية ووظائفها:

  • ميلكوم: إله العمونيين، ارتبط بالحرب والسيادة، وكانت تُقدَّم له القرابين البشرية في الأزمات وفق بعض النصوص.

  • كموش: إله المؤابيين، وهو إله قومي ارتبط بالحماية والنصر، وذُكر في حجر ميشع (أحد أقدم النقوش المؤابية).

  • عشترت (عشتار): إلهة الحب والحرب، انتشرت عبادتها في شمال الأردن وتأثرت بالثقافة الكنعانية.

  • ذو الشرى: الإله النبطي الرئيسي، رب الجبال والطبيعة، وارتبط بالإله ديونيسوس الإغريقي في العصر الهلنستي.


7. الأساطير التأسيسية:

  • يحلل الماجدي أساطير الخلق المحلية التي تدمج عناصر من أسطورة التكوين البابلية (إينوما إليش)، مع خصوصيات تُظهر دور الماء والجبال كمصادر للحياة (إشارة إلى نهر الأردن والمناطق الجبلية).

  • يربط بين أسطورة الطوفان المذكورة في النقوش الأردنية القديمة ورواية طوفان نوح التوراتية، مع الإشارة إلى تأثيرات بلاد الرافدين.


8. الطقوس الدينية والممارسات:

  • العبادات الزراعية: مثل طقوس استسقاء الإله بعل في فصل الجفاف، وطقوس الحصاد التي تتخللها رقصات وقرابين.

  • الجنائزية: اكتشاف مقابر تحتوي على أوانٍ فخارية وحلي جنائزية يعكس اعتقادهم بالحياة بعد الموت.

  • التقديس المكاني: مثل عبادة الأشجار الحجرية (الأنصاب) في البتراء، والتي اعتُقد أنها مساكن للآلهة.


9. التأثيرات المتبادلة مع الديانات السماوية:

  • يناقش الكتاب كيف تحوَّلت بعض الرموز الوثنية إلى رموز مسيحية وإسلامية لاحقًا، مثل تقديس جبل نيبو (الذي ارتبط بالنبي موسى) وارتباط كهوف البتراء بقصص الأنبياء في التراث الإسلامي.

  • يُبرز التحول من تعدد الآلهة إلى التوحيد عبر تأثير اليهودية والمسيحية، خاصة في مناطق مثل أم الرصاص التي تضم آثارًا لكنائس بيزنطية.


10. الأدلة الأثرية والشواهد المادية:

  • تماثيل الآلهة: مثل تمثال الإله ميلكوم ذي القرون (رمز القوة) الذي عُثر عليه في عمان القديمة.

  • النقوش الصخرية: كالنقوش النبطية في البتراء التي تروي قصصًا عن ذو الشرى وأسرار المدينة الوردية.

  • المعابد: مثل معبد الأسود المجنحة في إربد، الذي يعكس مزيجًا من الفنون الآشورية والمحلية.


11. الميثولوجيا في الأدب الشعبي:

  • يحلل الماجدي الروايات الشعبية عن الغول والعنقاء، ويُظهر تشابهها مع كائنات ميثولوجية قديمة مثل لِمّو (كائن شيطاني في الأساطير العمونية).

  • يُشير إلى أن أسطورة النمرود (الملك الصياد) في التراث الأردني قد تكون امتدادًا لأسطورة نمرود البابلية.


12. المنهجية العلمية للكتاب:

  • اعتمد الماجدي على مقارنة النصوص الدينية (مثل التوراة) مع النقوش الأردنية القديمة (كحجر ميشع) لفك التناقضات والتأثيرات المتبادلة.

  • استخدم علم الآثار المقارن لربط الاكتشافات المحلية (مثل أختام الآلهة) مع مثيلاتها في مصر والعراق.

  • دمج بين علم الأنثروبولوجيا الدينية وتحليل الرموز لدراسة تطور المعتقدات.


13. الجدل حول الهوية والاستمرارية:

  • يطرح الكتاب تساؤلات حول مدى استمرارية الميثولوجيا الأردنية في التراث العربي الإسلامي، وهل تم محوها أم تم استيعابها بشكل رمزي.

  • يناقش تأثير الاحتلالات الخارجية (كالفرس والرومان) في تشويه الهوية الدينية المحلية أو إثرائها.


الخلاصة :

الكتاب ليس مجرد سرد تاريخي، بل محاولة لإعادة بناء الوعي الجمعي للأردنيين القدماء عبر أساطيرهم، وكشف كيف شكَّلت هذه الروحانياتُ هويتهم الثقافية والسياسية. كما يُظهر أن الأردن كان ملتقى حضاريًا حوَّل تنوعَ Influences إلى ميثولوجيا فريدة، تظل أصداؤها خالدة في التراث المادي والشفوي

إرسال تعليق

0 تعليقات