"البومة العمياء" لصادق هدايت
الروايه وكاتبها
صادق هدايت (1903–1951) هو كاتب إيراني رائد، يُعتبر مؤسس فن القصة القصيرة في إيران. وُلد في طهران ودرس في دار الفنون ثم انتقل إلى بلجيكا وفرنسا، حيث تأثر بالأدب الأوروبي. انتحر في باريس عام 1951، تاركًا إرثًا أدبيًا يجمع بين السوداوية والرمزية العميقة. من أبرز أعماله "البومة العمياء"، التي تُرجمت إلى العربية بإشراف الدكتور إبراهيم الدسوقي شتا .
ملخص الرواية
تدور الرواية حول راوٍ مجهول الاسم، يعيش في عزلة في غرفة مظلمة تشبه القبر، منفصلًا عن الواقع. يحاول مواجهة كوابيسه وأوهامه عبر سرد حكايتين متداخلتين:
الحكاية الأولى: يرى الراوي شبحًا يشبه "الجنية" (امرأة مثالية) يتحول إلى عجوز قبيحة تحمل لفافة. يطعنها بسكين، ليتضح أنها تجسيد لزوجته.
الحكاية الثانية: بعد موت الزوجة، يرسم الراوي صورًا لامرأة مثالية، تتحول إلى كائن حي. تظهر له امرأة حقيقية تطابق رسوماته، لكنها تموت فجأة، فيحاول تحنيط جثتها بمواد سامة.
طوال الرواية، يهرب من واقعٍ قاسٍ إلى عالم الأفيون، حيث تختلط الهلوسة بالحقيقة، وتتجسد رموز مثل "البومة العمياء" (رمز الجهل والعمى الروحي) و"الشجرة المتعفنة" (رمز الموت).
الموضوعات الرئيسية
السوداوية والوجودية:
تستكشف الرواية معاناة الإنسان من العزلة واليأس، وصراعه مع الموت والجنون.
تعكس حياة هدايت الشخصية، خاصة معاناته من الاكتئاب وانتحاره لاحقًا .
الصراع بين الواقع والوهم:
يُظهر البطل هروبًا دائمًا من واقع مؤلم إلى أوهام تُفاقم عذابه.
ترمز "البومة العمياء" إلى عجز الإنسان عن رؤية الحقيقة.
النقد الاجتماعي:
تهاجم الرواية القيم الدينية والتقليدية في إيران آنذاك، عبر تصوير المجتمع كفضاء خانق.
المرأة كرمز:
تمثل المرأة التناقض بين المثالية (الجنية) والتدنّي (العجوز)، وتعكس صدمات البطل النفسية.
الأسلوب الأدبي
الرمزية الغامضة: استخدام رموز مثل الظلام، الأفيون، والتعفن لتمثيل التفكك النفسي.
تيار الوعي: سرد غير خطي يُحاكي تداعي الأفكار في عقل البطل المضطرب.
الواقعية الكابوسية: مزج بين تفاصيل واقعية وأجواء مرعبة تشبه الكوابيس.
الإيحاءات الثقافية: تستند إلى الأساطير الفارسية والأدب الصوفي (كرمزية "الشجرة" و"العيون العمياء").
تأثير الرواية
تُعد "البومة العمياء" من كلاسيكيات الأدب الفارسي الحديث، وأثرت في كتاب مثل "صادق تشوبك" (صديق هدايت المقرب) .
نُشرت أولًا عام 1936، وتميزت بجرأة نادرة في نقد التابوهات الدينية والاجتماعية.
تُرجمت إلى 30 لغة، بما فيها العربية، وحُظرت في إيران لعقود بسبب محتواها المثير للجدل.
"في زوايا هذه الغرفة، كان الظلام يتكاثر كالعفن على الخبز القديم." — من الرواية
رابط التحميل
للراغبين في قراءة النص الكامل، تتوفر الرواية بصيغة PDF عبر هذا الرابط
0 تعليقات