"الأخلاق النيقوماخية" لأرسطو
الجزء الأول: السعادة (Eudaimonia) كغاية قصوى
طبيعة الخير: يبدأ أرسطو بالقول إن كل فن وكل بحث وكل فعل وقصد، إنما يهدف إلى بعض "الخير". لكن الخيرات متعددة (الصحة، الثروة، الشرف...). يجب أن يكون هناك خير أعلى هو غاية في ذاته، وكل الخيرات الأخرى وسيلة لتحقيقه. هذا الخير الأعلى هو السعادة (Eudaimonia).
مفهوم Eudaimonia: لا تعني مجرد الشعور الطيب (Happiness) بل تعني "العيش والحياة وفقاً للفضيلة" أو "الازدهار الإنساني" أو "تحقيق الذات الإنسانية بشكل كامل". هي حالة من الاكتمال والرفاهية الناتجة عن ممارسة الوظيفة المميزة للإنسان بشكل ممتاز.
الوظيفة المميزة للإنسان (Ergon): لكل كائن وظيفة مميزة (سكين: القطع، عين: الرؤية). وظيفة الإنسان لا يمكن أن تكون مجرد الحياة النباتية (التغذي والنمو) أو الحيوانية (الإحساس والحركة)، فهي مشتركة مع الكائنات الأخرى. الوظيفة المميزة للإنسان هي "النشاط العقلي للروح وفقاً للعقل أو ليس بمعزل عن العقل".
شروط السعادة:
الفضيلة (Aretē): ممارسة النشاط العقلي والعملي بشكل ممتاز، أي وفقاً للفضيلة (سنتوسع فيها لاحقاً).
حياة كاملة: السعادة ليست لحظة عابرة، بل تقييم لحياة كاملة. "يوم واحد لا يصنع ربيعاً، ولا يصنع يوماً واحد رجلاً سعيداً".
الخيرات الخارجية: تعترف أرسطو بأن بعض الخيرات الخارجية (الصحة، الثروة المعقولة، الأصدقاء، الجمال، الأولاد، الحظ الطيب) ضرورية كشروط مسبقة أو معينات لتحقيق السعادة. الفقر المدقع أو القبح الشديد أو الوحدة القاسية أو فقدان الأولاد يمكن أن يعيق بلوغ Eudaimonia الكاملة، رغم أن الفضيلة تبقى جوهرها.
النشاط وليس مجرد الملكة: السعادة هي في النشاط (Energia) الفعلي للفضيلة، وليس مجرد امتلاك القدرة (الاستعداد أو الملكة - Hexis) عليها.
الجزء الثاني: نظرية الفضيلة (Aretē)
طبيعة الروح: يقسم أرسطو الروح إلى جزأين رئيسيين:
الجزء الناطق (العقلاني): المسؤول عن التفكير، التخطيط، اتخاذ القرارات. له بدوره قسمان:
العقل العلمي/النظري (Theoretical Intellect): يدرك الحقائق الثابتة (الرياضيات، الميتافيزيقا).
العقل العملي/المداول (Practical Intellect): يهتم بالأمور المتغيرة، مثل ما يجب فعله في موقف معين (الأخلاق، السياسة).
الجزء غير الناطق (غير العقلاني): له قسمان:
جزء نباتي (غذائي/نمو): مشترك مع النباتات، لا علاقة له بالأخلاق.
جزء شهوي (رغبات، عواطف، مشاعر): هذا الجزء يمكنه "الانصياع" للعقل، وبالتالي له دور محوري في الأخلاق. الفضائل الأخلاقية تتعلق بتنظيم هذا الجزء بالتعاون مع العقل العملي.
أنواع الفضيلة:
الفضائل الفكرية (Intellectual Virtues): تخص الجزء الناطق من الروح. تُكتسب بالتعليم والتوجيه والدراسة والخبرة. أمثلتها:
الحكمة النظرية (Sophia): أعلى الفضائل، معرفة الحقائق الأبدية والمبادئ الأولى.
الحكمة العملية (Phronesis): أهم الفضائل العملية، هي القدرة على تمييز الصواب والخطأ في المواقف العملية، وتحديد الوسائل المناسبة لتحقيق الخير الإنساني. جوهرها "التمييز الصحيح" (Orthos Logos).
الفهم/الذكاء (Nous): إدراك المبادئ الأولى.
العلم (Episteme): معرفة القضايا المبرهن عليها.
المهارة الفنية/الصنعة (Techne): معرفة كيفية صنع الأشياء.
الفضائل الأخلاقية (Moral Virtues): تخص التفاعل بين الجزء غير الناطق (الرغبات والعواطف) والجزء الناطق (العقل العملي). تُكتسب بالتكرار والممارسة والعادة (Ethos). "نحن نصبح عادلين بممارسة الأعمال العادلة، ومعتدلين بممارسة أعمال الاعتدال، وشجعان بممارسة أعمال الشجاعة". أمثلتها: الشجاعة، الاعتدال، الكرم، العظمة، الوداعة، الصدق، اللباقة، الصداقة (بمعنى ما).
نظرية الوسط (The Doctrine of the Mean - Mesotēs): هذا هو المفهوم المركزي لفهم الفضائل الأخلاقية عند أرسطو.
الفضيلة هي وسط بين رذيلتين: واحدة بالزيادة وأخرى بالنقصان.
الوسط نسبي وليس حسابياً: الوسط ليس نقطة رياضية ثابتة للجميع. هو "ما يحدده الإنسان الحكيم (Phronimos)" في كل موقف على حدة، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف والشخص نفسه.
أمثلة توضيحية:
الشجاعة (فضيلة): وسط بين التهور (زيادة في الثقة/الجرأة) والجبن (نقص في الثقة/الجرأة). الشجاعة ليست غياب الخوف، بل الخوف المناسب من الأشياء المناسبة، لأسباب مناسبة، بالطريقة المناسبة.
الاعتدال (فضيلة): وسط بين التبذير/الإسراف (زيادة في الاستمتاع بالملذات) والخمود/البلادة (نقص في الاستمتاع بالملذات). يتعلق بالملذات الجسدية (طعام، شراب، جنس).
الكرم (فضيلة): وسط بين الإسراف/السفه (زيادة في العطاء والأخذ) والبخل (نقص في العطاء والأخذ).
الوداعة (فضيلة): وسط بين الغضب المفرط/الشراسة (زيادة في الغضب) واللامبالاة/البلادة (نقص في الغضب).
ليس كل فعل له وسط: بعض الأفعال شريرة بذاتها (الحسد، القتل العمد، الزنا، السرقة) ولا يمكن أن تكون وسطاً.
الجزء الثالث: التفصيل في الفضائل والرذائل الأخلاقية
الشجاعة (Andreia): تكمن في الثبات أمام المخاطر الجسيمة التي تهدد الحياة (مثل المعركة). مخاطر الموت المرضي أو الغرق لا تدخل في نطاقها عادة.
الاعتدال (Sōphrosynē): يتعلق بإدارة الملذات الجسدية (الطعام، الشراب، الجنس). فضيلة الشباب بشكل خاص. الشخص المعتدل يجد متعة في الأشياء الصحيحة، بالطريقة الصحيحة، وليس عنده صراع داخلي كبير ضد الرغبات غير العقلانية (خلافاً للشخص العفيف الذي يكبحها بقوة).
الكرم (Eleutheriotēs): التصرف الصحيح بالمال (العطاء والأخذ). الفضيلة الأصعب هي الإنفاق الكبير على المشاريع العامة (المدينة) وهو مجال فضيلة العظمة (Megaloprepeia).
العظمة (Megalopsychia - "عظمة الروح"): فضيلة مرتبطة بالشرف. الشخص العظيم يستحق الشرف الكبير ويعرف أنه يستحقه. يتجنب المخاطر التافهة والمخاطر الكبيرة جداً. ليس متكبراً (يزيد في تقدير ذاته) ولا متواضعاً تواضعاً زائفاً (ينقص في تقدير ذاته). مرتبطة بالكرم الكبير.
الطموح/حب الشرف (Philotimia): الوسط في الرغبة بالشرف والمكانة. وسط بين الطموح الزائد (حب الشرف المفرط) واللامبالاة بالشرف (نقص الطموح).
الوداعة (Praotēs): الوسط في الغضب. الشخص الوديع يغضب من الشخص المناسب، بالدرجة المناسبة، في الوقت المناسب، للسبب المناسب، ولفترة مناسبة. وسط بين سرعة الغضب/الحدة والبلادة/اللامبالاة.
الصدق (Alētheia): الوسط في الحديث عن الذات. وسط بين المتفاخر/المتباهي (يزيد في قدراته وإنجازاته) والمتواضع تواضعاً زائفاً/المتنصل (ينقص في قدراته وإنجازاته). الشخص الصادق يقدم نفسه كما هو.
اللباقة/روح الدعابة (Eutrapelia): الوسط في الدعابة والمزاح. وسط بين المهرج/الفكاهي المبتذل (زيادة) والفظ/الجاف (نقص). الشخص اللبق يعرف متى وكيف يضحك ويمزح بطريقة مناسبة.
الجزء الرابع: الفضائل الفكرية والحكمة العملية (Phronesis)
أهمية Phronesis: تؤكد أرسطو على الدور المحوري للحكمة العملية في الحياة الأخلاقية. لا يمكن أن تكون هناك فضيلة أخلاقية حقيقية بدون Phronesis، والعكس صحيح.
الفضيلة الأخلاقية: تحدد الغاية الصحيحة (الخير).
الحكمة العملية (Phronesis): تحدد الوسائل الصحيحة لتحقيق تلك الغاية في موقف محدد.
كيف تعمل Phronesis: هي مزيج من:
الخبرة: التعرض لمواقف متنوعة.
القدرة على المداولة (Deliberation - Bouleusis): التفكير العملي في الوسائل لتحقيق غاية معينة (الغايات نفسها لا تخضع للمداولة عادة، بل هي معطاة بالفضيلة أو الرغبة).
التمييز (Discernment): القدرة على إدراك التفاصيل الدقيقة والظروف الخاصة لكل موقف.
الحدس العملي: القدرة على رؤية ما هو صائب في لمحة.
الإنسان الحكيم (Phronimos): هو معيار الصواب الأخلاقي. أفعاله هي التي تحدد الوسط في كل حالة. ليس لديه قواعد جامدة، بل قدرة على التكيف مع تعقيدات الحياة.
الجزء الخامس: العدالة (Dikaiosynē)
العدالة العامة/القانونية (Universal/Legal Justice): الامتثال للقوانين والعيش وفقاً لها. بهذا المعنى، العدالة هي الفضيلة الكاملة تجاه الآخرين، فهي تشمل كل الفضائل الأخرى عندما تمارس تجاه المجتمع.
العدالة الخاصة (Particular Justice): وهي المقصودة عادة عند الحديث عن العدالة، وتنقسم إلى:
العدالة التوزيعية (Distributive Justice): توزيع الخيرات المشتركة (ثروة، شرف، مناصب) بين أفراد المجتمع. معيارها "حسب الاستحقاق" (Kata Axian). ما هو الاستحقاق؟ هنا يختلف الناس (النبل، الثروة، الفضيلة، الحرية؟). أرسطو يميل إلى اعتبار الفضيلة (الجدارة الأخلاقية والمدنية) المعيار الأسمى، لكنه يعترف باختلاف الأنظمة السياسية.
العدالة التصحيحية/التعويضية (Corrective/Rectificatory Justice): معالجة الظلم في المعاملات بين الأفراد (عقود، جرائم). معيارها "المساواة الحسابية". هدفها استعادة التوازن الذي اختل بسبب الظلم. القاضي يحاول جعل الطرفين متساويين من جديد بعد الضرر.
التطوعية (معاملات): بيع، شراء، قرض، رهن، إيجار... إذا حدث غش أو ضرر.
غير التطوعية (جرائم): سرقة، ضرب، قتل، تشويه، افتراء...
العدالة التبادلية/المقابلة (Reciprocal Justice): أساس التبادل الاقتصادي في السوق. ليست مساواة حسابية مباشرة، بل تتطلب نوعاً من التناسب بين قيم السلع أو الخدمات المتداولة (فكرة "القيمة العادلة"). النقود هي الوسيلة التي تتيح هذا التبادل المتناسب.
الجزء السادس: الإرادة والمسؤولية واللاإرادي
اللاإرادي واللإرادي (الاختياري):
لاإرادي (Akousion): الأفعال التي تتم تحت الإكراه المادي القاهر (دفعك الريح) أو الجهل الذي لا يمكن توقعه أو تداركه (لا مسؤولية أخلاقية).
إرادي/اختياري (Ekousion - Voluntary): الأفعال التي مصدرها داخل الفاعل نفسه (رغبة، عقل، قرار) وهو يعرف الظروف. هنا تقع المسؤولية الأخلاقية.
الاختيار المتعمد (Prohairesis - Deliberate Choice): هذا هو جوهر الفعل الأخلاقي. ليس مجرد فعل إرادي عشوائي، بل نتيجة المداولة (Bouleusis). هو رغبة مقترنة بعقل موجه نحو غاية. يميز الإنسان عن الحيوان والأطفال. الفضائل والرذائل تتعلق بالاختيارات المتعمدة.
المسؤولية: الإنسان مسؤول عن أفعاله الاختيارية، وبالتالي عن تكوين شخصيته الأخلاقية من خلال العادات التي يمارسها. "الفضيلة والرذيلة اختيارية... نحن مسؤولون بطريقة ما عن حالاتنا النفسية، ومسؤولون عن أفعالنا".
الجزء السابع: الضعف الإرادي (Akrasia) والقوة الإرادية (Enkrateia)
الضعف الإرادي (Akrasia - Incontinence/Weakness of Will): حالة يعرف فيها الشخص ما هو الصواب (لديه حكم صائب) لكنه يفعل الخطأ بسبب انقياده للرغبة أو الشهوة القوية. مثال: المدخن الذي يعرف ضرر التدخين لكنه يستمر.
أرسطو يحل إشكالية سقراط (الذي قال: "من يعرف الخير يفعله" فأنكر وجود الضعف الإرادي) بقوله إن الضعيف إرادياً لديه معرفة، لكنها ليست معرفة "فعالة" أو "مستيقظة" في لحظة الفعل، فهي تغلبها الشهوة.
القوة الإرادية (Enkrateia - Continence/Strength of Will): حالة يعرف فيها الشخص الصواب ويريد فعله، لكنه يواجه رغبات معارضة قوية ويتمكن من مقاومتها والسيطرة عليها. لديه فضيلة لكنها لم تصبح بعد طبيعة ثانية (هناك صراع).
الفضيلة (Aretē): هي الحالة المثلى حيث يكون العقل والرغبة منسجمين. الشخص الفاضل يريد فعلاً ما هو صائب، ولا يشعر بصراع داخلي ضد الرغبات المعارضة لأن رغباته نفسها "معقولة" ومهذبة بالعادة. هو يفعل الخير براحة وسهولة.
الرذيلة (Kakia): هي الحالة التي يكون فيها الشخص متمسكاً باختيار الخطأ عن قناعة، ورغباته منحرفة.
الجزء الثامن والتاسع: الصداقة (Philia)
أنواع الصداقة:
صداقة المنفعة: تقوم على ما يقدمه كل طرف للآخر من فائدة عملية. تنتهي بانتهاء المنفعة.
صداقة المتعة: تقوم على الاستمتاع بوجود الشخص الآخر أو صفاته الممتعة. تنتهي بانتهاء المتعة.
صداقة الفضيلة (أكملها): تقوم على حب الشخص الآخر لذاته، بسبب فضيلته وأخلاقه. يريد كل طرف الخير للآخر لذاته. هذه الصداقة تدوم وتتطلب وقتاً وثقة وتشابه في الفضيلة. هي الصداقة الحقيقية.
خصائص صداقة الفضيلة:
الرغبة في خير الصديق لذاته.
العيش المشترك والحوار.
الثقة والصراحة.
الاستقرار والاستمرارية.
المساواة النسبية (في المكانة والفضيلة).
أهمية الصداقة:
ضرورية للحياة، فمن لا أصدقاء له يعيش حياة بائسة.
تكملة للذات، فالصديق هو "أنا آخر".
وسيلة لمعرفة الذات (من خلال عيون الآخر).
سياق لممارسة الفضائل (الكرم، الإخلاص، الصدق).
أساس للمجتمع السياسي (المدينة).
الجزء العاشر: الحياة التأملية كأسمى أشكال السعادة
يختتم أرسطو الكتاب بالحديث عن أسمى أنواع السعادة.
تفضيل الحياة التأملية (Theōria - Contemplative Life): بعد مناقشة الحياة العملية (السياسية) والحياة المتعة، يخلص أرسطو إلى أن الحياة الأكثر سعادة هي حياة التأمل الفلسفي والعلمي، أي ممارسة الفضيلة الفكرية العليا: الحكمة النظرية (Sophia).
الأسباب:
التأمل هو نشاط العقل (Nous)، وهو أسمى جزء في الإنسان وأقربه إلى الإلهي. "يجب ألا نصغي لمن ينصحنا، لأننا بشر، بأن نركز على الأمور البشرية، أو لأننا فانون، بأن نركز على الأمور الفانية، بل يجب أن نجتهد بقدر الإمكان لنصبح خالدين، وأن نعيش وفقاً لأسمى ما فينا".
هو النشاط الأكثر استمرارية واستقلالية (لا يعتمد كثيراً على الخيرات الخارجية).
هو النشاط الأكثر متعة بذاته (لذة نقية دائمة).
هو الأكثر يشبه حياة الآلهة (التي يتصورها أرسطو كحياة تأمل خالص).
دور الحياة العملية: رغم تفضيل الحياة التأملية، لا يهمل أرسطو أهمية الحياة العملية والسياسية القائمة على الحكمة العملية والفضائل الأخلاقية. الحياة الكاملة للإنسان تشمل كليهما، لكن التأمل يمثل القمة.
الانتقال إلى السياسة
أهمية الكتاب وتأثيره:
وضع أسس "الأخلاق الفضيلية" (Virtue Ethics) التي تركز على طبيعة الشخص الفاضل وسماته، وليس فقط على القواعد أو عواقب الأفعال.
قدم تحليلاً دقيقاً ومعقداً للفضائل والرذائل الإنسانية.
أكد على دور العادة والممارسة في التكوين الأخلاقي.
ربط الأخلاق بالسعادة الإنسانية الكاملة (Eudaimonia).
ربط الأخلاق بالسياسة والمجتمع.
أثر تأثيراً هائلاً على الفلسفة الأخلاقية الغربية (خاصة في العصور الوسطى مع توما الأكويني) ولا يزال محوراً للنقاش المعاصر.
انتقادات محتملة:
طبيعة السعادة: هل "العمل العقلي" هو حقاً الوظيفة المميزة الوحيدة للإنسان؟ هل يستبعد أشكالاً أخرى من الازدهار؟
نظرية الوسط: هل هي عملية دائماً؟ هل يمكن تحديد الوسط في كل موقف؟ ألا يمكن أن تكون بعض المواقف تتطلب موقفاً متطرفاً (مثل مواجهة طغيان فادح)؟
الطبيعة الثابتة للإنسان: هل الطبيعة البشرية و"الوظيفة المميزة" ثابتة كما افترض أرسطو؟
الشمولية: هل مفهوم الفضيلة عناد أرسطو (المرتبط بالمواطن الذكر الحر في دولة المدينة اليونانية) قابل للتطبيق عالمياً؟
دور العاطفة: هل التقليل من شأن العواطف في مقابل العقل (خاصة في الفضائل الفكرية) يتناسب مع فهمنا الحديث للإنسان؟
رغم هذه الانتقادات، يظل "الأخلاق النيقوماخية" عملاً فلسفياً خالداً، يحفر عميقاً في أسئلة جوهرية حول كيف نعيش حياة ذات معنى وقيمة، ويقدم إجابات غنية ومحفزة للفكر لا تزال تتردد حتى يومنا هذا
0 تعليقات