عجائب الآثار في التراجم والأخبار




 

المؤلف: عبد الرحمن الجبرتي (1753–1825م)

عدد المجلدات: 3–4 مجلدات (حسب الطبعة)
موضوع الكتاب: التاريخ المصري والعثماني في القرنين 18 و19
الحقبة: من أواخر العصر العثماني حتى الحملة الفرنسية على مصر وصعود محمد علي باشا


فكرة الكتاب الأساسية:

"عجائب الآثار" هو تأريخ شامل لأحداث مصر خلال قرن تقريبًا، من وجهة نظر شاهد عيان عاش الأحداث.
يمزج الجبرتي بين الأحداث السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والدينية بأسلوب دقيق وواسع التفاصيل، ويمثل أهم مصدر تاريخي لتلك المرحلة.


أهم محاور الكتاب:

1.  حكم المماليك والعثمانيين في مصر

  • يسجل صراعات البكوات المماليك، وتنافسهم على النفوذ.

  • ينتقد مظاهر الظلم والفساد وغياب العدالة.

  • يصف العلاقة بين السلطة العثمانية والإدارة المصرية.


2.  الحملة الفرنسية على مصر (1798–1801)

  • يوثق بدقة دخول نابليون بونابرت إلى مصر، ورد فعل الشعب والعلماء.

  • يصف المعارك، الثورات الشعبية، وحياة المصريين تحت الاحتلال.

  • يقدم نقدًا لاذعًا للتغريب، مع دهشة من تقدم الفرنسيين العلمي والتنظيمي.

ملاحظة: الجبرتي لم يكتب بروح قومية، لكنه عبّر عن صدمة حضارية من الفارق بين الشرق والغرب.


3.  صعود محمد علي باشا

  • وثّق خطوات محمد علي للاستيلاء على الحكم، بأسلوب تحليلي ذكي.

  • أبرز كيف استخدم ذكاءه وتحالفاته للقضاء على المماليك، وإحكام السيطرة.

  • لاحظ بداية مركزية الدولة وتحديثها، لكنه تحفظ على سياساته الاستبدادية.


4.  الأوضاع الاجتماعية والدينية

  • وصف دقيق لحياة الناس: الأسواق، الأسعار، التعليم، الزراعة، وحتى الكوارث.

  • نقل أحوال العلماء، حلقات الدروس، الفتاوى، والمواقف من التجديد.

  • سجل أحداثًا فلكية وزلازل ومجاعات، باعتبارها من "عجائب الآثار".


5. التراجم والسير

  • جمع تراجم (سير ذاتية مختصرة) لأعيان مصر، القضاة، العلماء، والأمراء.

  • يورد مواقفهم في الأحداث المهمة، ويبين أثرهم في المجتمع.


ميزات الكتاب:

مصدر تاريخي أصيل: كُتب بقلم شاهد عاش معظم الأحداث.
توثيق دقيق: بالأسماء، التواريخ، والأسعار أحيانًا.
نقد داخلي: لم يكن مؤرخًا رسميًا؛ بل ناقدًا للأوضاع الاجتماعية والسياسية.
أسلوب سردي ممتع: يستخدم عبارات جزلة وأسلوبًا بليغًا مفعمًا بالمشاعر.


نقاط جدلية:

  • موقفه المحافظ: انتقد مظاهر "التغريب" رغم إعجابه بالتقدم الأوروبي.

  • نقده لمحمد علي: رغم تمجيد الكثيرين لمحمد علي، تحفظ الجبرتي على طريقته في السيطرة، وخاصة مذبحة القلعة.

  • تأثره الصوفي: يظهر في بعض المواضع ميله للتفسير الديني أو الغيبي لبعض الظواهر.


أهمية الكتاب اليوم:

  • يعد مرجعًا لا غنى عنه للمؤرخين والباحثين في تاريخ مصر العثمانية والحديثة.

  • يكشف عن رؤية المصريين للغرب في لحظة التحول الكبرى.

  • يعرض بداية انهيار نظام قديم وصعود دولة مركزية حديثة.


اقتباسات من الكتاب:

 

"دخل الفرنسيس إلى البلد عنوة، وتوغلوا فيها كأنهم في ملكهم."

"وفي هذه السنة عمّ الغلاء، وتقطعت أرزاق الناس، واشتد الظلم من كل جهة."

"فانظر كيف تتبدل الأحوال، وتتصرف الأقدار."


إرسال تعليق

0 تعليقات