أرض زيكولا لعمرو عبد الحميد

 


 "أرض زيكولا" لعمرو عبد الحميد

 عن الرواية 

"أرض زيكولا" هي رواية خيالية للكاتب المصري عمرو عبد الحميد، صدرت أول نسخة منها عام 2010، ثم أعادت دار "عصير الكتب" نشرها عام 2015 بعد نجاحها الكبير. احتلت المركز الثاني في قائمة الأكثر مبيعًا عام 2016، وتُعد من أبرز الأعمال العربية في أدب الفانتازيا الاجتماعي. تدور الرواية حول عالم موازٍ يتعامل سكانه بـ"وحدات الذكاء" بدل النقود، حيث يصبح الذكاء عملة للبقاء، والفقراء هم من ينفد ذكاؤهم، مما يعرضهم للإبادة .

عن المؤلف:

  • وُلِد عمرو عبد الحميد عام 1987 في محافظة الدقهلية بمصر.

  • تخرج في كلية الطب بجامعة المنصورة، وتخصص في جراحة الأنف والأذن والحنجرة.

  • له إصدارات أخرى مثل "أماريتا" (جزء ثانٍ لزيكولا)، وثلاثية "قواعد جارتين"، و"أمواج أكما" .


الشخصيات الرئيسية والثانوية

الشخصيات المحورية:

  1. خالد حسني:

    • بطل الرواية، شاب مصري عمره 28 عامًا من قرية "البهو فريك".

    • يدخل سرداب "فوريك" بحثًا عن إثبات ذاته بعد رفض والد حبيبته "منى" زواجه منها 8 مرات لكونه "شخصًا عاديًا" .

  2. أسيل:

    • طبيبة أرض زيكولا (24 عامًا)، تمتلك ثروة كبيرة من وحدات الذكاء.

    • تساعد خالد في رحلته وتقع في حبه، وتُعتبر خائنة بعد مساعدته على الهروب .

  3. يامن وإياد:

    • صديقان من سكان زيكولا، يُعرّفان خالد بقوانين الأرض ويساعدانه في العمل وجمع الوحدات .

شخصيات ثانوية:

  • منى: حبيبة خالد التي تزوجت طبيبًا خلال غيابه.

  • عبده: جد خالد الذي رباه بعد اختفاء والديه في السرداب.

  • نادين: بائعة هوى تساعد خالد في العثور على كتاب "سرداب فوريك" .


ملخص تفصيلي للأحداث

 الدخول إلى عالم زيكولا

تبدأ الرواية برفض والد "منى" زواج خالد منها للمرة الثامنة، بحجة أنه "ليس شخصًا مميزًا". 

يقرر خالد دخول سرداب "فوريك" الأسطوري في قريته، والذي يُحكى أن من يدخله لا يعود. بعد حصوله على كتاب ناقص الصفحات من صديق جده، ينزل خالد في ليلة مقمرة إلى السرداب، حيث يتعرض لانهيار صخري يلقيه في صحراء مجهولة. 

يلتقي هناك بشخصين يدلانه على مدينة "زيكولا" التي تحتفل بـ"يوم زيكولا" (اليوم الوحيد الذي تُفتح فيه أبواب المدينة). يدخل خالد المدينة، وتُغلق الأبواب خلفه، ليكتشف أنه لن يخرج إلا بعد عام .

الجزء الثاني: قوانين الأرض الغريبة

يتعرف خالد على "يامن" و"إياد" اللذين يشرحان له قوانين زيكولا الصادمة:

  • وحدات الذكاء: العملة الوحيدة، حيث يدفع الشخص من ذكائه مقابل الشراء، ويكسبها بالعمل.

  • العقاب المرعب: يُذبح أفقر 3 أشخاص (أقلهم وحدات ذكاء) في يوم الزيكولا عبر لعبة قتل وحشية .

  • المرض والفقر: كلما قلّت وحدات الذكاء، ظهرت على الشخص أعراض مرضية كالشحوب والضعف .

 البحث عن كتاب الفرار

يسمع خالد عن كتاب "سرداب فوريك" الذي يُباع في زيكولا، ويكتشف أنه مملوك لوالده الذي قُتل على يد شقيقه "هلال" لوراثة الكتاب. 

يتعاون مع الطبيبة "أسيل" للحصول على الكتاب، الذي يكلفه كل وحدات ذكائه تقريبًا. يفك خالد لغز الكتاب بمساعدة أسيل، ليكتشف أن باب العودة يقع خارج سور المدينة. 

يخطط لحفر نفق تحت السور، ويُدفع للعمال 300 وحدة ذكاء، وللحارس 200 وحدة .

الجزء الرابع: المحاكمة والهروب

تلد زوجة الحاكم مبكرًا، ما يتسبب في إقامة "يوم زيكولا" مفاجئ. يُعتقل خالد كأفقر شخص في المدينة بعد نفاد وحداته، ويُحكم عليه بالموت في "لعبة الزيكولا". 

تنقذه أسيل سرًا بمنحه جزءًا كبيرًا من وحدات ذكائها، فيُفرج عنه لتحوله لغني. تهرب أسيل بعد اتهامها بالخيانة، بينما يهرب خالد عبر النفق ويعود إلى قريته، ليجد "منى" لم تتزوج بعد ويرتبط بها .


القوانين الاجتماعية في أرض زيكولا

  • التمييز الطبقي: الأغنياء (الأذكياء) يتمتعون بالصحة والقوة، بينما الفقراء (قليلو الذكاء) يعانون الأمراض ويُستبعدون.

  • طقوس القتل: تُقام في "يوم الزيكولا" تحت غطاء احتفالي، لتخويف السكان والحفاظ على النظام.

  • الرقابة الفكرية: يُعاقب التفكير الزائد باستنزاف الوحدات، مما يشجع على السلبية .


التحليل الفني والأدبي

الرموز والدلالات:

  • وحدات الذكاء: نقد لتحويل المعرفة إلى سلعة في المجتمعات الرأسمالية.

  • ذبح الفقراء: إشارة إلى التضحية بالضعفاء لصالح الأنظمة الحاكمة.

  • السرداب: رمز للهروب من الواقع المرير إلى عالم موازٍ قد يكون أكثر قسوة .

الأسلوب والسرد:

  • اللغة: مزج بين الفصحى والعامية المصرية، مما جعل الحوارات واقعية.

  • الإيقاع: سريع ومشوّق، خاصة في مشاهد المغامرة والهروب.

  • البناء الدرامي: اعتمد على المفارقات، مثل تحول "أسيل" من ممثلة للنظام إلى مناهضته .

الثيمات الرئيسية:

  • الحب والتضحية: تضحية أسيل بوحدات ذكائها ومكانتها لإنقاذ خالد.

  • الهوية والانتماء: صراع خالد بين العودة لـ"منى" أو البقاء مع أسيل.

  • الاستبداد المقنّع: نظام زيكولا يظهر كـ"يوتوبيا" لكنه "ديستوبيا" قمعية .


اقتباسات بارزة من الرواية

  1. "يقولون الحب أعمى.. وهو يقول: أصابني العمى حين أحببت" .

  2. "أفضل أن أذبح يوم زيكولا.. ولا أعطي أحدًا شيئًا مقابل خوفي" .

  3. "إن عملة أرض زيكولا هي وحدات الذكاء.. فمن يكون ذكيًا هو الغني، وأما الفقير فهو الأقل ذكاء" .


التقييم النقدي والجماهيري

نقاط القوة:

  • الابتكار في الفكرة: نظام وحدات الذكاء قدم رؤية جديدة لأدب الفانتازيا العربي.

  • التشويق: حبكة مشوقة تجذب القارئ منذ الصفحات الأولى.

  • النقد الاجتماعي: كشف عن علاقة الثروة بالذكاء في المجتمعات الطبقية .

نقاط الضعف:

  • الصدف غير المعقولة: مثل لقاء خالد بامرأة عالج ابنها والده صدفة.

  • ضعف التوصيف العاطفي: مشاهد لقاء خالد بمنى بعد عودته تفتقر للعمق.

  • ثغرات في المنطق: عدم توضيح سبب تقبل سكان زيكولا لطقوس الذبح .

الاستقبال الجماهيري:

  • تقييم القراء: حصلت على 4.1/5 على "Goodreads" من 44 ألف تقييم.

  • آراء النقاد: أشادوا بخيال الكاتب، لكن بعضهم انتقد الحوارات الركيكة.

  • تأثير الرواية: أشعلت نقاشات حول علاقة الاقتصاد بالذكاء البشري .


بين الواقع والخيال

"أرض زيكولا" ليست مجرد رواية مغامرات، بل دراسة أنثروبولوجية لمجتمع يختزل قيمة الإنسان في ذكائه القابل للقياس والاستنزاف. عبر شخصية خالد، يطرح عبد الحميد سؤالًا مركزيًا: هل الهروب من واقع مرير إلى عالم أكثر قسوة هو حل أم استسلام؟

 رغم بعض الثغرات الروائية، تبقى الرواية علامة فارقة في الأدب العربي المعاصر، وتستحق القراءة لفكرتها الجريئة ونقدها اللاذع لأنظمة القهر المقنَّعة بغطاء التقدم

إرسال تعليق

0 تعليقات