"Heal the Beasts: A Jaunt Through the Curious History of the Veterinary Arts" لفيليب شوت
مقدمة شاملة عن الكتاب
"Heal the Beasts: A Jaunt Through the Curious History of the Veterinary Arts" هو عمل غير روائي يمثل رحلة شيقة عبر تاريخ الطب البيطري من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث.
كتبه الطبيب البيطري الكندي فيليب شوت، ويقدم الكتاب نظرة ثرية على تطور ممارسات علاج الحيوانات والعلاقة بين الإنسان والحيوان على مر العصور.
يستعرض شوت في هذا الكتاب الذي صدر في يوليو 2025 عن دار النشر ECW Press، قصة تطور الطب البيطري من خلال التركيز على 22 شخصية تاريخية كان لها تأثير بارز في هذا المجال، من مختلف الحقب الزمنية والمناطق الجغرافية حول العالم.
يتميز الكتاب بأسلوب شوت السردي الجذاب الذي يجمع بين الدقة التاريخية والسرد القصصي المشوق، مما يجعله مقروءًا ليس فقط للمتخصصين بل لعامة القراء أيضًا.
يقدم الكتاب نظرة فريدة على التغيرات في النظرة الإنسانية تجاه الحيوان، والتحول من النظرة النفعية البحتة إلى نظرة أكثر تعاطفًا ورعاية، مع التركيز على تطور الرابطة العاطفية بين الإنسان والحيوان التي يرى شوت أنها تطورت بشكل دائري أكثر منه خطيًا.
منهجية الكتاب وأسلوبه
الهيكل الفريد والسرد القصصي
يتبنى الكتاب منهجية فريدة في سرد التاريخ البيطري، حيث يبدأ كل فصل بقصة خيالية قصيرة تجسد ممارسًا للعلاج البيطري في حقبة تاريخية معينة، تليها مناقشة واقعية للحقائق التاريخية والتطورات المرتبطة بتلك الفترة.
هذه القصص التمهيدية، رغم كونها خيالية، إلا أنها تستند إلى مصادر تاريخية ومذكرات وكتابات الشخصيات قيد الدراسة، مما يمنحها مصداقية تاريخية مع الحفاظ على جاذبية السرد القصصي.
يبرر شوت هذا الأسلوب برغبته في جعل التاريخ الحيوي أكثر حيوية وجذبًا للقارئ العادي، كما أنه يوضح بشكل صريح عندما تكون بعض الأحداث من نسج خياله، مما يحافظ على الشفافية الأكاديمية.
هذا المزج بين السرد القصصي والعرض التاريخي الواقعي يمنح القارئ تجربة قراءة فريدة، تتيح له استيعاب المعلومات التاريخية بشكل أكثر عمقًا وسهولة.
النطاق الجغرافي والزمني الواسع
يمتد النطاق التاريخي للكتاب من حوالي 14,000 سنة قبل الميلاد حتى الوقت الحاضر، تغطي تطور الممارسات البيطرية عبر الحضارات الإنسانية المتعاقبة.
جغرافيًا، يتنقل الكتاب بين العديد من المناطق والحضارات يحتوي بريطانيا والهند وأوروبا والصين وكندا والولايات المتحدة ومناطق أخرى، مما يمنح القارئ نظرة شاملة على التطورات المتوازية أحيانًا والمختلفة أحيانًا أخرى في شتى أنحاء العالم.
الأسلوب الكتابي واللغة
يتميز أسلوب شوت الكتابي بالسهولة والوضوح، مع جرعة من الفكاهة والدعابة التي تجعل الموضوعات التاريخية والعلمية أكثر متعة وتشويقًا.
يستخدم لغة محادثة مباشرة تخاطب القارئ بشكل شخصي، مما يخلق شعورًا بالألفة والحميمية في عملية القراءة. هذا الأسلوب الجذاب كان أحد أبرز نقاط القوة التي أشاد بها العديد من النقاد والقراء، حيث يجعل المعلومات التاريخية والعلمية متاحة لفئة أوسع من القراء غير المتخصصين.
المحتوى التاريخي والتطور الزمني
العصور القديمة وما قبل التاريخ
يبدأ الكتاب رحلته التاريخية من عصور ما قبل التاريخ، حيث يشير إلى أدلة أثرية على رعاية الحيوانات تعود إلى حوالي 14,000 سنة قبل الميلاد، بما في ذلك اكتشاف عظام كلب مدفون مع عظام بشرية وأظهرت علامات علاج من مرضالديستمبر.
يوضح شوت أن الدوافع لعلاج الحيوانات في هذه العصور كانت مزيجًا من الاعتبارات العملية والعاطفية والروحية.
في العصور القديمة، يسلط الكتاب الضوء على الممارسات البيطرية في الحضارات المبكرة مثل:
الحضارة الصينية: حيث كانتالوخز بالإبر والعلاجات العشبية تستخدم للحيوانات منذ حوالي 2000 سنة قبل الميلاد.
الحضارة المصرية القديمة: كما يتجلى في برديات كاهون (حوالي 1900 قبل الميلاد) التي سجلت علاجات للماشية والكلاب والقطط والطيور والأسماك.
الحضارة الهندية القديمة: حيث تم تأليف نص هاستيافيدا (حوالي 1800 قبل الميلاد) الذي وصف أمراض الفيلة وعلاجاتها.
الإمبراطورية الرومانية: حيث قدم فيجيتيوس علاجات للخيول العرجاء في أواخر القرن الرابع الميلادي.
العصور الوسطى والعلاجات التقليدية
يصف الكتاب العصور الوسطى في أوروبا كفترة سيطر فيها مزيج من الخرافات والتقاليد والعلاجات القائمة على الملاحظات السطحية. كان "معالجو الحيوانات" في هذه الفترة يستخدمون مجموعة واسعة من العلاجات التي تتراوح بين المفيد والغريب والضار، يتضمن:
الأعشاب الطبية والمياه المقدسة والعزائم السحرية
العلامات والتعويذات والعملات السحرية
العلاجات الغريبة مثل الضفادع الحية التي تدفع إلى الحلق والقطط الحية التي تفرك على الظهر
العلاجات القائمة على المعتقدات الخارقة مثل علاجات النفاخ في الماشية الناتج عن "الجن"
كان هؤلاء الممارسون معروفين بتخصصاتهم التي تضيف كلمة "ليتش" (طبيب) بعد اسم الحيوان، مثل "طبيب الخيول" (horse-leech) و"طبيب البقر" (cow-leech) و"طبيب الكلاب" (dog-leech). يشير شوت إلى أن أحد الكتب الطبية في تلك الفترة، "ليتشبوك"، حتي قدم علاجًا للنفاخ في الماشية سببه "الجن".
عصر التنوير والتأسيس العلمي
يشكل القرن الثامن عشر نقطة تحول مهم في تاريخ الطب البيطري، مع ظهور المنهج العلمي التجريبي والتأسيس الأكاديمي للمهنة. يبرز الكتاب دور كلود بورجلات (1712-1779) الذي يعتبر "أب الطب البيطري"، حيث أسس أول مدرستين بيطريتين في العالم في ليون فرنسا، مما مهّد الطريق لإنشاء كليات بيطرية في جميع أنحاء أوروبا.
من الشخصيات البارزة الأخرى في هذه الفترة:
جيمس كلارك: طبيب الخيول الاسكتلندي الذي ألف عدة أطروحات استخدمت ككتب مدرسية في أواخر القرن الثامن عشر.
يوهان كريستيان بوليكارب إركسيليبن: الذي أسس أول كلية بيطرية في ألمانيا عام 1770، وشدد على المبادئ العلمية والممارسة العملية للطلاب.
القرنان التاسع والعشرون: التخصص والتطور التقني
يشهد هذان القرنان تطورًا سريعًا في الطب البيطري، مع تحوله من التركيز على الحيوانات الاقتصادية إلى الحيوانات الأليفة أيضًا. من التطورات التقنية الهامة:
التخدير (1847) الذي جعل الجراحة أسهل وأقل إيلامًا
لقاح داء الكلب (1885) الذي حمى الكلاب من هذا المرض القاتل
المضادات الحيوية (1928) المستخدمة لعلاج الالتهابات
من الشخصيات البارزة في هذه الفترة ديلامير بلين الذي وصف نفسه بأنه "الأب الحقيقي لطب الكلاب"، حيث افتتح لاول مرة العيادات البيطرية للحيوانات الصغيرة في العالم.
القرن العشرون والأزمات والتحولات
يواجه الطب البيطري أحد أكبر تحدياته في القرن العشرين مع اختراع السيارات، حيث كان "طبيب الخيول" هو النموذج السائد للطبيب البيطري. مع تراجع استخدام الخيول، أغلقت بعض كليات الطب البيطري وتوقعت نهاية المهنة. لكن الأطباء البيطريين تحولوا إلى أطباء للحيوانات الأليفة، مع التركيز على الكلاب والقطط مع تضمين أنواع أخرى متنوعة.
أبرز الشخصيات التاريخية في الكتاب
الشخصيات التاريخية المبكرة
يعرض الكتاب مجموعة متنوعة من الشخصيات التاريخية التي ساهمت في تطور الطب البيطري، يحتوي علي :
بالاكابيا: الذي عالج الفيلة المقاتلة في الهند منذ nearly 3,000 سنة.
غاستون فيبوس: الذي كتب "كتاب الصيد" (Livre de chasse) في العصور الوسطى.
أنطوني فيتزهربرت: صاحب "كتاب تربية الحيوان" (Boke of Husbandry) في القرن السادس عشر، الذي أوصى باستخدام عشبة "فيتيرجراس" لعلاج الأمراض التنفسية المزمنة في الأبقار.
الشخصيات الحديثة والمؤثرة
يركز الكتاب على عدة شخصيات حديثة كان لها تأثير بارز في تشكيل المهنة:
ويليام موركروفت: مؤسس أول مستشفى للخيول في لندن، والذي سافر حول العالم بحثًا عن خيول للتكاثر لسلاح الفرسان التابع للشركة البريطانية East India.
بيير فيكتور جالتير: الطبيب البيطري الفرنسي الذي رائد لقاح داء الكلب باستخدام الأغنام في 1881 قبل أن يختبره لويس باستور على البشر.
هاري كولبورن: الطبيب البيطري الكندي الذي تبنى الدبة "ويني" في طريقه إلى الجبهة الغربية في 1914، والتي أصبحت لاحقًا مصدر إلهام لشخصية "ويني الدبدوب".
لويس كاموتي: أول طبيب بيطري يتخصص في علاج القطط في 1933 في مانهاتن، وكان يزور منازل العملاء لعلاج قططهم.
الدكتورة بيل بروس ريد (مواليد 1883): الأسترالية التي أصبحت اول امرأة في العالم تسجل رسميًا كطبيبة بيطيرة.
كونتيسا ماريا هيلين فون مالتزان (مواليد 1909): الطبيبة البيطيرة البولندية التي ساعدت في تهريب اليهود خارج ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
الدكتورة غلاديس كاليما-زيكوسوكا (مواليد 1970): الطبيبة البيطيرة الأفريقية المتخصصة في الحياة البرية التي تعالج الغوريلا.
الشخصيات الرمزية والمشهورة
يخصص الكتاب أيضًا مساحة للشخصيات الرمزية التي أصبحت رموزًا في الثقافة الشعبية:
ألف وايت (المعروف باسم جيمس هيريوت): صاحب سلسلة كتب "كل المخلوقات العظيمة والصغيرة" والمسلسل التلفزيوني علي اساسه.
الفرس إكلبس: حصان السباق في القرن الثامن عشر الذي كان محبوبًا جدًا من قبل الجمهور البريطاني لدرجة أنهم دخلوا في حداد عند وفاته في 1789، مما أثار الطلب على التعليم البيطري الرسمي.
جدول يلخص أبرز الشخصيات في الكتاب حسب الحقبة الزمنية
الحقبة التاريخية | أبرز الشخصيات | الإسهام الرئيسي |
---|---|---|
العصور القديمة | بالاكابيا | علاج الفيلة المقاتلة في الهند |
العصور القديمة | فيجيتيوس | علاج الخيول العرجاء في الإمبراطورية الرومانية |
العصور الوسطى | غاستون فيبوس | تأليف "كتاب الصيد" |
القرن الثامن عشر | كلود بورجلات | تأسيس أول مدرستين بيطريتين |
القرن الثامن عشر | جيمس كلارك | تأليف أطروحات أصبحت كتبًا مدرسية |
القرن التاسع عشر | ديلامير بلين | تأسيس عيادات الحيوانات الصغيرة |
القرن التاسع عشر | بيير فيكتور جالتير | تطوير لقاح داء الكلب |
القرن العشرون | لويس كاموتي | التخصص في علاج القطط |
القرن العشرون | بيل بروس ريد | أول طبيبة بيطيرة مسجلة |
القرن العشرون | ألف وايت (جيمس هيريوت) | نشر ثقافة الطب البيطري through الكتابة |
التقييم والنقد
نقاط القوة
يتمتع الكتاب بعدة مزايا جعلته يحصل على تقييمات إيجابية من القراء والنقاد:
الأسلوب الجذاب والسهل: أشاد العديد من القراء بأسلوب شوت السلس والممتع، الذي يجمع بين السرد القصصي والدقة التاريخية، مع لغة محادثة تجعل المعلومات المعقدة في متناول القارئ العادي.
النطاق الواسع والتنوع الجغرافي: يغطي الكتاب نطاقًا تاريخيًا وجغرافيًا واسعًا، مما يمنح القارئ نظرة شاملة على التطورات العالمية في مجال الطب البيطري.
الموازنة بين الحقائق التاريخية والسرد القصصي: رغم الانتقادات الموجهة لاستخدام القصص الخيالية، إلا أن many يقدرون طريقة شوت في جعل التاريخ حيويًا وجذابًا من خلال هذه القصص.
الجرعة الفكاهية المناسبة: يستخدم شوت الفكاهة والدعابة بشكل مناسب لتخفيف حدة بعض الموضوعات الصعبة، وجعل تجربة القراءة أكثر متعة.
الاهتمام بالتفاصيل الغريبة والطريفة: يمتلئ الكتاب بالعديد من الحقائق التاريخية الغريبة والطريفة التي تثري المحتوى وتجذب اهتمام القارئ.
نقاط الضعف
رغم الإشادة العامة، إلا أن هناك بعض نقاط الضعف التي أشار إليها النقاد والقراء:
الانتقال بين الفترات الزمنية: بعض الأقسام تقفز بين الأزمنة والأماكن، مما يجعل من الصعب متابعة السرد التاريخي المتسلسل.
التركيز غير المتوازن على بعض الشخصيات: في بعض الفصول، يكون التركيز على الشخصية الرئيسية محدودًا، ثم ينتقل إلى الحديث عن شخصيات أخرى ذات صلة.
الخلط بين الواقع والخيال: يرى بعض القراء أن المزج بين القصص الخيالية والحقائق التاريخية within نفس الفصل قد يكون مربكًا، وكانوا يفضلون فصل القصص الخيالية عن الحقائق التاريخية.
عدم وجود تسلسل زمني واضح: بسبب طبيعة الكتاب القائمة على التركيز على شخصيات منفصلة، يفقد القارئ أحيانًا الإحساس بالتسلسل الزمني للتطور التاريخي.
الخاتمة والتأثير
"Heal the Beasts" ليس مجرد سرد تاريخي، بل هو احتفاء بالعلاقة بين الإنسان والحيوان وتطور هذه العلاقة عبر العصور. يبرز الكتاب كيف تطورت النظرة الي الحيوان من مجرد كائن نفعي إلى كائن يستحق الرعاية والعناية بحد ذاتها، وكيف تطورت الممارسات البيطرية من طقوس خرافية إلى علم دقيق.
يقدم الكتاب أيضًا نظرة ثاقبة على التحديات التي واجهت المهنة عبر التاريخ، يتضمن معارضة الكنيسة في العصور الوسطى لدراسة أمراض الحيوانات وتشريحها، وأزمة المهنة مع ظهور السيارات، وكيف استطاع الأطباء البيطريون تجاوز هذه التحديات والتكيف مع المتغيرات.
بشكل عام، يمثل "Heal the Beasts" إضافة قيمة للمكتبة الإنجليزية في تاريخ العلوم والطب، ويقدم نموذجًا لكيفية تقديم المعلومات التاريخية والعلمية بشكل جذاب وممتع للقارئ العام بدون التضحية بالدقة الأكاديمية.
الكتاب موصى به لمحبي الحيوانات، والمهتمين بتاريخ العلوم والطب،المهتمين بالتاريخ الاجتماعي والثقافي للعلاقة بين الإنسان والحيوان.
من خلال هذا العمل، يؤكد فيليب شوت مكانته كواحد من الأصوات المهمة في مجال الكتابة عن الطب البيطري وتاريخه، متممًا مسيرته في الكتابة التي بدأها بكتابه الأسبق "الطبيب البيطري بالمصادفة" (The Accidental Veterinarian) وسلسلة قصص الدكتور بانرمان الغامضة
0 تعليقات