The Hiroshima Men: The Birth of the Atomic Bomb and the Dawning of the Age of Mutually Assured Destruction
"رجال هيروشيما" لإيان ماكغريغور: ولادة القنبلة الذرية وفجر عصر التدمير المؤكد المتبادل
لمحة عامة
صدر كتاب "The Hiroshima Men: The Birth of the Atomic Bomb and the Dawning of the Age of Mutually Assured Destruction" للمؤرخ إيان ماكغريغور في عام 2025 بمناسبة الذكرى الثمانين لهجوم هيروشيما النووي.
يُقدم الكتاب سرداً تاريخياً شاملاً وطموحاً لمسيرة تطوير القنبلة الذرية والقرار المصيري باستخدامها، من خلال تتبع تجارب شخصيات محورية ارتبطت بهذا الحدث التاريخي الفاصل.
يبلغ حجم الكتاب حوالي 450 صفحة، مستنداً إلى أبحاث جديدة ومقابلات مع شهود عيان، مما يجعله واحداً من أكثر الروايات اكتمالاً حول هذا الموضوع.
يتميز العمل بسرده التشويقي الذي يجمع بين دقة البحث التاريخي وتقنيات السرد القصصي الجذاب، حيث يقود القارئ عبر مسارح الحرب العالمية الثانية المختلفة من أوروبا إلى المحيط الهادئ.
الشخصيات المحورية في الكتاب
يعتمد ماكغريغور نهجاً فريداً في سرد الأحداث من خلال عيون أربع شخصيات رئيسية، مما يضفي بعداً إنسانياً عميقاً على القصة:
1. الجنرال ليزلي غروفز: القائد العسكري لمشروع مانهاتن
قاد غروفز المشروع السري الضخم لتصنيع القنبلة الذرية، وتميز بإدارته الحازمة والقدرة على تخطي العقبات البيروقراطية والتقنية الهائلة.
يُبرز الكتاب دوره المحوري في التنسيق بين العناصر العلمية والعسكرية المختلفة لتحقيق الهدف في وقت قياسي.
2. الكولونيل بول تيبيتس الثاني: طيار قاذفة إينولا غاي
قاد تيبيتس الطائرة B-29 التي أسقطت القنبلة على هيروشيما. يتتبع الكتاب مسيرته منذ ولعه بالطيران في سن مبكرة، ودوره في تشكيل وتدريب السرب الخاص 509 الذي كُلف بالمهمة السرية. سمى طائرته "إينولا غاي" تكريماً لوالدته.
3. سينكيتشي أوايا: عمدة هيروشيما
تمثل قصة العمدة أوايا إضافة نوعية فريدة للكتاب، كونها "قصة ملحوظة ضاعت في الأرشيف" حسبما وصفها ماكغريغور.
استند المؤلف في سرد حياة أوايا إلى وثائقه الشخصية التي عثر عليها في المكتبة الوطنية في طوكيو، والتي كانت مخزنة هناك في غموض منذ عام 1965. قُتل أوايا مع ثمانين ألفاً من مواطنيه في القصف.
4. جون هيرسي: الصحفي الحائز على جائزة بوليتزر
كان هيرسي مراسلاً عمره 32 عاماً عاد من اليابان في عام 1946 بتقرير تاريخي لمجلة النيويوركر كشف النقاب عن التداعيات البشرية المروعة للقنبلة التي لم تكن الجماهير الأمريكية على علم بها.
سلط تقريره الضوء على معاناة الناجين من الآثار اللاحقة للإشعاع على المدى الطويل، متحدياً الرواية الرسمية للحكومة الأمريكية.
الشخصيات المحورية في كتاب "The Hiroshima Men"
الشخصية | الدور | الأهمية في السرد التاريخي |
---|---|---|
الجنرال ليزلي غروفز | القائد العسكري لمشروع مانهاتن | تجسيد الجانب التنظيمي والعسكري للمشروع النووي |
الكولونيل بول تيبيتس | طيار قاذفة إينولا غاي | تمثيل الجانب البشري للتنفيذ العملياتي للهجوم |
سينكيتشي أوايا | عمدة هيروشيما | إضافة المنظور الياباني ووجهة نظر الضحايا |
جون هيرسي | صحفي وكاتب | كشف الحقائق الإنسانية وتداعيات ما بعد التفجير |
السرد التاريخي والأحداث الرئيسية
السباق نحو الامتلاك النووي
يتبع الكتاب المسار الزمني الطويل الذي امتد لعقد من الزمن نحو الهجوم الذري الأول، بدءاً من السباق المحموم للحصول على التكنولوجيا النووية قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية.
ينتقل السرد بين المختبرات العلمية في بيركلي، والمقرات الحكومية في البيت الأبيض، وموقع اختبار ترينيتي في صحراء نيومكسيكو.
الحرب في المحيط الهادئ والخلفية الاستراتيجية
يضع ماكغريغور تطوير القنبلة واستخدامها في سياقها الاستراتيجي الأوسع، متتبعاً الحملة الدموية في المحيط الهادئ، بما في ذلك معارك إيو جيما وأوكيناوا الوحشية.
يُعد هذا السياق بالغ الأهمية لفهم وجهة نظر الحلفاء، وخاصةً التكاليف المتوقعة لعملية السقوط، وهي الغزو المخطط لليابان والذي كان من المتوقع أن يُسفر عن خسائر فادحة في صفوف الحلفاء واليابانيين..
مؤتمر بوتسدام والقرار النووي
يغطي الكتاب مؤتمر بوتسدام (يوليو-أغسطس 1945) الذي اجتمع فيه ترومان وتشرشل وستالين لوضع شروط إنهاء الحرب مع اليابان، التي تمحورت حول قبول الاستسلام غير المشروط. جاء إعلان بوتسدام الذي حذر اليابان من "الدمار الفوري والمطلق" بعد يوم واحد من تفجير أول قنبلة نووية في نيو مكسيكو في 16 يوليو 1945، مما أظهر قوة تدميرية لم يسبق لها مثيل.
الهجوم وتبعاته المباشرة
يقدم الكتاب وصفاً مفصلاً ومروعاً للدمار الذي حل بهيروشيما في الساعة 8:15 من صباح يوم 6 أغسطس 1945.
تسببت القنبلة، التي أطلق عليها اسم "ليتل بوي"، في تدمير 5 أميال مربعة من مركز المدينة وتسبب في مقتل حوالي 120,000 شخص خلال الأيام الأربعة الأولى بعد الانفجار. تلا ذلك الهجوم على ناغازاكي بعد ثلاثة أيام في 9 أغسطس.
الزوايا المتعددة والمنظور الياباني
يتميز كتاب ماكغريغور بتضمينه المنظورات اليابانية التي غالباً ما تكون غائبة في الروايات الغربية، مما يضيف توازناً مهماً للقصة.
من خلال قصة العمدة أوايا، يقدم الكتاب لمحة عن الحياة العادية في هيروشيما قبل الهجوم - حيث كان السكان يذهبون إلى المدارس ويعملون ويلعبون حياتهم اليومية في صباح يوم 6 أغسطس.
يسلط القسم الخاص بالصحفي جون هيرسي الضوء على كيفية كشف التداعيات البشرية الكاملة للقصف للجمهور الغربي، خاصة الآثار المرعبة للتسمم الإشعاعي التي استمرت في حصد الأرواح بعد فترة طويلة من الانفجار الأولي.
هذا الجانب يتحدى الرواية الرسمية ويساهم في فهم أكثر اكتمالاً للحدث.
الأسلوب الأدبي والمنهج التاريخي
يُوصف أسلوب ماكغريغور في الكتاب بأنه سردي تشويقي يقرأ أحياناً مثل رواية تشويق حربية لـتوم كلانسي أو روبرت لودlum. ومع ذلك، فإنه يحافظ في الوقت نفسه على العمق العاطفي لتقرير هيرسي الأصلي عن هيروشيما.
يعتمد الكتاب على بحث شامل في الأرشيف الوطني في كل من الولايات المتحدة واليابان،بما في ذلك الوثائق التي تم التغاضي عنها سابقًا مثل أوراق رئيس البلدية أوايا .
هذا المنهج يمكن المؤلف من سرد قصة متعددة الأوجه تربط بين التجارب الشخصية والأحداث العالمية الكبرى.
الاستقبال النقدي والتقييمات
تلقى الكتاب تقييمات إيجابية من عدة جهات، حيث أشاد النقاد بـ:
شموليته: يقدم رواية متكاملة لكل جوانب الحدث من التطوير إلى التداعيات.
التوازن: يحاول فهم جميع الأطراف المشاركة في هذا الحدث، أمريكيين ويابانيين على حد سواء.
العمق الإنساني: يجعل القصة أكثر إنسانية في مواجهة طبيعة السلاح اللا إنسانية.
وصفته Los Angeles Times بأنه "تذكير قوي بالتكاليف البشرية البالغة التي أحدثها أول سلاح نووي مستخدم في الحرب".
بينما أشاد Wall Street Journal بقدرة ماكغريغور على جعل القصة أكثر إنسانية من خلال التعمق في التفاصيل الشخصية وذكريات جيل شارك في هذه الأحداث.
تداعيات تاريخية وأخلاقية مستمرة
يختتم ماكغريغور كتابه بدعوة القراء إلى التفكير في التكاليف العميقة للحدث والحكم بأنفسهم على ما إذا كان مبرراً.
يعيد الكتاب إلى الأذهان أن القنبلة الذرية، رغم فظاعتها، أطلقت عصراً جديداً من العلاقات الدولية تحكمه عقيدة التدمير المؤكد المتبادل (MAD) التي لا تزال تهدد العالم حتى يومنا هذا.
يقدم "The Hiroshima Men" مساهمة قيمة في الأدب التاريخي حول هذا الموضوع من خلال جمعه بين الدقة التاريخية والسرد القصصي الجذاب، وإبرازه للجوانب البشرية للقصة من جميع الأطراف، والكشف عن وثائق وأرشيفات جديدة تضيف أبعاداً غير معروفة سابقا في سجلات التاريخ.
0 تعليقات