طبقات - قصص من الزمن العميق

طبقات - قصص من الزمن العميق

 

Strata: Stories from Deep Time للورا بوبيك

 رحلة عبر الزمن العميق

"الطبقات الصخرية هي، بطرق معينة، رسائل حب تركها كوكب الأرض العجوز وراءه"

بهذه العبارة الشعرية تضع الكاتبة والعالمة الصحفية Laura Poppick القارئ في صلب رحلتها الاستثنائية عبر التاريخ الجيولوجي للأرض في كتابها "Strata: Stories from Deep Time" (طبقات: قصص من الزمن العميق). هذا الكتاب، الذي صدر في 15 يوليو 2025 عن دار دبليو. دبليو. نورتون

 يمثل عملاً مبتكراً يجمع بين الدقة العلمية والأسلوب الأدبي الآسر، مقدماً للقارئ العادي نظرة ثاقبة على كيفية قراءة القصة الملحمية لكوكبنا من خلال الصخور التي نسير عليها كل يوم.

الكتاب، الذي يقع في 288 صفحة، هو محاولة طموحة لفهم التحولات العالمية العميقة التي شكلت الأرض وجعلت حياتنا ممكنة، من خلال فحص الطبقات الصخرية (الستراتا) التي حفظت تاريخ الكوكب على مدى 4.54 مليار سنة

تنتقل بوبيك بين المواقع الجيولوجية حول العالم، من مناجم مينيسوتا العميقة إلى الزاوية النائية من الأراضي النائية الأسترالية، مقدمةً القراء للعلماء الذين كرسوا حياتهم لفك شفور هذه القصص القديمة.

ما يميز هذا الكتاب هو تركيزه على فكرة أن فهم الماضي السحيق للأرض لا يمنحنا المعرفة فحسب، بل يمنحنا أيضاً منظوراً مهماً للتحديات البيئية الحالية، وخصوصاً التغير المناخي. 

كما تلخص إليزابيث كولبرت، الحائزة على جائزة بوليتزر، فإن بوبيك "تقدم لنا مجموعة من الشخصيات تعمل على كشف طبقات تاريخ الأرض. خيوط من المذكرات والشعر تذكرنا بأن عمل الجيولوجيا خالد، لكنه يحدث على المقاييس الزمنية الشخصية".

الفكرة المركزية والهيكل العام للكتاب

يدور الكتاب حول فكرة أساسية مفادها أن قصة الأرض هي قصة تغيير، وأن هذه القصة مسجلة بتفاصيل مذهلة في الطبقات الرسوبية للصخور. من خلال علم "الطبقات" (Stratigraphy)، أي علم تفسير ترتيب وطبيعة هذه الطبقات، يمكننا فك شفرة الأحداث الجيولوجية الهائلة التي حدثت على مدى مليارات السنين.

بدلاً من سرد تاريخ الأرض بشكل خطي، يختار الكتاب التركيز على أربع لحظات تحول عالمية كانت محورية في تشكيل الكوكب كما نعرفه اليوم:

  1. الهواء (Air): تراكم الأكسجين الأول في الغلاف الجوي (ما يعرف بـ "حدث الأكسدة العظيم").

  2. الجليد (Ice): التجمد العميق خلال فترة "كرة الأرض الثلجية" (Snowball Earth).

  3. الطين (Mud): ظهور الطين على اليابسة وانتشار النباتات المصاحب له.

  4. الحرارة (Heat): حقبة الديناصورات على كوكب شديد الحرارة.

لكل من هذه اللحظات، لا تقدم بوبيك الحقائق العلمية الجافة فحسب، بل ترافق الباحثين الميدانيين في رحلاتهم لاكتشاف هذه الأسرار، وتزور المواقع حيث تكون القصص المدونة في الصخور مرئية للعيان، من نيوفاوندلاند في كندا إلى الآفاق الجيولوجية في أستراليا.

 هذا الأسلوب السردي، الذي يشبه أعمال جون مكبى (John McPhee) وإليزابيث كولبرت، يجعل العلم قابلاً للاستيعاب ومليئاً بالحيوية.

 المحطات الأربع الرئيسية التي يركز عليها الكتاب:

الفصل/المحطةالزمن الجيولوجي (تقريبي)التحول الرئيسيالأهمية
الهواء (حدث الأكسدة العظيم)2.4 مليار سنة مضتتراكم الأكسجين الحر في الغلاف الجويجعل الحياة متعددة الخلايا ممكنة، مما أدى إلى تعقيد بيولوجي متزايد.
الجليد (كرة الأرض الثلجية)720 - 635 مليون سنة مضتتجمد الكوكب بالكامل تقريباًربما حفز انفجاراً وتنوعاً في أشكال الحياة بعد ذوبان الجليد.
الطين (صعود الطين)458 مليون سنة مضتظهور الطين على اليابسة وانتشار النباتاتأعاد تشكيل القارات ووضع الأساس للنظم البيئية الأرضية.
الحرارة (عصر الديناصورات)252 مليون سنة مضتهيمنة الديناصورات في مناخ دفيءيقدم دراسة حالة حول كيفية استجابة الكوكب لمستويات عالية من ثاني أكسيد الكربون.

 الهواء وحدث الأكسدة العظيم

الكارثة التي مهدت الطريق للحياة

يبدأ الكتاب رحلته بأحد أقدم التحولات وأكثرها جوهرية: ظهور الأكسجين في الغلاف الجوي. تشرح بوبيك مفارقة مذهلة: على الرغم من أن الأكسجين هو "أهم غاز لبقائنا"، إلا أنه لم يكن موجوداً كغاز حر في الغلاف الجوي للأرض في بدايتها

في الواقع، لو مددت ذراعيك وتخيلت أن الخط الزمني لتاريخ الأرض البالغ 4.54 مليار سنة يمتد من طرف يدك اليمنى إلى اليسرى، فإن وصول الأكسجين كغاز يقع حول قلبك، منذ حوالي 2.4 مليار سنة فقط.

كان وصول الأكسجين أشبه بكابوس للكائنات الحية التي سادت في ذلك الوقت. 

بسبب طبيعته الكيميائية شديدة التفاعل، قام الأكسجين بإفساد الخلايا الميكروبية وإتلاف آلياتها، وجعل الزرنيخ أكثر ذوباناً، ونشر سموم بيروكسيد الهيدروجين في الحمض النووي. تشير بوبيك إلى أن هذا الغاز ربما تسبب في واحد من أسوأ حالات الانقراض الجماعي في تاريخ الأرض بأكمله – وهو ما يسمى أحياناً بـ "كارثة الأكسجين".

كيفية قراءة القصة في الصخور

تستعرض الكاتبة الرحلة العلمية لاكتشاف هذه القصة القديمة، بدءاً من معضلة داروين حول عدم وجود حفريات في أقدم الصخور.

 ثم تنتقل إلى اللحظة المحورية في عام 1953، عندما لاحظ الجيولوجي ستانلي تايلر (Stanley Tyler) صخرة ذات "لون أسود قاتم مدهش" على شاطئ بحيرة سوبيريور في كندا. 

كان هذا الحجر من صخور "الالصوان" (Chert)، وعندما وضعه تحت المجهر، رأى أشكالاً تشبه القضبان والكرات والتعرجات – وهي أحافير ميكروبية من حقبة كان يُعتقد سابقاً أنها خالية من الحياة.

هذا الاكتشاف، المعروف باسم "Gunflint Chert"، قام "بتربيع طول السجل الأحفوري" وساعد في حل معضلة داروين، مما أظهر أن الحياة كانت موجودة ولكن في شكل ميكروبي لا يترك أحافير واضحة بسهولة.

 كانت هذه الميكروبات، وتحديداً السيانوبكتيريا، هي "أعظم المهندسين البيئيين في تاريخ الكوكب"، حيث بدأت في استخدام الطاقة الشمسية لتحويل ضوء الشمس إلى سكر، مطلقة الأكسجين كمنتج ثانوي في عملية التمثيل الضوئي.

 ببطء، وعلى مدى مليارات السنين، غيرت هذه الكائنات الصغيرة "التكوين الكيميائي للأرض من قاع البحر إلى الستراتوسفير"، مما مهد الطريق حرفياً لكل أشكال الحياة المعقدة التي تلت.

 الجليد وكرة الأرض الثلجية

الكوكب المتجمد

تنتقل بوبيك بعد ذلك إلى فترة مروعة أخرى من تاريخ الأرض، وهي العصور الجليدية المعروفة باسم "كرة الأرض الثلجية" (Snowball Earth)، التي حدثت فيما بين 717 و635 مليون سنة مضت

خلال هذه الفترة، يُعتقد أن الكوكب تجمد بالكامل تقريباً، من المناطق القطبية إلى خط الاستواء، محولاً الأرض إلى عالم جليدي قاحل.

ما يلفت الانتباه في سرد بوبيك هو قدرتها على ربط هذه الأحداث القديمة بالبحث العلمي الحديث. تسافر مع الجيولوجيين إلى مواقع مثل الزاوية النائية من الأراضي النائية الأسترالية، حيث الرواسب الجليدية من أبرد العصور على الأرض، لتفهم كيف يقرأ العلماء هذه الفترات من الطبقات الصخرية

تظهر مهارتها في التوضيح العلمي عندما تشرح كيف أن هذه الرواسب الجليدية، التي قد تبدو عادية للعين غير المدربة، تحتوي على أدلة فيزيائية وكيميائية تظهر "بالتفاصيل المذهلة كيف بدا الكوكب وشعر به في الوقت الذي تشكلت فيه الصخور".

الجليد كمحرك للتطور

على الرغم من طابعها الكارثي، فإن فترة "كرة الأرض الثلجية" قد تكون قد لعبت دوراً حاسماً في تاريخ الحياة. 

تشير إحدى النظريات إلى أن هذا التجمد العالمي، يتبع بفترة ذوبان سريع، خلق ظروفاً مثالية لـ "انفجار وتنوع" الحياة. قد تكون الاضطرابات البيئية الهائلة قد حفزت تطور أشكال الحياة الأكثر تعقيداً التي ظهرت لاحقاً.

من خلال هذا القسم، تذكرنا بوبيك بأن الاضطرابات والاستقرار هما جزء من دورة طبيعية لكوكبنا. حتى أكثر الأحداث كارثية يمكن أن تفتح الباب لاحقاً لعوالم جديدة من الاحتمالات البيولوجية – وهي فكرة تقدم نوعاً من العزاء في مواجهة التغير البيئي الحالي.

 الطين وصعود اليابسة

ثورة الصلصال

القصة الثالثة التي ترويها بوبيك هي قصة هادئة ولكنها ثورية بنفس القدر: ظهور الطين على اليابسة.

 منذ حوالي 458 مليون سنة، مع تطور النباتات الأولى وانتشارها، بدأت اليابسة القاحلة في التحول. ساعدت جذور النباتات في تفتيت الصخور وإنشاء التربة، مما أدى إلى ظهور الطين الذي غير وجه القارات إلى الأبد.

هذا التحول لم يكن مجرد تغيير جمالي؛ لقد أعاد تشكيل الكوكب بشكل أساسي. ساعد الطين في تنظيم دورة المغذيات، وأثر على مناخ العالم، وخلق موطناً للحيوانات التي ستتبع النباتات في الخروج من البحر إلى اليابسة.

 كما تذكرنا بوبيك، فإن العالم الذي نعيش فيه اليوم، بأشجاره وعشبه، هو تطور حديث جداً في الخط الزمني الجيولوجي. لقد عاشت الأرض معظم تاريخها بدون نباتات على اليابسة، وكانت القارات عبارة عن مشاهد قاحلة من الصخور العارية.

النار كعنصر جديد على الكوكب

تكشف بوبيك عن رؤية رائعة أثناء بحثها في هذه الفترة: لقد كانت الأرض خالية من النار فعلياً لأكثر من 90% من تاريخها. لم يكن ذلك ممكناً حتى تراكم ما يكفي من الأكسجين في الغلاف الجوي لدعم الاحتراق، ونما ما يكفي من المواد القابلة للاشتعال (النباتات) على القارات لتغذية اللهب.

هذا الاكتشاف يغير بشكل أساسي طريقة نظرتنا إلى الكوكب. النار، التي تبدو عنصراً أساسياً في الطبيعة، هي في الواقع ظاهرة حديثة نسبياً في تاريخ الأرض.

 بمجرد أن أصبحت الظروف مناسبة للحرائق البرية، أصبح هذا العنصر الجديد مرتبطاً بشكل لا ينفصم بالمناخ العالمي ودورة الكربون.

 اليوم، يدرس العلماء مثل إيان جلاسبول (Ian Glasspool) السجل الصخري لفهم كيف أثرت فترات التغير المناخي القديمة على أنماط الحرائق البرية، على أمل تحسين التنبؤات بأنماط الحرائق المستقبلية في عالم يزداد دفئاً.

 الحرارة وعصر الديناصورات

الديناصورات في عالم دفيء

المحطة الرابعة والأخيرة التي يستكشفها الكتاب هي عصر الديناصورات خلال الحقبة الوسطى (Mesozoic Era)، منذ حوالي 252 مليون سنة. 

خلال هذه الفترة، سيطرت الديناصورات على كوكب كان في حالة "دفيئة" بسبب انفجارات بركانية ضخمة دفعت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الهواء إلى عدة أضعاف ما هي عليه اليوم.

ما يجعل هذا القسم مقنعاً بشكل خاص هو الطريقة التي تقدم بها بوبيك العلم الحالي حول الديناصورات.

 إنها لا تركز فقط على ما نعرفه عن تشريحها، ولكن أيضاً على الأسئلة التي لا تزال بدون إجابات حول الجانب "الاجتماعي" منها – كيف تصرفت وكيف ارتبطت ببعضها البعض. تقدم القراء للباحثين مثل "العالم الرائد في العالم في دراسة الستيغوصور" (stegosaur)، مما يضيف بُعداً إنسانياً للقصة.

دروس للمستقبل

يحاول هذا القسم رسم مقارنات بين مناخ الماضي الدافئ والاحترار الحالي الناجم عن انبعاثات البشر. ومع ذلك، تشير بوبيك بحكمة إلى حدود هذه المقارنة، حيث أن عصر الديناصورات كان أكثر حرارة بكثير من أي سيناريو واقعي للاحترار الحديث. بدلاً من تقديم أوجه تشابه مباشرة، يسلط القسم الضوء على كيفية استجابة نظام الأرض للتغيرات الكبيرة في تركيزات ثاني أكسيد الكربون على المدى الطويل.

النهاية المأساحية لعصر الديناصورات، بسبب اصطدام كويكب، تذكرنا أيضاً بمدى عشوائية وقابلية التأثر بتاريخ الحياة.

 تلاحظ بوبيك بشكل مؤثر أنه "إذا كان هذا الكويكب قد اصطدم بالأرض بعد بضع دقائق فقط في مياه أعمق بقليل، كان كل شيء يمكن أن يكون مختلفاً... لقد نشأنا من تلك الدمار".

 هذا الاحتمال العشوائي – هذه الصدفة الكونية – هي التي أتحت المجال لصعود الثدييات، وفي النهاية، البشر.

الأسلوب الأدبي والمنهجية

السرد العلمي المليء بالروح

ما يميز "Strata" هو أسلوب بوبيك السردي الذي يجمع بين الدقة العلمية والعاطفة الإنسانية. الكتاب مكتوب "بطريقة شعرية وعاطفية"، وهو "مليء بالروح" وفقاً لتقييم Publishers Weekly. هذا المزج بين الشخصي والعلمي هو ما يجعل الكتاب مقنعاً للغاية.

إحدى نقاط القوة في الكتاب هي كيفية "إضفاء الطابع الإنساني على الزمن العميق". من خلال تسليط الضوء على الباحثين الذين كرسوا حياتهم لفك رموز طبقات الأرض، تحول بوبيك العصور المجردة إلى مساعي قابلة للاستيعاب للمعرفة. تقوم بدمج "خيوط من المذكرات والشعر" في السرد، تذكيراً بأن "عمل الجيولوجيا خالد، لكنه يحدث على المقاييس الزمنية الشخصية".

التوازن بين الوضوح والتعقيد

يحافظ الكتاب على توازن دقيق بين جعل العلم في متناول القارئ العام دون التبسيط المفرط. يلاحظ أحد المراجعين في GoodReads أن الكتاب "قابل للقراءة، لكنك ربما تحتاج إلى رغبة قوية في القراءة عن الجيولوجيا والزمن العميق والطباقية"

بينما يصفه مراجع آخر بأنه "مليء بالمعلومات إلى حد ما"، إلا أنه يعترف بأنه قد لا يجذب أولئك الذين ليسوا مهتمين مسبقاً بالموضوع.

ينتقد مراجع New Scientist أحياناً الأسلوب "المجزأ" للكتاب، مما جعله أحياناً يفقد خيط القصة الرئيسي. ومع ذلك، فإن المراجعة نفسها تثني على الكتاب لنجاحه في "التقاط حجم القصة التي تحملها الصخور".

النقد والتقييم

نقاط القوة

  1. العمق والعاطفة: الكتاب "غني بالطبقات" و"نادر ومثير" في قدرته على الجمع بين العمق العلمي والتفكير التأملي، كما يشير إد يونغ، الحائز على جائزة بوليتزر.

  2. الوصول إلى البحث الحالي: تقدم بوبيك نظرة داخلية حية على كيفية عمل العلم في الوقت الفعلي، مع تقديم "نظرة مثيرة للإعجاب حول كيفية تشكل الأفكار العلمية وتطورها مع دخول بيانات جديدة".

  3. المنظور الإيكولوجي: ينجح الكتاب في تقديم "منظور الزمن العميق" الذي يمكن أن يغير كيفية رؤيتنا لأنفسنا ومكاننا في العالم.

نقاط الضعف المحتملة

  1. الكثافة المعلوماتية: قد يكون الكتاب "مكثفاً بالمعلومات" أكثر مما يتوقعه بعض القراء العاديين، مما يتطلب مستوى معين من الاهتمام والتركيز.

  2. عدم اليقين العلمي: نظراً لأن علم الأرض نفسه غير مكتمل، تترك بوبيك العديد من الأسئلة الكبيرة – مثل السبب الحقيقي لفترة "كرة الأرض الثلجية" – بدون إجابات مرضية، مما قد يترك بعض القراء في حيرة من أمرهم.

  3. المقارنات مع التغير الحالي: في بعض الأحيان، تكون مقارنات بوبيك بين التحولات القديمة والتغير الذي يسببه الإنسان اليوم "متعثرة"، حيث أن ظروف الماضي كانت في كثير من الأحيان أكثر تطرفاً من السيناريوهات الحالية.

 حكمة من الزمن العميق

"Strata: Stories from Deep Time" هو أكثر من مجرد كتاب عن الصخور؛ إنه تأمل عميق في تاريخ كوكبنا وموقعنا فيه. تختم لورا بوبيك بأن انغماسها في الزمن العميق قد منحها ليس فقط معرفة متزايدة، بل "حباً أعمق ولا يزال يتعمق للأرض بكل تعقيدها الطبقي".

الدرس الأساسي الذي تقدمه الطبقات هو أن النظم البيئية يمكنها التكيف مع التغيير عندما يكون المعدل بطيئاً.

 كما تقتبس بوبيك من جيولوجي: "لكن في اللحظة التي تبدأ فيها برفع المعدلات، هذا هو الوقت الذي نبدأ فيه رؤية حالات الانقراض". هذا هو الدرس الأكثر إلحاحاً لعصرنا الحالي من التغير البيئي السريع الذي يسببه الإنسان.

الكتاب هو دعوة للبطء، للنظر إلى الأسفل تحت أقدامنا، وقراءة القصص التي سجلتها الأرض في حجرها. إنه تذكير بأن "الأرض المحيطات والقارات والغلاف الجوي والحياة والجليد قد تآمروا دائماً لإحلال الاستقرار على الأرض"، حتى لو كنا قد بدأنا للتو في فهم كيف تتفاعل هذه الجوانب المختلفة

في النهاية، "Strata" هو دعوة للتواضع أمام ضخامة الزمن الجيولوجي، وللإعجاب بالصدفة الرائعة التي تسمح لنا، كبشر، بأن نكون هنا لنشهد ونتأمل هذه القصص القديمة

إرسال تعليق

0 تعليقات