الهؤلاء


 

 "الهؤلاء" لمجيد طوبيا

الفكرة الأساسية والأجواء العامة

  • السياق السياسي: تدور الرواية في مدينة خيالية تدعى "أيبوط"، تُجسِّد نظاماً شمولياً يراقب المواطنين ويقمع حرية الفكر، خاصة المثقفين. تعكس الأحداث واقع الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي، خاصة في مصر ما بعد نكسة 1967 .

  • الأسلوب الأدبي: تمزج الرواية بين الواقعية السحرية والفانتازيا والسخرية السوداء، وتُقدَّم عبر لغة رمزية بسيطة لكنها موحية، مع مشاهد تشبه السيناريو السينمائي .


الحبكة الرئيسية

  1. الحدث المحفِّز: يقرأ البطل (راوٍ بلا اسم) كتاباً يزعم أن الأرض تدور عكس اتجاه عقارب الساعة، فيتساءل: هل الأرض "تعاكس الزمن" أم أن الساعة صُمِّمت بطريقة شاذة؟ .

  2. المطاردة الأمنية: بسبب تساؤله، يُلاحَق من قِبَل "الهؤلاء" – وهم قوات أمن خيالية بعيون جاحظة قادرة على قراءة الأفكار – بتهمة "الإساءة لدولة أيبوط وحاكمها الديجم الأكبر" رغم عدم ارتكابه أي فعلٍ واضح .

  3. التحقيق مع "الرجل المضغوط": يُعتقل البطل ويواجه "الرجل المضغوط" (رمز للسلطة القمعية)، الذي يفتح مظروفاً يحتوي على صور خاصة للبطل وحبيبته كـ"أدلة"، ثم يُجبره على الطواف بين مخافر الشرطة لإثبات براءته .

  4. الرحلة اللامتناهية: يرافق البطلَ مندوبٌ أمني في رحلة عبر قطارات الدرجة العادية ومخافر متعددة (المخفر ٣، ٧، ٤٠...)، حيث يتعرض للإهانة وفحص الكلاب البوليسية. تظهر "براءته الجزئية" باستمرار، لكن الرحلة تستمر بلا نهاية واضحة .

  5. النهاية الرمزية: ينتهي الطواف عند "مخفر الرمال" في الصحراء، حيث يُخبر المندوب البطلَ أن الأحجار المحيطة به هي شواهد قبور من سبقوه ممن "فضّلوا البقاء هنا على العودة" .


الشخصيات الرئيسية

  • البطل الراوي: مثقف وديـع يواجه نظاماً قمعياً لمجرد طرحه سؤالاً فلسفياً، يُجسِّد معاناة المبدعين تحت القمع .

  • "الهؤلاء": قوات أمن متخفية في هيئات مدنية (ككاتب نصف مشهور، رجل مضغوط، مندوبون)، تُرمز بهم إلى أجهزة الرقابة والتجسس في الدولة البوليسية .

  • حبيبة البطل: تظهر كصورة في المظروف، ثم تُشاهَد لاحقاً في القطار وقد فقدت جمالها، ما يُلمِّح إلى تدمير النظام لكل جميل .


الرموز والدلالات

  • عقارب الساعة: تمثل الصراع بين الحقيقة والسلطة؛ فالساعة (الاختراع البشري) تُفرَض كحقيقة مطلقة رغم تعارضها مع حركة الأرض (الطبيعة) .

  • المخافر: ترمز لـآلة القمع اللامتناهية، وتُظهر كيف تُبنى المدن الحديثة حول مراكز الأبدان لا منابع الحياة .

  • القطارات: تجسيد لـرحلة العذاب التي لا تنتهي، حيث يلتقي البطل بأشخاصٍ مثله يُطارَدون بتهم افتراضية .


السياق التاريخي والأدبي

  • كُتِبت الرواية عام 1973 كردٍّ غير مباشر على القمع السياسي في مصر بعد نكسة 1967، حيث لجأ كتّاب الستينيات (مثل طوبيا والغيطاني) للرمزية لتجنب الرقابة .

  • تُعدّ "الهؤلاء" من أبرز أعمال طوبيا التي تُعرض مأزق المثقف تحت الحكم الاستبدادي، وقد قارنها النقّاء بأعمال ماركيز بسبب استخدامها الفانتازيا الساخرة .


جماليات الرواية

  • البنية الفنية: قُسِّمت إلى 7 فصول بعناوين ساخرة (مثل "آلة الزمن الموسيقية"، "نظرية جديدة في نشوء المدن") .

  • التقنيات السردية: مزجت بين ضميري المتكلم والغائب، مع تداخل الواقعي بالحلم (كاستحضار البطل لحبيبته كخيال) .

  • الإيجاز المكثف: رغم حجمها الصغير (85–143 صفحة)، تطرح إشكاليات وجودية كبرى حول الحرية والعبثية .

"الهؤلاء ليست مجرد رواية، بل صرخة في وجه التسلط واللاإنسانية

إرسال تعليق

0 تعليقات