من أدبنا المعاصر

 


 "من أدبنا المعاصر" لطه حسين

 الكتاب

  • تاريخ النشر والإصدارات: صدر الكتاب لأول مرة عام 1958، ثم أعيدت طباعته عام 2013 بواسطة مؤسسة هنداوي في القاهرة. وهو عبارة عن مجموعة مقالات نقدية كُتبت أصلاً في جريدة "الجمهورية"، تجمع بين التحليل الأدبي والرؤية التنويرية .

  • الهدف الرئيسي: تقييم الحركة الأدبية العربية المعاصرة في منتصف القرن العشرين، مع التركيز على قضايا التجديد، والالتزام بالواقعية، ودور اللغة في التعبير الأدبي .


المحتوى الرئيسي: تحليل الأعمال الأدبية

يقدم طه حسين في الكتاب دراسات نقدية مفصلة لأبرز أعمال معاصريه، منها:

  1. محمد حسين هيكل - "هكذا خُلقت":

    • أشاد بطريقة هيكل في الجمع بين العاطفة والعقل، مع إبراز سلاسة اللغة وبُعدها عن التكلف. وصف تحليله بأنه "يُحوّل الكلمات إلى صور سينمائية حية" .

  2. نجيب محفوظ - "بين القصرين":

    • أكد أن محفوظ "فقيهٌ بالنفس البشرية"، مشيداً بدقته في تصوير الواقع المصري بلغة فصيحة تصل للعامة دون ابتذال، مما يثبت إمكانية الجمع بين الأصالة والوضوح .

  3. عبدالله الفيصل - ديوان "وحي الحرمان":

    • انتقد بساطة الألفاظ وقربها من العامية، معترفاً بنبوغ الشاعر لكنه رأى أن القصائد تفتقر إلى العمق الفني .

  4. ثروت أباظة - "هارب من الأيام":

    • وجه له لوماً لابتعاده عن الواقعية، ونصحه بمحاكة البيئة المحيطة لجذب القارئ وتوصيل الأفكار بشكل مؤثر .


القضايا النقدية الأساسية في الكتاب

القضية النقديةموقف طه حسينالأدلة من الكتاب
التجديد في الشعرهجوم على "الشعراء المجددين"اتهامهم باستخدام لغة "بسيطة قريبة من العامية" تسبب تراجعاً فنياً، مقابل الإشادة بحافظ إبراهيم وأحمد شوقي .
الواقعية كمذهب أدبيدعوة ملحة للالتزام بهارأى أن وصف الواقع اليومي للعامة والخاصة هو الطريق لحل مشكلات المجتمع، وانتقد الأدب المنفصل عن الحياة .
جمود اللغة وتطويرهامعارضة الجموددعا إلى مرونة اللغة لتتناسب مع الأذواق المتعددة، مع الحفاظ على الفصاحة، مستشهداً بنجيب محفوظ كنموذج .
نقد المؤسسات الثقافيةهجوم على مجمع اللغة العربيةوصفه بأنه "لم يقم بواجبه نحو الأدب"، ودعاه إلى تبسيط القواعد دون التفريط في الهوية .

المنهج النقدي لطه حسين

  • الجمع بين التحليل الفني والاجتماعي: ربط بين جماليات النص وسياقه الحضاري، معتبراً الأدب أداة لتقدم المجتمع .

  • الموازنة بين الأصالة والحداثة: دعا إلى الاستفادة من التراث دون جمود، والأخذ بالأفكار الغربية دون قطيعة مع الهوية .

  • اللغة كوسيلة لا غاية: رأى أن الوضوح والتعبير عن الواقع أولى من الزخرفة اللفظية، مع الحفاظ على جماليات الأدب .


أبرز الاقتباسات الدالة من الكتاب

  1. "الخوف من المحافظة والمحافظين الذين ظنوا أن الكتابة مقدسة... ونسوا أن قدماء المسلمين غيروها ليُقرأ بها القرآن" .

  2. "الفن الرفيع لا ينـزل... بل يرقي إليه طلبته" (ردّاً على من طالبوا بتسطيح الأدب) .

  3. "أصحابنا لا يحبون العناء... يقرءون في يُسر ثم يستأنفون حياتهم كأن شيئاً لم يُقدّم لهم" (نقداً للسطحية الثقافية) .


سياق المؤلف ورؤيته التنويرية

  • سيرة مختصرة: فقد طه حسين بصره في طفولته، لكنه حفظ القرآن صغيراً، ودرس في الأزهر ثم السوربون. شغل مناصب أكاديمية وسياسية رفيعة، وأسس لمجانية التعليم في مصر .

  • الخلفية الفكرية: تأثر بالمناهج الغربية في النقد (كالتاريخية والتحليل النفسي)، لكنه حافظ على الانتماء للتراث العربي، مما جعله رمزاً للتنوير المتوازن .


تأثير الكتاب وإرثه

  • جدل مستمر: أثار نقده اللاذع ردود فعل متباينة، خاصة هجومه على مجمع اللغة العربية ودعوته لثورة لغوية .

  • مرجعية نقدية: يُعد الكتاب نموذجاً تأسيسياً للنقد العربي الحديث، حيث جمع بين العمق الأكاديمي واللغة الأدبية الرصينة .

  • صلة بالواقع المعاصر: ما زالت قضاياه مطروحة اليوم، مثل إشكالية العامية والفصحى، ودور الأدب في التغيير الاجتماعي .

"طه حسين لم يكن ناقداً فحسب، بل صانعاً لمنظومة ثقافية تُعيد النظر في التراث والحداثة معاً


أقرأ أيضاَ

ملخصات كل أعمال الاديب والمفكر طة حسين

 

إرسال تعليق

0 تعليقات