اضمحلال الامبراطورية الرومانية وسقوطها

الامبراطورية الرومانية وسقوطه

 

"تاريخ انحطاط وسقوط الإمبراطورية الرومانية" لإدوارد جيبون

عملٌ ضخم يغير منظور التاريخ

 (The History of the Decline and Fall of the Roman Empire) لإدوارد جيبون (1737-1794) أحد أعظم الأعمال التاريخية وأكثرها تأثيرًا في الأدب الغربي.
صدرت مجلداته الستة بين عامي 1776 و1788، وتتبع مسار الإمبراطورية الرومانية من أوج مجدها في القرن الثاني الميلادي تحت حكم الأباطرة الأنطونيين إلى السقوط النهائي للإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) بيد العثمانيين في عام 1453.
قدم الكاتب تحليلاً عميقًا للأسباب الجذرية لانحدار وسقوط أعظم إمبراطورية عرفها العالم القديم، مزيجًا بين السرد البليغ والنقد اللاذع والبحث الدقيق (بالنسبة لمعايير عصره).

أهمية الإصدارات المذكورة:

  • مقدمة دانيال ج. بورستن (Daniel J. Boorstin): يضع بورستن، المؤرخ والمكتبي الأمريكي الشهير، عمل جيبون في سياقه التاريخي والفكري. يسلط الضوء على منهجية جيبون، تأثيره الهائل، والجدل الدائر حول تفسيراته، خاصة فيما يتعلق بالمسيحية. غالبًا ما يقدم بورستن منظورًا نقديًا معاصرًا.

  • رسوم جيوفاني باتيستا بيرانيزي (Giovanni Battista Piranesi): الفنان الإيطالي المعروف برسوماته المعمارية الدرامية والمثيرة. توفر رسومه لأطلال روما القديمة رؤية بصرية قوية لعظمة الماضي التي كان جيبون يكتب عنها، وتعزز الإحساس بالانهيار والفناء الذي يلف العمل.

  • تحرير هانز-فريدريتش مويلر (Hans-Friedrich Mueller): يشير إلى إصدار حديث من الكتاب (غالبًا مختصر أو مجمع) قام مويلر بتحريره. تضمن هذه الإصدارات عادةً ملاحظات توضيحية، وخرائط، وجداول زمنية، وفهرسًا لمساعدة القارئ المعاصر على فهم العمل الضخم والمعقد.

 العصر الذهبي والبدايات الخفية للانحدار (القرنان الأول والثاني الميلادي)

يبدأ سرده من ذروة ازدهار الإمبراطورية تحت حكم الأباطرة "الخمسة الطيبين" (نيرفا، تراجان، هادريان، أنطونيوس بيوس، ماركوس أوريليوس) في القرن الثاني الميلادي. يصف هذه الفترة بأنها "الفترة الأكثر سعادة وازدهارًا في تاريخ الجنس البشري"، حيث سادت الحكمة النسبية، والاستقرار الداخلي، والحدود الآمنة (على الرغم من التوسعات الهائلة تحت تراجان).

لكنه يرى بذور الانحدار تُزرع حتى في هذا العصر الذهبي:

  1. مشكلة الخلافة: غياب نظام خلافة واضح ومستقر. اعتماد "التبني" (اختيار الأكفاء) من قبل الأباطرة الطيبين كان استثناءً، وليس قاعدة. أدى غياب هذا النظام إلى حروب أهلية متكررة بعد ذلك، حيث تنافس الجنرالات الطموحون على العرش.

  2. اتساع الإمبراطورية المفرط: أصبحت الإمبراطورية شاسعة جدًا لدرجة يصعب معها الدفاع عنها وإدارتها بكفاءة. كانت الحدود الطويلة (الراين-الدانوب في الشمال، الفرات في الشرق، الصحراء في الجنوب) تحتاج إلى جيش ضخم ومكلف (خريطة الأمبراطورية).

  3. تآكل الروح المدنية والفضائل الرومانية: يرى جيبون أن قوة روما الأساسية كانت في فضائل المواطنين القدماء: الشجاعة، التقشف، الولاء للجمهورية، حب الحرية، الروح المدنية. مع الثراء والرفاهية الناتجة عن الإمبراطورية والفتوحات، بدأت هذه الفضائل في التآكل. حل محل المواطن-الجندي جيشٌ محترف متعدد الجنسيات، وأصبحت الحياة السياسية في روما نفسها خاملة تحت حكم الأباطرة المطلق.

  4. الاعتماد على المرتزقة والبرابرة: بسبب نقص الجنود الرومان، لجأ الأباطرة بشكل متزايد إلى تجنيد جنود من القبائل البربرية (الجرمان بشكل أساسي) داخل الجيش الروماني. هؤلاء الجنود، رغم مهارتهم القتالية، لم تكن ولاءاتهم دائمًا لروما، وساهموا لاحقًا في تقويضها.

 أزمة القرن الثالث والتحولات الكبرى (القرنان الثالث والرابع الميلادي)

شهد القرن الثالث الميلادي انهيارًا شبه كامل للإمبراطورية ("أزمة القرن الثالث"):

  • الفوضى العسكرية والسياسية: توالى الأباطرة (غالبًا من الجنرالات) بالاغتيال أو القتل في المعارك بمعدل ينذر بالخطر. حروب أهلية مستمرة على العرش.

  • الغزوات البربرية: اخترقت قبائل الجرمان (القوط، الفرانك، الألامان) الحدود في موجات متلاحقة، مدمرة المقاطعات.

  • الانهيار الاقتصادي: التضخم الجامح بسبب تدهور العملة، انهيار التجارة، تدمير الأراضي الزراعية، وعبء الضرائب الباهظ الذي أرهق السكان.

  • التجزئة: انفصال إمبراطوريات منافسة مثل إمبراطورية الغال وإمبراطورية تدمر.

يرى جيبون أن الإمبراطورية نجت من هذا الانهيار بفضل إصلاحات أباطرة أقوياء مثل أوريليان وخاصة ديوكلتيانوس (284-305) وقسطنطين الكبير (306-337).

  • إصلاحات ديوكلتيانوس (النظام الرباعي): تقسيم الإمبراطورية إداريًا وعسكريًا بين أباطرة (أوغوستي) ومساعديهم (قياصرة) لتسهيل الدفاع والإدارة. تعزيز البيروقراطية. تجميد الأسعار (فاشل). اضطهاد المسيحيين بشكل منهجي.

  • إصلاحات قسطنطين الكبير: توحيد الإمبراطورية تحت حكمه. أهم حدث: اعتماد المسيحية كدين مسموح به ثم مفضل (مرسوم ميلانو 313). نقل العاصمة إلى القسطنطينية (بيزنطة) عام 330، مما نقل مركز الثقل شرقًا وأعطى الإمبراطورية الشرقية أساسًا أكثر ثراءً واستقرارًا. إصلاحات عسكرية ومالية.

 صعود المسيحية 

يخصص فصولاً طويلة ومثيرة للجدل لتحليل دور المسيحية في انحدار الإمبراطورية. رغم اعترافه ببعض الجوانب الإيجابية، يرى أن المسيحية ساهمت بشكل كبير في الضعف من خلال:

  1. تحويل الاهتمام عن الدولة إلى الآخرة: شجعت المسيحية على الزهد والتقشف والاهتمام بالخلاص الفردي في الآخرة، مما قلل من الروح المدنية والاستعداد للتضحية من أجل الدولة (الفضائل الجمهورية القديمة).

  2. استنزاف الموارد البشرية والمادية: انسحب عدد كبير من المواطنين (خاصة الأكثر تعليمًا وثراءً) من الحياة العامة ليعيشوا حياة الرهبنة والتبشير. تدفقت الثروات الهائلة على الكنيسة والأديرة بدلاً من خزينة الدولة.

  3. إثارة الانقسامات والصراعات: الخلافات اللاهوتية العنيفة (مثل الآريوسية والنسطورية) والصراع على السلطة بين الأساقفة والباباوات والأباطرة مزقت النسيج الاجتماعي وألهت عن الدفاع عن الإمبراطورية.

  4. تقويض الوحدة الوطنية: أصبح الولاء الأول للكثيرين هو للكنيسة وليس للإمبراطور أو الدولة الرومانية.

  5. رفض الخدمة العسكرية: تمسك بعض المسيحيين الأوائل بمبدأ رفض القتل، مما قلل من التجنيد.

هذا التحليل هو الأكثر إثارة للجدل في عمله، وقد تعرض لهجوم شرس من قبل الكنيسة والمؤرخين المسيحيين، الذين رأوا فيه تحيزًا عقلانيًا وتمجيدًا للوثنية. جيبون نفسه كان ديستًا (يؤمن بالإله الخالق دون الأديان المنظمة).

 الغزوات البربرية وسقوط الإمبراطورية الغربية (القرنان الرابع والخامس الميلادي)

مع ضعف الإمبراطورية الغربية سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، أصبحت عرضة لموجات الغزوات البربرية المتزايدة:

  • الهون: دفع زحف قبائل الهون من آسيا الوسطى القبائل الجرمانية غربًا نحو حدود الإمبراطورية.

  • القوط الغربيون: بعد هزيمتهم للرومان في معركة أدريانوبل (378) وقتل الإمبراطور فالنس، سُمح لهم بالاستقرار داخل الإمبراطورية كحلفاء (فيديراتي). لكنهم ثاروا فيما بعد، ونهبوا روما نفسها تحت قيادة ألاريك (410) الصادمة، واستقروا في نهاية المطاف في إسبانيا وجنوب غرب الغال.

  • الوندال: عبروا الغال وإسبانيا، واستقروا في شمال أفريقيا (مخزن حبوب روما)، ونهبوا روما مرة أخرى بشكل وحشي (455).

  • القوط الشرقيون: تحت قيادة ثيودوريك الكبير، أسسوا مملكة في إيطاليا بعد الإطاحة بالإمبراطور الروماني الأخير.

  • الفرانك، البرغنديون، السكسون، الألمان: استقروا في الغال وبريطانيا ومناطق أخرى.

يركز جيبون على الضعف الداخلي للإمبراطورية كسبب رئيسي مكّن البرابرة من النجاح:

  • الجيش البربري: اعتماد روما شبه الكلي على جنود برابرة، قادتهم برابرة، كانوا ولاءاتهم لقادتهم وليس لروما.

  • الانقسام والصراع على السلطة: الصراعات الدائمة بين الجنرالات والوزراء الأقوياء (مثل ستيلكو، أيتيوس، ريكيمر) والأباطرة الضعفاء.

  • الانهيار الاقتصادي والمالي: عدم القدرة على تمويل الجيش أو البنية التحتية أو الدفاع.

  • فقدان الروح القتالية: تراجع عدد ونوعية الجنود الرومان "الأصليين".

الحدث الرمزي: سقوط الإمبراطورية الغربية عام 476م. عندما خلع الزعيم الجرماني أودواكر الإمبراطور الصبي رومولوس أوغستولوس وأرسل شارات الإمبراطورية إلى الإمبراطور الشرقي في القسطنطينية، معلنًا أنه لم يعد هناك حاجة لإمبراطور غربي.
 رغم أن هذا الحدث كان شكليًا إلى حد كبير (فالسلطة الحقيقية كانت في أيدي البرابرة منذ سنوات)، يرمز جيبون له كنهاية للإمبراطورية الرومانية الغربية.

 بقاء وسقوط الإمبراطورية الشرقية (البيزنطية) (القرن السادس إلى الخامس عشر الميلادي)

يتتبع بقاء الإمبراطورية الرومانية الشرقية (التي أصبحت تُعرف بالإمبراطورية البيزنطية) لقرون طويلة بعد سقوط الغرب. يسلط الضوء على:

  1. عصر جستنيان الأول (527-565): محاولة استعادة المجد. إعادة احتلال أجزاء كبيرة من الغرب (إيطاليا، شمال أفريقيا، جنوب إسبانيا) تحت قيادة الجنرال بيليساريوس. جمع القانون الروماني في "القانون المدني" (Corpus Juris Civilis). بناء آيا صوفيا. لكن الحروب الطويلة أنهكت الموارد وأضعفت الإمبراطورية، وانهارت معظم مكاسبه بعد وفاته.

  2. الصراع مع الفرس: حروب مستنزفة طوال القرنين السادس والسابع.

  3. صعود الإسلام والفتوحات العربية (القرن السابع): يرى جيبون في ظهور الإسلام قوة دينية وسياسية وعسكرية جديدة هائلة. خسرت بيزنطة أهم مقاطعاتها (سوريا، فلسطين، مصر، شمال أفريقيا) أمام العرب المسلمين بسرعة مذهلة، مما حصرها في آسيا الصغرى والبلقان.

  4. الجدل حول الأيقونات: الصراعات الدينية الداخلية المستمرة.

  5. الانقسام مع روما (الانشقاق الكبير 1054): الانقسام النهائي بين الكنيسة الشرقية (الأرثوذكسية) والغربية (الكاثوليكية).

  6. التهديدات الجديدة:

    • السلاجقة الأتراك: هزموا البيزنطيين في معركة ملاذكرد (1071)، مما فتح آسيا الصغرى أمام الأتراك.

    • الحروب الصليبية: رغم أن الحملة الصليبية الأولى ساعدت مؤقتًا، إلا أن الحملة الرابعة (1204) كانت كارثية حيث نهب الصليبيون القسطنطينية نفسها وأسسوا "إمبراطورية لاتينية" على أنقاض بيزنطة، مما شتتها وأضعفها بشكل دائم.

  7. صعود العثمانيين: القوة التركية الجديدة التي استمرت في ضغطها على ما تبقى من الإمبراطورية البيزنطية.

  8. السقوط النهائي (1453): يحكي جيبون بشكل درامي حصار القسطنطينية بقيادة السلطان العثماني محمد الفاتح. سقوط المدينة بعد حصار بطولي ولكن غير متكافئ في 29 مايو 1453، وقتل الإمبراطور الأخير قسطنطين الحادي عشر في القتال. هذا الحدث الذي يختتم به جيبون موسوعته الضخمة، يمثل نهاية الإمبراطورية الرومانية بعد أكثر من 2200 سنة من تأسيس روما.

 الأسباب الجذرية لهذا السقوط 

يقدم تحليلاً شاملاً للأسباب الكامنة، لا يقتصر على أحداث معينة:

  1. الاستبداد السياسي: تحول النظام من جمهورية إلى إمبراطورية مطلقة قضى على الحريات وخلق جوًا من الخوف والتملق، وأضعف الروح المدنية. الأباطرة الفاسدون أو الضعفاء.

  2. الانحلال الأخلاقي والاجتماعي: تآكل الفضائل الرومانية التقليدية (الشجاعة، التقشف، حب الحرية، الروح العامة) بسبب الثراء والرفاهية والفساد. انتشار الرذائل، اللامبالاة، حب الترفيه (خبز وسيرك).

  3. المشاكل الاقتصادية والمالية: التضخم، الضرائب الباهظة، تدهور العملة، انهيار الزراعة والتجارة، استنزاف الثروات في حروب أهلية وترفيه. اعتماد الاقتصاد على العبيد.

  4. المشاكل العسكرية: اتساع الحدود، صعوبة الدفاع، تكاليف الجيش الباهظة، الاعتماد المتزايد على المرتزقة والبرابرة غير الموالين، تدهور الانضباط والروح القتالية.

  5. حجم الإمبراطورية وتعقيد إدارتها: صعوبة التواصل والحكم المركزي الفعال للمساحات الشاسعة والمتنوعة.

  6. الفتور في الروح الابتكارية والعلمية: ركود نسبي في الابتكارات التكنولوجية والعلمية مقارنة بالعصر الهلنستي.

  7. الغزوات البربرية: القوة الدافعة الخارجية التي استغلت الضعف الداخلي. لكن جيبون يؤكد أن الضعف الداخلي هو ما جعل الغزوات ناجحة ومهلكة.

  8. صعود المسيحية: كما ذكر سابقًا، الدور المثبط للهمم والمستنزف للموارد والمسبب للانقسامات (رغم أن جيبون يعترف بدورها في تشكيل أوروبا لاحقًا).

 منهجيته 

  •  اعتمد جيبون على المصادر المتاحة له (الرومانية واليونانية والمسيحية)، وحاول تطبيق النقد التاريخي (لكن معايير النقد الحديثة تطورت بعده). كان منهجه علمانيًا وعقلانيًا بشكل واضح.

  • الأسلوب: أشهر ما يميز جيبون هو أسلوبه النثري البليغ، المهيب، الساخر أحيانًا. استخدامه للجمل الطويلة والمعقدة، والسخرية اللاذقة (خاصة تجاه الخرافات الدينية أو حماقة الحكام)، يجعل القراءة تجربة أدبية مميزة.

  • التأثير:

    • أعاد تعريف دراسة التاريخ الروماني المتأخر والعصور الوسطى المبكرة.

    • وضع معايير جديدة للكتابة التاريخية من حيث العمق والتحليل والأسلوب.

    • أثار نقاشات حادة ومستمرة حول أسباب سقوط روما (لا يزال المؤرخون يناقشون الأهمية النسبية للأسباب التي طرحها).

    • أصبح نموذجًا للتاريخ السردي التحليلي.

    • أثّر على الفكر السياسي والاجتماعي، خاصة في نقده للاستبداد والفساد الديني.

الجدل الدائر حول العمل

رغم عظمته، تعرض العمل لنقد مستمر:

  1. التحيز ضد المسيحية: يعتبره الكثيرون مبالغًا فيه وغير منصف، متجاهلاً الجوانب الإيجابية للكنيسة في الحفاظ على النظام والمعرفة.

  2. إهمال العوامل الاقتصادية الهيكلية: لم يقدم تحليلًا اقتصاديًا عميقًا كالذي توفره المناهج الحديثة (مثل نظام الإنتاج العبودي).

  3. نظرة سلبية للعصور الوسطى: رأى جيبون في الفترة بعد سقوط روما الغربية عصورًا من "الهمجية والدين" (الظلامية)، وهي نظرة تم تعديلها بشكل كبير من قبل المؤرخين اللاحقين الذين سلطوا الضوء على إنجازات تلك الفترة.

  4. التركيز على "الانحدار" و"السقوط": يجادل بعض المؤرخين (بمن فيهم بورستن في مقدمته غالبًا) بأن مصطلح "السقوط" قد لا يكون دقيقًا للإمبراطورية الغربية (تحول أكثر من سقوط مفاجئ)، وأن الإمبراطورية الشرقية (بيزنطة) استمرت بنجاح لقرون ككيان روماني شرعي ومتطور ثقافيًا.

  5. حدود المصادر: اعتماده على مصادر قد تكون متحيزة أو غير كاملة، مع محدودية الاكتشافات الأثرية في عصره.

ملخصا

على الرغم من النقد، يظل عملًا مؤسسًا وأساسيًا. إنه  هو تأمل فلسفي عميق في طبيعة الحضارة، أسباب ازدهارها، والعوامل التي تؤدي إلى انهيارها.

أسلوبه البليغ، تحليله الثاقب (ولو كان محل جدل)، واتساع نطاقه المذهل، جعلته أحد الكلاسيكيات الخالدة. إنه يطرح أسئلة لا تزال ملحة حول القوة، الفساد، الدين، الحرب، ومصائر الإمبراطوريات، مما يضمن استمرار قراءته ومناقشته لقرون قادمة.

هو نصب تذكاري للعقل والفضول الإنساني، يحذرنا من أوجه الضعف التي قد تكمن في قلب أي حضارة عظيمة.

كذا رسوم بيرانيزي لأطلال روما تذكرنا بعظمتها الماضية وزوالها، بينما تساعد مقدمة بورستن وطبعات محرري مثل مويلر في جعل هذا العمل الضخم في متناول القارئ المعاصر وفهم سياقه

إرسال تعليق

0 تعليقات