"ساعات بين الكتب" لعباس محمود العقاد

الكتاب

كتاب "ساعات بين الكتب" للأديب والمفكر المصري عباس محمود العقاد (1889-1964) يُعد من أبرز الأعمال التي تجسد شغف العقاد بالقراءة والمعرفة. صدر الكتاب أول مرة عام ١٩٢٧، ثم نُشرت نسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٤ .

يقدم العقاد في هذا العمل موسوعة فكرية ومعرفية تعكس تنوع قراءاته وتعمقه في مجالات الأدب والفلسفة والفنون والعلوم والدين وانطباعات عن كتب ومؤلفين متنوعين.

عباس محمود العقاد

وُلِد العقاد في أسوان بمصر عام 1889، ولم يحصل سوى على الشهادة الابتدائية، لكنه ثقف نفسه بنفسه عبر القراءة الواسعة حتى أصبحت مكتبته تضم أكثر من 30 ألف كتاب .

عمل بالصحافة والسياسة، وكان عضوًا في مجمع اللغة العربية، وأثرى المكتبة العربية بأكثر من مائة كتاب في مختلف المجالات .

اشتهر بمعاركه الأدبية مع أعلام مثل طه حسين وأحمد شوقي ومصطفى صادق الرافعي .

تميز بأسلوبه الجزل المتعمق وثقافته الموسوعية.

محتوى الكتاب وأبرز موضوعاته

يتميز الكتاب بتنوعه الموضوعي الكبير، حيث يقضي العقاد ساعات بين الكتب متنقلًا بين مجالات متعددة:

1- الكتب المقدسة والتراث الديني

قرأ العقاد في الكتب المقدسة وكتب التراث الديني، وناقش قضايا إيمانية وفلسفية متعلقة بالإسلام والأديان الأخرى .

2- الأدب والشعر والنقد

يتضمن الكتاب قراءات نقدية لأعمال شعراء وأدباء كبار مثل المتنبي وأبي العلاء المعري وشكسبير وتاجور . كما يحتوي مناقشات ونقودات أدبية، مثل نقده للرافعي وردود الرافعي عليه، وكذلك نقده للزهاوي ونقاشاته مع طه حسين.

3- الفنون والموسيقى

يتناول العقاد موضوعات فنية وموسيقية، مناقشًا نظريات الجمال والتذوق الفني.

4- الفلسفة وعلم النفس

يطرح الكتاب أفكارًا فلسفية ونفسية، مناقشًا نظرياتمثل المفكرين شوبنهاور وأناتول فرانس.

5- سير العظماء والشخصيات التاريخية

يقدم العقاد قراءات في سير أعلام من الشرق والغرب، مناقشًا تأثيرهم وأفكارهم.

6- قضايا اجتماعية وثقافية

يناقش الكتاب قضايا متنوعة مثل الحب والمرأة والإيمان والحرية، يعكس على طبائع البشر والمجتمعات.

أسلوب الكتاب وخصائصه

الأسلوب الجزل المتعمق: يتميز أسلوب العقاد بالقوة والعمق، مع تركيز على المضامين الفكرية.
النهج النقدي: يقدم العقاد قراءات نقدية تحليلية للكتب، لا مجرد عرض محتواها.
الربط بين الأفكار: يسعى لربط الثقافات والعلوم المختلفة، يظهر الاتصال بين المعارف الإنسانية.
الانزياح عن النمط التقليدي: رغم عنوانه، لا يقتصر الكتاب على عرض الكتب، بل يتضمن مقالات في مواضيع شتى.

السياق التاريخي والأدبي

صدر الكتاب في فترة كانت مصر تشهد فيها نهضة ثقافية وأدبية، مع صراعات بين التقليد والحداثة.

يعكس العقاد في هذا العمل تيارات عصره الفكرية، من خلال نقده لأفكار ومدارس متنوعة . كما يظهر تأثره بالثقافة الغربية إلى جانب إلمامه بالتراث العربي .

أبرز المقتبسات من الكتاب

"يقول لك المرشدون: اقرأ ما ينفعك، ولكني أقول: بل انتفع بما تقرأ".
"الكتب ليست فقط من ورق، بل هي حية من لحم ودم بشخوص كُتابها".

أقسام الكتاب الرئيسية

القسم	المواضيع الرئيسية	أمثلة على المؤلفين والكتب المذكورة
الأدب والشعر	نقد أدبي، تحليل شعر	المتنبي، المعري، شكسبير، تاجور
الفلسفة والفكر	نظريات فلسفية، أفكار	شوبنهاور، أناتول فرانس
الفنون والموسيقى	نظريات الجمال، التذوق الفني	موسيقى، أزياء، فنون تشكيلية
التراث والدين	كتب مقدسة، فكر ديني	الإسلام، المسيحية، أديان أخرى
سير الشخصيات	حياة العظماء وتأثيرهم	شخصيات تاريخية من الشرق والغرب

تأثير الكتاب وأهميته

يعد موسوعة ثقافية للمهتمين بالأدب والفكر والثقافة.
يُظهر ثقافة العقاد الموسوعية ومنهجه في القراءة والنقد.
يمثل نموذجًا للقراءة الناقدة التي تنتفع بما تقرأ ولا تقتصر على التلقي.
لا يزال المرجعية مهمة للباحثين عن الفكر العميق والأدب الرفيع.

خلاصة

"ساعات بين الكتب" ليس مجرد كتاب عن كتب، بل هو رحلة فكرية ومعرفية في عقل أحد أعلام الأدب العربي الحديث.

خلاله، يدعو العقاد القارئ إلى الانتفاع بالقراءة والتعمق في المعرفة، مع تقديم نموذج للقارئ الناقد الذي يربط بين مختلف المجالات. الكتاب يعكس صورة لعبقريته وأسلوبه المتميز، ويظل مرجعًا مهمًا لكل باحث عن المعرفة والعمق الفكري