"Three Revolutions: Russia, China, Cuba and the Epic Journeys that Changed the World" لـ Simon Hall
مقدمة
يقدم كتاب "Three Revolutions: Russia, China, Cuba and the Epic Journeys that Changed the World" للكاتب والمؤرخ البريطاني Simon Hall، الذي يشغل منصب أستاذ التاريخ الحديث في جامعة ليدز
مقاربة تاريخية فريدة وسردًا شيقًا للثورات الثلاث التي شكلت القرن العشرين: الثورة الروسية عام 1917، والثورة الصينية عام 1949، والثورة الكوبية عام 1959.
ما يميز هذا الكتاب هو تركيزه على فكرة "الرحلات الملحمية" التي قام بها قادة هذه الثورات، والصحفيون الأمريكيون الذين سافروا لتسجيل قصصهم، مما ساهم في تشكيل صورتهم في العالم الخارجي.
يسلط الكتاب الضوء على ست رحلات محورية؛ ثلاث رحلات للثوار أنفسهم، وثلاث رحلات للصحفيين الذين غطوا أخبارهم، وهي: لينين وجون ريد (روسيا)، وماو تسي تونغ وإدغار سنو (الصين)، وفيدل كاسترو وهربرت ماثيوز (كوبا).
يدرس هول، من خلال هذه السير المتشابكة، طبيعة القوة السياسية، وحدود المثالية، والدور الذي يمكن أن يلعبه الصحفي في نقل الحقائق التاريخية في لحظات نشوئها، وهي قضايا لا تزال ذات أهمية كبيرة في عالمنا اليوم.
يستند الكتاب إلى بحث تاريخي عميق، لكنه مكتوب بأسلوب قصصي جذاب يجعل الأحداث التاريخية المعقدة قريبة ومفهومة للقارئ العام.
يعد هذا الكتاب إضافة مهمة للمكتبة التاريخية، حيث يجمع بين التحليل الأكاديمي الدقيق وسرد الحكاية الإنسانية المشوقة، مقدماً منظوراً جديداً لفترة حاسمة من تاريخ العالم.
الرحلات الست الأساسية التي يركز عليها الكتاب:
الخلفية التاريخية والسياق العالمي
لفهم هذه الثورات بشكل أعمق، من الضروري وضعها في سياقها التاريخي. شهد النصف الأول من القرن العشرون حربين عالميتين مدمرتين، وانهيار الإمبراطوريات العظمى، وصراعاً أيديولوجياً حاداً بين الرأسمالية والاشتراكية.
في هذا الجو المشحون، نمت بذور الثورة في المجتمعات التي تعاني من استغلال طبقي فادٍ، وحكم استبدادي، وتخلف اقتصادي، وتدخل أجنبي.
العالم على أعتاب التحول
كانت الإمبراطورية الروسية تعاني من نظام قيصري متخلف، تزايدت أزماته بسبب المشاركة في الحرب العالمية الأولى وخسائرها البشرية والمادية الهائلة.
و كانت الصين تعاني من حالة من التفتت والضعف بعد سقوط الإمبراطورية، وتخضع لسيطرة "السيادة" الأجنبية وتتقاتل عليها الزعامات المحلية، إلى جانب الغزو الياباني. أما كوبا، فكانت تعيش تحت وطأة حكم ديكتاتوري فاسد مدعوم من قبل الولايات المتحدة، مع اقتصاد أحادي الجانب تهيمن عليه مصالح الشركات الأمريكية.
في هذا السياق، قدمت الأيديولوجية الماركسية-اللينينية وعوداً بالتحرر من هذه القيود وإقامة مجتمع أكثر عدالة، وهو ما جذب المثقفين والجماهير العريضة من الفلاحين والعمال الذين كانوا يعانون من الظلم. لقد كانت هذه الثورات، في جوهرها، محاولات جذرية لإعادة صياغة العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من جذورها.
القسم الأول: الثورة الروسية - لينين وجون ريد
رحلة لينين: العودة من المنفى
تُعد رحلة فلاديمير لينين من منفاه في سويسرا إلى عاصمة الإمبراطورية الروسية، بتروغراد (سانت بطرسبرغ حالياً)، في أبريل 1917 واحدة من أكثر الرحلات تأثيراً في التاريخ.
بعد اندلاع الثورة الروسية الأولى في فبراير 1917 التي أطاحت بالقيصر نيكولاس الثاني، وجد لينين نفسه بعيداً عن مسرح الأحداث.
كانت ألمانيا، التي كانت في حالة حرب مع روسيا، ترى في لينين عامل اضطراب محتمل، فسمحت له بالمرور عبر أراضيها في قطار مغلق اشتهر باسم "القطار المختوم"، آملة في أن يعمل على زعزعة استقرار خصمها.
كانت رحلة لينين، التي بلغ طولها حوالي 2000 ميل، محفوفة بالمخاطر وغير مؤكدة النتائج. لكن وصوله إلى محطة فنلندا في بتروغراد غير مسار التاريخ.
رفض لينين التعاون مع الحكومة المؤقتة "البرجوازية" التي تشكلت بعد سقوط القيصر، ودافع بدلاً من ذلك عن شعارات ثورية جذرية مثل "السلام، الخبز، الأرض" و"كل السلطة للسوفييتات". كان لهجة لينين الحازمة ورؤيته الثورية الواضحة عاملاً حاسماً في تحويل مسيرة الثورة من إصلاح محدود إلى تغيير جذري شامل، مهدداً الطريق لقيام ثورة أكتوبر الاشتراكية.
رحلة جون ريد: الشاهد العيني
في خضم هذا الاضطراب التاريخي، وصل الصحفي الأمريكي الشاب جون ريد إلى بتروغراد في أغسطس 1917. كان ريد اشتراكياً متعاطفاً مع الأفكار الثورية، ولم يكن مراسلاً محايداً بمعنى الكلمة التقليدي. وقد انجذب على الفور إلى طاقة وخطابات البلاشفة بقيادة لينين.
لم يقتصر دور ريد على مراقبة الأحداث وتسجيلها من على بعد، بل انغمس بشكل كامل في الثورة، حضر الاجتماعات، وتحدث مع القادة والمواطنين العاديين، وشهد بنفسه الأيام الحاسمة لانتفاضة أكتوبر التي أطاحت بالحكومة المؤقتة.
كانت شهادة ريد المباشرة هذه هي أساس كتابه الشهير "Ten Days That Shook the World" (عشرة أيام هزت العالم)، الذي نشر في عام 1919.
يعد الكتاب وثيقة تاريخية فريدة من نوعها، كونه سرداً مفصلاً وعاطفياً كتبه شخص عايش الأحداث كما حدثت. على الرغم من انحيازه الواضح للبلاشفة، إلا أن كتابه قدم للعالم الخارجي، وخاصة في الغرب، رواية حية ومباشرة عن كيفية نجاح الثورة البلشفية.
لقد ساعد ريد، من خلال كتابه، في تشكيل صورة لينين وثورته في المخيلة العالمية، كرمزين للتغيير الجذري والأمل بالنسبة للكثيرين، والتهديد المطلق للبعض الآخر. وقد ظل كتابه كلاسيكياً في أدب الصحافة التاريخية.
القسم الثاني: الثورة الصينية - ماو تسي تونغ وإدغار سنو
رحلة ماو: المسيرة الطويلة
بين عامي 1934 و1935، قامت القوات التابعة للحزب الشيوعي الصيني، بقيادة ماو تسي تونغ، بواحدة من أعظم عمليات الانتقال الاستراتيجي في التاريخ العسكري، عُرفت باسم "المسيرة الطويلة".
جاءت هذه المسيرة بعد حصار شديد من قبل قوات الحزب القومي (الكومينتانغ) بقيادة شيانج كاي شك، مما أجبر الشيوعيين على الانسحاب من قواعدهم في جنوب الصين.
قطعت مجموعة ماو مسافة مذهلة بلغت حوالي 6000 ميل عبر تضاريس صعبة للغاية، تحت وطأة الجوع والمرض ومطاردة القوات المعادية.
على الرغم من الخسائر البشرية الهائلة (تقدر بنحو 90% من الذين بدأوا المسيرة)، فإن المسيرة الطويلة حققت عدة أهداف حاسمة.
أولاً، نجحت في إنقاذ النواة الأساسية للجيش الأحمر والحزب الشيوعي من الإبادة الكاملة. ثانياً، خلال هذه الرحلة، برز ماو كالزعيم غير المنازع للحركة الشيوعية الصينية، حيث عزز سلطته وأكد على استراتيجيته التي تركز على الفلاحين كقاعدة للثورة.
أخيراً، تحولت المسيرة الطويلة إلى أسطورة تأسيسية للثورة الصينية، رمزاً للصبر، والتضحية، والقدرة على تحويل الهزيمة العسكرية إلى انتصار سياسي وأخلاقي، مما وفر الأساس الأسطوري والأيديولوجي لنجاح ماو النهائي في عام 1949.
رحلة إدغار سنو: كشف النقاب عن الثورة المجهولة
في الوقت الذي كان فيه الحزب الشيوعي الصيني يخوض حرباً أهلية ضد الكومينتانغ ويقاوم الغزو الياباني، كان شخصية غامضة وغير معروفة تقريباً للعالم الخارجي.
في هذا السياق، قام الصحفي الأمريكي إدغار سنو في عام 1936 برحلة جريئة إلى الشمال الغربي من الصين، حيث كان معقل الشيوعيين. كان سنو، على عكس جون ريد، صحفياً أكثر تقليدية، لكن فضوله ورغبته في معرفة الحقيقة قاداه إلى حيث لم يذهب أي صحفي غربي من قبل.
مكث سنو لأشهر بين الشيوعيين الصينيين، وأجرى سلسلة من المقابلات التاريخية المطولة مع ماو تسي تونغ وقادة آخرين. كانت تلك المقابلات الأولى والوحيدة من نوعها التي يجريها ماو مع صحفي أجنبي.
نتج عن هذه الرحلة كتاب "Red Star Over China" (النجم الأحمر فوق الصين)، الذي نشر في عام 1937 وأصبح على الفور ضجة عالمية.
قدم الكتاب للعالم، للمرة الأولى، قصة منظمة عن الأهداف والشخصيات خلف الحركة الشيوعية في الصين.
لقد صورت كتابات سنو ماو وأتباعه ليسوا كمتمردين متطرفين، بل كثوار وطنيين، معتدلين نسبياً، ومتفانين في تحرير الصين وتحسين حياة شعبها.
ساعد كتاب سنو بشكل حاسم في تشكيل الرأي العام العالمي، وخاصة الأمريكي، بشكل إيجابي تجاه الشيوعيين الصينيين، ويظل نصًا أساسيًا لفهم الثورة..
القسم الثالث: الثورة الكوبية - فيدل كاسترو وهربرت ماثيوز
رحلة فيدل كاسترو: العودة على متن "غرانما"
بعد هجوم فاشل على ثكنات مونكادا في عام 1953 وسجن لاحق، نفي فيدل كاسترو إلى المكسيك. هناك، قام بتنظيم مجموعة صغيرة من الثوار، بما في ذلك تشي جيفارا، وتدريبهم استعداداً للعودة إلى كوبا للإطاحة بالديكتاتور فولغينسيو باتيستا.
في عام 1956، انطلق كاسترو و82 رجلاً على متن قارب صيد صغير ومتهالك يدعى "غرانما" في رحلة محفوفة بالمخاطر عبر خليج المكسيك إلى كوبا.
كانت الرحلة قاسية، وكادت المركب تغرق، وعند وصولهم إلى السواحل الكوبية، تعرضوا لكمين من قبل قوات باتيستا، مما أسفر عن مقتل أو أسر معظم الرجال.
نجا كاسترو ونحو 20 من رجاله، واختبؤا في جبال سييرا مايسترا. من هذه القاعدة الجبلية، بدأوا حرب عصابات استمرت لمدة عامين ضد نظام باتيستا.
أصبحت رحلة "غرانما"، على الرغم من بدايتها الكارثية، أسطورة تؤكد على العزيمة والتصميم اللذين ميزا حركة كاسترو. لقد كانت الرحلة الجسدية رمزاً للانطلاق من المنفى إلى أرض الوطن، ومن التخطيط النظري إلى المعركة الميدانية الفعلية من أجل تحرير كوبا.
رحلة هربرت ماثيوز: خلق الأسطورة
بحلول أوائل عام 1957، كانت أخبار تمرد كاسترو ضئيلة، وكانت الحكومة الكوبية تروج بأن كاسترو قد مات. في هذا المناخ من عدم اليقين، قرر هربرت ماثيوز، محرر شؤون الصفحة التحريرية The New York Times، الذي كان في أواخر الخمسينيات من عمره، أن يتحقق من الحقيقة بنفسه.
سافر ماثيوز سراً إلى كوبا وتم تهريبه إلى معقل كاسترو في الجبال.
مقابلته مع كاسترو، التي نشرت على ثلاث حلقات في صحيفة النيويورك تايمز في فبراير 1957، كانت حدثاً صحفياً مزلزلاً. لم يؤكد ماثيوز فقط أن كاسترو كان على قيد الحياة، بل قدم صورة رومانسية جذابة عنه كبطل ثوري مثقف، شاب، ومثالي، يقاتل من أجل إعادة الديمقراطية إلى كوبا.
كتب ماثيوز: "كان من الواضح أنهم يحبون هذا الشاب". ساهمت مقالات ماثيوز بشكل حاسم في تحويل كاسترو من شخصية غامضة إلى رمز عالمي للمقاومة البطولية ضد الديكتاتورية.
لقد أعطت هذه المقالات الشرعية الدولية لحركته وجذبت التعاطف والدعم، خاصة في الولايات المتحدة، مما وضع الأساس للصورة الرومانسية التي أحاطت بكاسترو عند انتصاره في يناير 1959.
تحليل مقارن للثورات والروايات الصحفية
من خلال الجمع بين هذه القصص الست، يبني سيمون هول تحليلاً مقارناً ثرياً يسلط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين هذه الثورات، والدور المتشابه الذي لعبته الصحافة في تشكيل إدراكها.
أنماط متشابهة في رحلات الثوار
المنفى والعودة: تشترك الرحلات الجسدية للينين وكاسترو في كونهما رحلتين من "المنفى" إلى "أرض الوطن". في كلتا الحالتين، كان العائد يحمل أفكاراً ثورية نضجت في الخارج ليطبقها في وطنه. أما رحلة ماو فكانت داخلية، من مركز إلى محيط ، ولكنها تحمل نفس المعنى الاستراتيجي للانسحاب من أجل العودة الأقوى.
- النقطة الحرجة: مثلت كل رحلة لحظة حاسمة كان فيها مصير الثورة معلق بخيط.كان فشل أي من هذه الرحلات يعني على الأرجح نهاية الحركة الثورية التي كان يقودها هؤلاء الأشخاص.
صناعة الأسطورة: لم تكن هذه الرحلات مجرد تحركات جغرافية، بل أصبحت لاحقاً أساطير تأسيسية غذت الدعاية الثورية وروح الحركة. المسيرة الطويلة و"غرانما" أصبحا ركيزتين أساسيتين في التاريخ الرسمي للثورة الصينية والكوبية.
الدور المزدوج للصحفيين: التوثيق والمشاركة
جسر المعلومات: في كل حالة، كان الصحفي الأمريكي هو الجسر الأساسي الذي نقل صورة الثورة منعزلة عن العالم الخارجي. لقد قدموا معلومات كانت ستظل مجهولة أو مشوهة بفعل الدعاية المعادية.
التأثير على الرأي العام: كان لكتابات ريد، سنو، وماثيوز تأثير عميق على الرأي العام الدولي، خاصة في الولايات المتحدة والعالم الغربي.
ساهموا في خلق هالة من التعاطف والدعم المعنوي للثوار، وهو ما كان في كثير من الأحيان حاسماً لشرعيتهم.
الانحياز والمثالية: لم يكونوا مراقبين محايدين. كان لكل منهم درجة من التعاطف مع القضية التي يغطيها. لقد قدموا روايات كانت، إلى حد ما، "مثالية" أو "رومانسية"، صورت الثوار كمحررين ومصلحين، متغاضين في كثير من الأحيان عن الجوانب الأكثر قتامة أو استبدادية في أساليبهم وأيديولوجياتهم. كما يلاحظ هول، فإن الثورات ضد الحكومات غير الشعبية تحظى بتغطية إعلامية جيدة عادةً حتى تنجح.
مصير الروايات بعد نجاح الثورة
يشير هول إلى مفارقة مهمة: سمعة الصحفيين الثلاثة تأثرت سلباً بعد استقرار النظام الثوري. بعد أن أصبح لينين وماو وكاسترو رؤساء لدول، وواجهوا التحديات العملية للسلطة وتبنوا سياسات قمعية أو متطرفة، بدت الروايات المبكرة والمتعاطفة لـ ريد، سنو، وماثيوز كأنها ساذجة أو مخدوعة.
لقد دفع هؤلاء الصحفيون ثمناً لانحيازهم المبكر، حيث تم انتقادهم لاحقاً لتقديمهم صورة "نظيفة" جداً عن قادة تحولوا لاحقاً إلى شخصيات مثيرة للجدل.
إرث الثورات والدروس المستفادة
يختتم سيمون هول كتابه بتأملات حول الإرث المعقد لهذه الثورات والدروس المستفادة التي لا تزال ذات صلة حتى اليوم.
بين الأمل وخيبة الأمل
حققت الثورات الثلاث بعض أهدافها في البداية: الإطاحة بأنظمة مستبدة وفاسدة، واستعادة الكرامة الوطنية، وإجراء إصلاحات اجتماعية واقتصادية مهمة.
, في كل حالة، جاءت النتائج النهائية مخيبة للآمال بشكل كبير. تحولت الأنظمة التي أقامتها إلى دول الحزب الواحد الاستبدادية، قمعت الحريات السياسية، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تحت مبرر "الثورة الدائمة" أو "الدفاع عن الثورة".
ويثير الكتاب أسئلة جوهرية حول حدود المثالية وما إذا كان السعي إلى مجتمع مثالي يؤدي حتما إلى الاستبداد.
الطبيعة الدولية للثورة
تُظهر هذه الثورات الطبيعة المعدية للأفكار الثورية. ألهمت الثورة الروسية الثوار الصينيين، الذين بدورهم ألهموا كاسترو وغيفارا.
لقد كانت حركات عالمية، تتخطى الحدود الوطنية، وهو ما يتجلى أيضاً في الخلفيات الدولية للصحفيين الذين غطوها. يذكرنا هول بأن الثورات نادراً ما تكون أحداثاً محلية؛ فهي تؤثر على الديناميكيات الجيوسياسية العالمية وتتأثر بها.
دور الصحافة: السلطة والمسؤولية
يركز الكتاب على الدور العميق الذي يمكن أن تلعبه الصحافة في تشكيل التاريخ. لقد كانت تقارير ريد، سنو، وماثيوز عوامل فعالة ساعدت في تغيير مسار الأحداث.
هذا يثير أسئلة أخلاقية مهمة حول قوة الصحافة ومسؤوليتها. إلى أي درجة يجب على المراسل أن يتعاطف مع موضوعه؟ أين يقع الخط الفاصل بين الصحافة الموضوعية والدعاية؟ في عصر التضليل الإعلامي والأخبار المزيفة، تظل هذه الدروس من القرن العشرون في غاية الأهمية.
في النهاية، يقدم "Three Revolutions" سرداً قوياً ليس فقط عن ثلاثة أحداث تاريخية كبرى، ولكن عن الطبيعة البشرية نفسها: سعينا إلى العدالة، وإغراء السلطة، والقوة الهائلة للقصة.
من خلال الجمع بين التاريخ من "الأعلى" (قادة الثورة) والتاريخ من "الأسفل" (الشهود الصحفيون)، يخلق سيمون هول عملاً تاريخياً غنياً وذا طبقات متعددة، يذكرنا بأن الثورات تصنعها الشخصيات الفردية بقدر ما تصنعها القوى الاجتماعية المجردة
0 تعليقات