دوائر عدم الإمكان

 


 "دوائر عدم الإمكان" لمجيد طوبيا

1. السياق التاريخي والأدبي للرواية

  • الخلفية الزمنية: صدرت الرواية عام 1972، في أعقاب هزيمة يونيو/حزيران 1967، وهي فترة شهدت تحولات عميقة في الأدب المصري، حيث تخلّى الكتاب عن "السرديات الكبرى" واتجهوا نحو أشكال تعبيرية جديدة تعكس تشظي الواقع وفقدان اليقين. .

  • التيار الأدبي: تنتمي الرواية إلى حركة "الستينيين" في الأدب المصري، الذين مزجوا بين الواقعية والفانتازيا والسخرية السوداء لمواجهة القمع السياسي وانهيار الأحلام القومية. وقد استخدم طوبيا هذه التقنيات لتفادي الرقابة المباشرة .

2. الفكرة المركزية والموضوعات

  • العنوان الرمزي: يشير "دوائر عدم الإمكان" إلى الحتميات الاجتماعية والسياسية التي تحاصر الأفراد، وتعكس فكرة العجز عن تغيير الواقع رغم المحاولات المتكررة.

  • الموضوعات الرئيسية:

    • القهر السياسي: تُعري الرواية استبداد السلطة وآليات المراقبة والقمع، خاصة عبر شخصيات تمثل "الأمن السري" (الهؤلاء) .

    • تشظي الهوية: تظهر من خلال شخصيات ضائعة بين الماضي والحاضر، تعاني من اغتراب وجودي في مجتمع مفكك.

    • التناص مع التراث: تستلهم الرواية الحكايات الشعبية والطقوس المصرية القديمة، مستخدمةً الرموز التراثية لنقد الواقع المعاصر .

3. التقنيات السردية والأسلوب

  • بنية سردية غير تقليدية: تعتمد على تشظي الزمن وتداخل الحلم مع الواقع، مما يُضعف الخط الزمني الواضح ويجسد حالة اللايقين السائدة بعد النكسة .

  • اللغة: تجمع بين الفصحى والعامية المصرية، مع إدخال أمثال شعبية وتراثية لخلق جوٍّ من الواقعية المُغرقة في الخيال.

  • الرمزية:

    • "الدوائر" ترمز إلى الحلقات المفرغة التي يعيشها الأبطال.

    • "الهؤلاء" (شخصيات الرواية) تمثل قوى القمع التي تتسلل إلى الحياة اليومية كالجراد .

4. مكانتها في أعمال طوبيا

  • تُعد الرواية إحدى التجارب التأسيسية في مشوار طوبيا، حيث سبقت عمله الأكثر شهرة "تغريبة بني حتحوت"، وقد طبعت أسلوبه المميز في المزج بين التاريخي والفانتازي .

  • نُشرت في فترة إبداعية خصبة له، تزامنت مع مجموعات قصصية مثل "خمس جرائد لم تُقرأ" (1970) .

5. العلاقة بأعمال طوبيا الأخرى

  • تتقاطع مع رواية "الهؤلاء" (1973) في نقد آليات القمع، لكن "دوائر عدم الإمكان" تركز أكثر على البُعد الوجودي للعجز الإنساني .

  • تُمهد الطريق لـ"تغريبة بني حتحوت" (1987) التي استخدمت التراث السردي العربي (مثل السير الشعبية) بشكل أوسع .

6. النقد والترجمات

  • حظيت بدراسات نقدية في جامعات مثل السوربون ووارسو، كُتبت حولها رسائل دكتوراه تُبرز تقنياتها السردية الفريدة .

  • لم تُترجم بعدُ إلى لغات أجنبية على عكس "تغريبة بني حتحوت" التي نُقلت لعدة لغات .

_____________________________

"دوائر عدم الإمكان" عملٌ يُجسّد تحولات الأدب المصري بعد الهزيمة، حيث حوّل طوبيا الهزيمة السياسية إلى إبداع جمالي عبر كسر التقاليد السردية. تُظهِر الرواية كيف يمكن للفن أن يكون فضاءً للمقاومة حين يُحاصر الواقع بـ"دوائر" المستحيل

إرسال تعليق

0 تعليقات