"أمام العرش" لنجيب محفوظ
معلومات عن الروايه
المؤلف: نجيب محفوظ (الحائز على جائزة نوبل للأدب عام 1988).
سنة النشر: 1983.
الناشر: مكتبة مصر للنشر والتوزيع .
الطول: 144 صفحة .
فكرة الرواية وجوهرها
تستند الرواية إلى فكرة محاكمة خيالية لحكام مصر عبر العصور، بدءًا من الملك مينا (موحد القطرين) وحتى الرئيس أنور السادات. تجري المحاكمة في عالم ما بعد الموت أمام آلهة مصرية قديمة هي:
أوزوريس (رئيس المحكمة).
إيزيس وزوجته.
حورس ابنهما.
تحوت (كاتب الآلهة المسجل للأفعال) .
تتخذ المحاكمة شكل حوارات نقدية بين الحكام والآلهة، وبين الحكام أنفسهم، حيث يُحاسب كل حاكم على إنجازاته وإخفاقاته تجاه مصر وشعبها .
الهيكل الأدبي والسمات الفنية
البناء الفريد: تُصنف العمل بأنه "نص يستعصي على التصنيف"؛ فهو ليس رواية تقليدية ولا مسرحية ولا مجموعة قصصية، بل مزيج من التاريخ والفلسفة والأدب .
الاستلهام الأسطوري: تستند فكرة المحاكمة إلى العقيدة المصرية القديمة عن العدل والحساب بعد البعث، مما يعكس تأصيلًا للهوية المصرية .
الحوار المهيمن: تُقدم الأحداث عبر حوارات بين الحكام والآلهة، وحوارات جانبية بين الحكام أنفسهم (مثل حوار رمسيس الثاني مع السادات، أو سعد زغلول مع مينا) .
الشخصيات الرئيسية والمحاور التاريخية
يضم العمل عشرات الحكام، منهم:
الفراعنة: مينا، خوفو، رمسيس الثاني، اخناتون.
حكام العصر الإسلامي: أحمد بن طولون، محمد علي باشا.
زعماء حديثون: سعد زغلول، جمال عبد الناصر، أنور السادات .
معايير التقييم:
الخالدون: من قدموا إسهامات جليلة لمصر (مثل: محمد علي، سعد زغلول).
التافهون: من حكموا دون إضافة أو تأثير.
المذنبون: من تسببوا في دمار أو فساد .
أبرز الثيمات والأفكار
الوطنية المصرية المتجاوزة للدم:
يوسع محفوظ مفهوم "المصري" ليشمل غير الناطقين بالعربية ممن خدموا مصر (مثل محمد علي باشا) .نسبية الحكم على التاريخ:
يؤكد العمل أن تقييم الحكام ليس بالأمر الهين، فحتى الخالدين لديهم أخطاء (مثال: انتقاد عبد الناصر لإهماله التنمية الداخلية مقابل دعمه لثورات العالم) .استمرارية الحضارة المصرية:
الحوار بين حكام من عصور مختلفة يُظهر تواصل مصر ككيان حضاري رغم تغير الأنظمة .
ردود الفعل والجدل
إغفال محمد نجيب: أثار استبعاد أول رئيس لمصر بعد الثورة تساؤلات القراء .
النقد السياسي: وُجهت انتقادات قوية لعبد الناصر (بسبب حرب اليمن وإهمال التعليم) والسادات (بسبب معاهدة كامب ديفيد) .
الحياد النسبي: حاول محفوظ تقديم حكم متوازن، لكن آراءه الشخصية ظهرت في تقييمات مثل إرسال بسماتيك الثاني إلى "مقام التافهين" رغم حكمه السلمي .
مقتطفات دالة من الرواية
"قال مصطفى النحاس لجمال عبد الناصر:
تنمية القرية المصرية أهم من تبني ثورات العالم...
تشجيع البحث العلمي أهم من حملة اليمن،
ومكافحة الأمية أهم من مكافحة الإمبريالية" .
تأثير العمل وأهميته
يُعد مرجعًا تاريخيًا مكثفًا يقدم بانوراما لتاريخ مصر عبر 5,000 عام في نص أدبي واحد .
يجسد تكريسًا للهوية المصرية عبر الربط بين التراث الفرعوني والحداثة .
يُظهر جرأة نقدية في تقييم زعماء معاصرين لمحفوظ (عبد الناصر والسادات) .
مقارنة بأعمال محفوظ الأخرى
الاختلاف: يبتعد عن السرد الواقعي في "الثلاثية" أو الرمزية في "أولاد حارتنا".
التشابه: يستعيد توظيف التاريخ كما في "كفاح طيبة"، لكن بطريقة حوارية فلسفية .
اقتباسات من قراءات النقاد والجمهور
"كأنك تشاهد بانوراما مصرية تستعرض التاريخ فتفرق بين الخالدين والتافهين" .
"فكرة عبقرية تقدم التاريخ بسرعة، لكنها تترك القارئ يتساءل: ماذا كان سيكتب محفوظ عن حكام اليوم؟" .
"اسْلَمِي يا مِصْرُ إنِّنَي الفدا...
وَمَعي قلبي وعَزْمي للجِهَاد"
– ختام إحدى المراجعات التي استلهمت روح الرواية .
الرؤية الأدبية
"أمام العرش" عملٌ يتجاوز السرد التاريخي إلى التأمل في فلسفة الحكم والعدالة. يقدم محفوظ من خلاله تحية لمصر الخالدة، معتبرًا أن تقييم الحكام يجب أن يكون بمعيار واحد: خدمتهم لمصر وشعبها، بغض النظر عن الزمن أو الأيديولوجيا. وهو ما يجعل الرواية مرآةً ليس فقط للماضي، بل للحاضر والمستقبل أيضًا
0 تعليقات