"Selective Breeding and the Birth of Philosophy" لتكوستن ألاماريو
السياق والأهمية
"كوتين ألاماريو" (المعروف أيضًا باسم "برونز أيج بيرفيرت") كتابه "Selective Breeding and the Birth of Philosophy" في سبتمبر 2023، وهو نسخة منقحة من أطروحته للدكتوراه في جامعة ييل. حقق الكتاب انتشارًا واسعًا، حيث أصبح من أفضل الكتب مبيعًا على أمازون في أيام .
يدور العمل حول أصل الفلسفة وعلاقتها بمفاهيم الطبيعة (فوسيس - φύσις) والتكاثر الانتقائي (اليوجينيا)، مع إعادة قراءة جذرية لتاريخ الفكر اليوناني وعلاقة الفلسفة بالاستبداد. يُعتبر الكتاب إسهامًا مثيرًا للجدل في النقاشات المعاصرة حول الأرستقراطية، والبيولوجيا، والسياسة .
الفلسفة كنشأة من الصراع بين الطبيعة (فوسيس) والعرف (نوموس)
يركز ألاماريو على الثنائية الجوهرية في الفكر اليوناني القديم:
فوسيس (φύσις - الطبيعة/الوراثة):
تمثل القوة الفطرية، والدم، والتفوق البيولوجي، والحيوية المتأصلة في الأفراد "المتفوقين".
ترتبط بـ "الشدة" (intensity) التي تُظهر تفوق الجسد الحي (phue) على الجسد السلبي (soma) .
نوموس (νόμος - العرف/التقليد):
يشير إلى القوانين، الأخلاق، والأعراف الاجتماعية التي تفرضها "الديمقراطية الأساسية" (أو القبيلة البدائية) لقمع الطبيعة.
يهدف إلى ترويض الإنسان وضمان بقاء القبيلة عبر "التجانس" و"التحكم الاجتماعي" .
وفقًا لألاماريو، نشأت الفلسفة عندما اخترقت النخب الأرستقراطية المحاربة حاجز النوموس، وكشفت عن فوسيس كمعيار مستقل للقيمة. هذه النخب (مثل الغزاة الرعويين من السهوب) فرضت نفسها كـ "عرق سيد" (Herrenrasse) على المجتمعات الزراعية، مما خلق "مسافة وجدانية" (pathos of distance) سمحت باكتشاف الطبيعة .
الثنائيات الأساسية في أطروحة ألاماريو
مفهوم فوسيس (الطبيعة) | مفهوم نوموس (العرف) |
---|---|
التفوق البيولوجي والوراثي | المساواة القسرية |
الحيوية والحرب والمغامرة | الحياة المنزلية والعمل الدنيوي |
الأرستقراطية المحاربة | حكم الشيوخ والطقوس القبلية |
التربية عبر "الدم" (paideia) | التعليم عبر التقليد |
التحرر من العرف | الخضوع للعادات |
من القبيلة إلى الفلسفة
يقدم ألاماريو تحليلًا أنثروبولوجيًّا لتطور المجتمعات:
المجتمعات القبلية البدائية:
تحكمها "ديمقراطية أساسية" تسيطر فيها العرافون والشيوخ عبر الطقوس والقوانين الصارمة.
لا وجود لمعيار خارجي خارج "النوموس" .
الغزاة الرعويون:
يفرضون أنفسهم كطبقة حاكمة، ويطورون مفاهيم التربية الانتقائية (من خلال تربية الحيوانات).
ينشئون "عصابات المحاربين" (Männerbünde) التي تمارس طقوسًا همجية (مثل تقليد الحيوانات) لتحرير الطبيعة الكامنة .
أزمة الأرستقراطية:
مع تدهور النخب، يظهر نوعان من "المتحررين من العرف":
الفيلسوف: يسعى لـ "تقنية التكاثر" للحفاظ على النوع المتفوق.
المستبد: يفرض تفوقه عبر القوة المادية .
كاليكليس والفيلسوف-المستبد
يركز ألاماريو على حوار "جورجياس" لأفلاطون لإثبات ارتباط الفلسفة بالاستبداد:
كاليكليس: يمثل الموقف الأرستقراطي الراديكالي الذي يدعو إلى تحرير "الرجال الأقوى" (erromenesteroi) من قيود النوموس .
سقراط: يُصوَّر ليس كمناقض لكاليكليس، بل كـ نسخة أكثر جذرية منه. فهو يدرك أن الفلسفة تحتاج إلى "قناع سياسي" (politeia) للنجاة من غضب الجماهير .
العلاقة بين الفلسفة والاستبداد:
كلاهما يهدف إلى "إنقاذ الطبيعة" من القيود الاجتماعية.
المدارس الفلسفية (مثل أكاديمية أفلاطون) هي "مشاريع تربية" تُنتج رجالاً يتجاوزون العرف ليصبحوا "فلاسفة-مستبدين" .
"الفيلسوف والمستبد توأمان: نفس النوع، نفس الشاب الذي يصبح فيلسوفًا قد يصبح مستبدًا" .
إحياء "البلاتونية الخطيرة"
يرى ألاماريو أن نيتشه هو من كشف عن الوجه الحقيقي لأفلاطون بعد أن طُمست رسالته:
نقد المسيحية: اتهمها بـ "التكاثر الخاطئ" للإنسان عبر نشر قيم الضعف والرحمة .
إحياء مفاهيم اليونان: أعاد الربط بين الجمال الجسدي، القسوة، والتربية الانتقائية كأسس للثقافة العليا .
الاختلاف عن أفلاطون: استبدل فضائل الاعتدال والعدالة بـ "مسافة وجدانية" و"قسوة" كأساس للنظام الأرستقراطي .
الانتقادات الموجهة للأطروحة
تعرضت أطروحة ألاماريو لانتقادات حادة:
ضعف الدليل التاريخي:
افتراضات حول "المجتمعات البدائية" و"الغزاة الرعويين" تفتقر لأدلة أنثروبولوجية قاطعة .
المبالغة في دور البيولوجيا:
تجاهل تأثير التنشئة الاجتماعية والمؤسسات الوسيطة (مثل الأسواق، الدين) في تشكيل المجتمعات .
الانحياز الأرستقراطي:
تصوير الأرستقراطية كقوة وحيدة للتقدم يُغفل دور الطبقات الأخرى .
التبسيط المفرط:
ربط نشأة الفلسفة بالكامل بالتكاثر الانتقائي يتجاهل عوامل أخرى (التجارة، العلم، الدين) .
الخطر الأيديولوجي:
"الإحياء البربري" للطبيعة قد يُستخدم لتبرير العنف السياسي .
موازنة بين قوة الأطروحة وانتقاداتها
نقاط القوة | نقاط الضعف |
---|---|
تحليل ثنائية فوسيس/نوموس | ضعف الأدلة التاريخية |
قراءة مبتكرة لأفلاطون ونيتشه | تجاهل العوامل غير البيولوجية |
كشف العلاقة الفلسفة-الاستبداد | انحياز أرستقراطي واضح |
تحديث النقاش حول "الطبيعة البشرية" | خطر التبرير العنف |
تمرد الشباب وأزمة النخب
يربط ألاماريو كتابه بالراهن السياسي:
أزمة النخب الغربية: يصفها بـ "المملة، المستبدة، والغبية" التي تمنع المعرفة المحظورة (مثل الاختلافات الجينية بين البشر) .
تمرد الشباب: يرى أن حركات التمرد المعاصرة (مثل اليمين البديل) تجذبها أفكار "مناهضة للمساواة" و"بيولوجية" لأنها تفسر انحدار النخب الحالية .
دور الكتاب: يهدف إلى دعم "الثورة الحيوية" (vitalism) التي تؤكد على شدة الحياة وتفوق الطبيعة .
الأثر والتحديات
يقدم كتاب ألاماريو تحديًا فكريًّا جريئًا يعيد ربط الفلسفة بالبيولوجيا والسياسة، لكنه يظل عملًا مثيرًا للجدل بسبب:
المخاطر الأخلاقية: تطبيع العنف باسم "الطبيعة".
القفزات التأويلية: خاصة في قراءته لأفلاطون.
الافتقار للحلول: لا يقدم بديلاً سياسيًّا عمليًّا لـ "أزمة التكاثر" المعاصرة .
رغم ذلك، يبقى العمل مساهمةً أساسيةً في نقد الليبرالية الحديثة واستعادة النقاش حول الطبيعة البشرية في قلب الفلسفة السياسية. كما كتب أحد المراجعين:
"هذا كتاب يقرأه أولئك الذين يسعون لفهم لماذا تشعر النخب الحالية بالتهديد من أي حديث عن التفوق
0 تعليقات