الحاسة المنسية

 

الحاسة المنسية

"الحاسة المنسية: العلم الجديد للشم والقوة الاستثنائية للأنف" لجوناس أولوفسون

الرسالة في العمل

يقدم جوناس أولوفسون في كتابه "الحاسة المنسية" رحلة علمية شيقة تكشف أسرار حاسة الشم التي طالما أهملها العلم والمجتمع. كعالم نفس وباحث رئيسي في علم الشم بجامعة ستوكهولم، يعتمد أولوفسون على أبحاث حديثة لتفنيد المفاهيم الخاطئة، مثل تفوق الحيوانات على البشر في حاسة الشم، ويسلط الضوء على:

  • حساسية الشم البشري الفائقة: تفوق البشر على معظم الثدييات في تمييز الروائح.

  • الارتباط بالهوية الإنسانية: تأثير الشم على الذاكرة، العواطف، الاختيارات الجنسية، وحتى التطور البشري.

  • نداء إعادة التقييم: دعوة لاعتماد "تدريب الشم" لتعزيز الصحة المعرفية والعاطفية.


تفنيد الأساطير العلمية حول حاسة الشم

خرافة تفوق الحيوانات

يقدم أدلة من مؤتمر جمعية علوم الاستقبال الكيميائي (2015) تدحض الاعتقاد السائد:

  • مقارنة الحساسية: البشر أكثر حساسية من الفئران تجاه 31 جزيء رائحة مقابل 10، ومن الخفافيش مصاصة الدماء بنسبة 14 إلى 1. الكلاب فقط تتفوق عليهم في 10 من أصل 15 جزيء.

  • السبب في الخرافة: يعود لدراسات قديمة لم تراعِ اختلاف طرق اختبار الشم بين الأنواع.

التهميش التاريخي

يشرح كيف ساهم الفلاسفة والعلماء في تقليل شأن حاسة الشم:

  • الفلسفة اليونانية: ربط أفلاطون الروائح "بغرائز الحيوان".

  • القرن التاسع عشر: صنف العلماء الحواس إلى "عليا" (البصر، السمع) و"دنيا" (الشم، اللمس).


 آلية عمل الشم: أكثر من مجرد أنف

العملية البيولوجية المعقدة

يصف أولوفسون عملية الشم كتفاعل بين الكيمياء والعصبونات:

  1. الاستقبال: تدخل جزيئات الرائحة عبر الأنف أو الحلق (عند المضغ).

  2. المعالجة الدماغية: تصل الإشارات إلى البصلة الشمية أولاً، ثم اللوزة الدماغية (المسؤولة عن المشاعر) والحصين (المسؤول عن الذاكرة).

  3. التأثير المسبق: تبدأ معالجة الرائحة في الدماغ قبل وصول الجزيئات، حيث تشكل التوقعات تجربتنا.

الجدل حول "الفيرومونات البشرية"

يناقش فكرة أن الروائح الجسدية تؤثر في الجاذبية:

  • دراسات الجذب: تفضل 70% من الطالبات الأمريكيات الرائحة الجسدية على المظهر عند اختيار الشريك.

  • التفسير التطوري: يكشف الشم عن معلومات جينية (مثل نظام التوافق النسيجي) لتجنب الأمراض المحتملة.


 العوامل الثقافية والنفسية: لماذا يكره البعض رائحة يحبها آخرون؟

التشكيل الثقافي للإدراك

يقدم أمثلة صادمة:

  • شعب الداسانيتش (إثيوبيا): تعتبر رائحة روث الحيوانات جذابة لأنها تدل على الثروة.

  • دوريان في آسيا: "ملك الفواكه" المستساغ هناك، بينما يصفه الغربيون بأنه "كريمة فانيلا في مجارٍ".

العوامل النفسية

  • العمى الشمي: عدم قدرتنا على شم رائحتنا بسبب التعود.

  • التأثير البصري: قد نخطئ في تفسير الرائحة إذا خدعنا شكل مصدرها (مثل رائحة "عصير برتقال" أخضر اللون تُفسر كرائحة كيماوية).

جدول: العوامل المؤثرة في تفضيل الروائح

العاملالتأثيرمثال من الكتاب
الثقافةتحدد "المقبول" و"المرفوض"روث الحيوانات = جاذبية (إثيوبيا)
الذاكرةربط الروائح بذكريات عاطفيةرائحة طعام الطفولة = راحة
التوقعاتتشوه الإدراك بناء على السياقمشروب بني = رائحة شوكولاتة
السياق الاجتماعيتحدد "اللائق"عطور السيتوس = فخامة في الغرب

 الشم والصحة: من كوفيد-19 إلى الخرف

جائحة فقدان الشم

يكشف كيف سلطت الجائحة الضوء على أهمية الشم:

  • إحصاءات صادمة: 20 مليون شخص يعانون من ضعف دائم بالشم بعد كوفيد-19.

  • التأثير النفسي: العزلة بسبب عدم القدرة على مشاركة "العوالم الشمية" (مثل روائح الطعام، الطبيعة).

الروابط مع الأمراض

  • الخرف والزهايمر: يرتبط ضعف الشم بجين *APOE-e4* المسبب للزهايمر، حيث تظهر الأعراض الشمية قبل المعرفية.

  • التشخيص بالرائحة:

    • الكلاب: تكشف عن كوفيد-19 عبر عرق المرضى.

    • الأنف الإلكتروني: يكشف سرطان الرئة من هواء الزفير.


 تدريب الشم: كيف نصبح "صناّع عطور"؟

تمارين عملية

يقترح أولوفسون برنامجاً لتحسين حاسة الشم:

  1. التعرض المتعمد: شم 4 روائح أساسية يومياً (كالورد، الليمون، القرنفل، الكافور).

  2. التحدي: تمييز روائح في أطباق الطعام، الطبيعة، أو حتى البيئات الحضرية.

  3. التأمل: التركيز على الروائح أثناء التنفس بعمق.

الفوائد المثبتة

  • تجدد الخلايا العصبية: الدماغ البشري قادر على إنشاء عصبونات شمية جديدة.

  • تحسين الإدراك: دراسات تظهر تحسناً في الذاكرة والانتباه بعد 6 أشهر من التدريب.

جدول: تطبيقات علم الشم في مجالات مختلفة

المجالالتطبيقمثال من الكتاب
التسويقاستخدام روائح تحفز المشترينرائحة الخبز في مولات تزيد المبيعات
الطبتشخيص الأمراض عبر "بصمات الرائحة"الكلاب تكشف السرطان
العلاقاتتأثير الروائح على الجاذبية والثقةرائحة الجسم أهم من المظهر (دراسة)
البيئةكشف التلوث أو الحرائق قبل التقنيات الأخرىشم رائحة الحطب المحترق من مسافة

فلسفة الشم: لماذا نحتاج لـ "إحياء حاسة"؟

الشم كفن وفلسفة

يربط أولوفسون بين العلم والإنسانيات:

  • الأدب: كيف استخدم شكسبير الروائح كرموز للخيانة (كليوباترا) أو النقاء (أوفيليا).

  • السياسة: دراسات تربط بين نفور الشم (مثل كراهية روائح الجسد) والميل للسلطوية.

دعوة للوعي

يختتم الكتاب بتوصيات:

  • التعليم: إدخال "تربية شمية" في المدارس.

  • البحث: تمويل دراسات عن الروائح المفقودة بسبب التلوث.

  • الحياة اليومية: "التنفس الواعي" كشكل من أشكال اليقظة.


تقييم عام

نقاط القوة

  • الربط المتعدد التخصصات: دمج علم الأعصاب، الأنثروبولوجيا، الأدب.

  • أسلوب شيق: سرد قصصي (مثل تجربة آيس كريم الدوريان الكارثية في سنغافورة).

نقاط الضعف

  • إهمال بعض الجوانب: مثل تأثير التلوث على حاسة الشم.

  • تفاؤل مفرط: تجاهل صعوبة استعادة الشم لدى ضعاف الحاسة.


عصر نهضة الشم

يؤكد أن إعادة اكتشاف الشم ليست ترفاً، بل ضرورة لفهم أنفسنا والعالم. الكتاب ليس مجرد عرض علمي، بل دعوة لـ "ثورة حسية" نعيد فيها للأنف مكانته، ونكتشف قوة "الحاسة المنسية" في صنع إنسانيتنا.

"كل رائحة هي تقاطع بين أفكارنا وعواطفنا، وبين جسدنا وعالمنا. إهمالها هو إهمال لجزء من روحنا" – جوناس أولوفسون.

للحصول على الكتاب:

إرسال تعليق

0 تعليقات