"ديفيد هيوم" لزكي نجيب محمود
1. المعلومات الأساسية عن الكتاب
تاريخ النشر: صدرت الطبعة الأولى عام 1985، وأعادت "مؤسسة هنداوي" نشره مجانًا عام 2021 بموجب اتفاق قانوني مع أسرة المؤلف .
الغرض: يهدف الكتاب إلى عرض فلسفة ديفيد هيوم بشكل مباشر من خلال مؤلفاته الأصلية، ليبدو "كأن هيوم نفسه يعرّف بنفسه" .
الهيكل: يتضمن خلاصة عن حياة هيوم والأسس الفلسفية لفكره، مع نصوص مختارة حول مواضيع مثل "البحث في الذاتية الشخصية" و"وجود الله" و"الحرية والضرورة" .
2. محاور فلسفة هيوم الأساسية في الكتاب
أ. نظرية المعرفة التجريبية المتطرفة
الانطباعات والأفكار: يميّز هيوم بين:
الانطباعات: الإحساس المباشر (مثل الألم أو الفرح)، وهي قوية وحية.
الأفكار: صور باهتة للانطباعات (مثل التذكر أو التخيل) .
أصل المعرفة: كل الأفكار تأتي من الانطباعات الحسية، وبدونها لا وجود للمعرفة. مثلاً: فكرة "الله" ليست سوى تركيب ذهني لمصادر حسية .
ب. نقد السببية والاستقراء
السببية وهم: يرفض هيوم العلاقة الضرورية بين السبب والنتيجة (مثل: "النار تُحرق"). ما نراه هو مجرد تتابع زمني، وليس علاقة عقلانية .
العادة الذهنية: تكرار مشاهدة حدثين متلاحقين يخلق "عادة ذهنية" تجعلنا نتوقع النتيجة، لكن هذا لا يثبت حتميتها .
ج. نظرية الأخلاق العاطفية
العاطفة فوق العقل: الأحكام الأخلاقية (مثل "القتل شر") ليست عقلانية، بل تنبع من المشاعر (الانطباعات الانفعالية) .
النفعية الغريزية: يُفضل البشر ما يُشعرهم باللذة أو المنفعة، بناءً على غريزة طبيعية، وليس بناءً على مبادئ عقلية مجردة .
د. نقد الهوية الشخصية والميتافيزيقا
الذات كـ "حزمة تصورات": يرفض هيوم فكرة "الأنا الثابتة"، ويعتبرها سلسلة متغيرة من التصورات المتعاقبة (الذاكرة، الأحاسيس) دون جوهر ثابت .
تفكيك الميتافيزيقا: يصف الميتافيزيقا (مثل أفكار "الخلود" أو "الروح") بأنها زائفة لعدم استنادها إلى تجربة حسية .
3. أسلوب زكي نجيب محمود في العرض
التبسيط مع العمق: يجمع بين شرح الأفكار المعقدة بلغة واضحة، مع الحفاظ على دقتها الفلسفية. مثلاً: يشرح "مشكلة السببية" عبر أمثلة يومية مثل توقع احتراق النار .
النقد التحليلي: لا يقتصر على سرد أفكار هيوم، بل يحللها نقديًا. مثلاً: يشير إلى أن شكوكية هيوم المفرطة قد تؤدي إلى "تيه في دوامات الريبة" .
الربط بالتراث العربي: كواحد من رواد "الوضعية المنطقية" في العالم العربي، يربط محمود بين أفكار هيوم ومشروعه التجديدي للفكر العربي .
4. تأثير فلسفة هيوم التاريخي
إيقاظ كانط: يصف محمود كيف أن شكوكية هيوم أيقظت الفيلسوف "كانط" من "سباته الدوغمائي"، مما دفعه لتأليف "نقد العقل الخالص" .
التأثير على الوضعية المنطقية: يُظهر الكتاب كيف أن هيوم يُعتبر "الأب الروحي" للوضعية المنطقية في القرن العشرين، لتركيزه على دور التجربة ونبذ الميتافيزيقا .
5. رحلة هيوم مع "رسالة في الطبيعة البشرية"
الفشل الأولي: نشر هيوم الكتاب عام 1739 وهو في الـ 28 من عمره، لكنه "وُلِد ميتًا" حسب وصفه، حيث قوبل بصدود جامعي .
التحول إلى كلاسيكي: أعاد هيوم صياغة أفكاره في كتب مستقلة مثل "بحث في العقل البشري" (1748)، فحقق انتشارًا واسعًا وغيّر مسار الفلسفة الغربية .
6. لماذا يُعد هذا الكتاب مرجعًا مهمًا؟
شمولية العرض: يجمع بين السيرة الذاتية لهيوم، وتحليل نظرياته، ونصوص مختارة من أعماله .
جسر بين الشرق والغرب: كوّن زكي نجيب محمود (المتأثر بفلسفة هيوم) رؤيةً عربيةً لتجديد الفكر، مع التركيز على "العلمانية" و"منهج الشك" .
إشادة القراء: بحسب "غودريدز"، وصفه القراء بأنه "مرجعٌ لفهم هيوم، يجمع بين التبسيط والعمق" .
"الرسالة وُلِدَت ميتة من المطبعة... لكنها أيقظت كانط من سباته" – زكي نجيب محمود .
إرث الكتاب
يقدم زكي نجيب محمود في هذا العمل قراءةً تحليليةً نقديةً لفيلسوفٍ غيّر مجرى الفلسفة الحديثة، مع التركيز على:
تفكيك الأسس الميتافيزيقية التقليدية.
تأسيس المعرفة على التجربة والعادة.
دور العاطفة في تشكيل الأخلاق.
يظل الكتاب مدخلًا أساسيًا لفهم فلسفة هيوم بالعربية، بفضل أسلوب محمود الذي وُصف بـ "فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة"
0 تعليقات