"سيمبلين" (Cymbeline) لوليام شكسبير
(المعروفة أيضًا باسم "تراجيديا سيمبلين" أو "سيمبلين، ملك بريطانيا") هي واحدة من أروع وأكثر مسرحيات شكسبير تعقيدًا وغموضًا، غالبًا ما تُصنف ضمن "الروايات التراجيكوميدية" أو "المسرحيات الرومانسية" التي كتبها في أواخر مسيرته (حوالي 1609-1610).
تجمع المسرحية بين عناصر متنوعة: التاريخ الأسطوري لبريطانيا القديمة، الرومانسية، المؤامرة السياسية، الخيانة الزوجية، التنكر، الحرب، التدخل الإلهي (الجوبتري)، والمصالحة النهائية.
يزيد عدد شخصياتها الرئيسية والثانوية عن 30 شخصية، وتتداخل فيها عدة حبكات فرعية معقدة لتلتقي في لحظة انفراج دراماتيكي مذهل.
الشخصيات الرئيسية:
سيمبلين (Cymbeline): ملك بريطانيا القديمة، أب لإيموجين. شخصية ضعيفة الإرادة، يسهل التلاعب به، خاصة من قبل زوجته الثانية.
الملكة (The Queen): زوجة سيمبلين الثانية، أم كلوتين. امرأة طموحة، شريرة، ومتآمرة، تسعى لتوريث العرش لابنها وإزاحة إيموجين.
كلوتين (Cloten): ابن الملكة من زواج سابق، أمير غبي، فظ، مغرور، وعديم الكفاءة. يسعى للزواج من إيموجين وينفذ أوامر أمه.
إيموجين (Imogen): ابنة سيمبلين ووريثة عرشه الشرعية (من زوجته الأولى). شخصية مركزية، تجسد الفضيلة، الشجاعة، الثبات، والذكاء. متزوجة سرًا من بوسثوموس.
بوسثوموس ليوناتوس (Posthumus Leonatus): يتيم نشأ في البلاط، زوج إيموجين السري. نبيل، شجاع، لكنه سريع التأثر بالغيرة واليأس. يُنفي من بريطانيا في بداية المسرحية.
ياشيمو (Iachimo): نبيل إيطالي ماكر، خبيث، ومغامر. هو المحرك الرئيسي لمأساة الغيرة، يراهن مع بوسثوموس على شرف إيموجين.
بيلاريوس (Belarius): نبيل بريطاني سابق، اتهم زورًا بالخيانة من قبل سيمبلين ونُفي قبل 20 عامًا. يعيش متنكرًا باسم "مورغان".
جيديريوس (Guiderius) وأرفيراغوس (Arviragus): ابنا سيمبلين المختفيان. خطفهما بيلاريوس عند نفيه ورباهما في كهف في ويلز متنكرين باسميهما "بوليدور" و"كادوال" على أنهما ابناه. يتمتعان بالفطرة النبيلة والشجاعة.
بيزانيو (Pisanio): خادم بوسثوموس الوفي والمخلص. شخصية محورية في حماية إيموجين وتنفيذ خطط سيده المتضاربة.
كايوس لوشيوس (Caius Lucius): قائد الجيش الروماني وممثل الإمبراطور في بريطانيا. شخصية شريفة ومحترمة.
الجوبتري (Jupiter): ملك الآلهة في الميثولوجيا الرومانية. يظهر لبوسثوموس في حلم بالسجن ويقدم نبوءة غامطة.
الإعداد التاريخي: تدور أحداث المسرحية في بريطانيا القديمة (ما قبل التاريخ المسجل، زمن الإمبراطورية الرومانية، تحديدًا في عهد الإمبراطور أوغسطس قيصر) وروما وإيطاليا. تعكس توترات تاريخية حقيقية حول دفع الجزية لبريطانيا لروما.
الحبكة الرئيسية:
البذور الأولى للصراع
البلاط البريطاني: نتعرف على الملك سيمبلين الضعيف، المسيطر عليه تمامًا من قبل زوجته الثانية الشريرة الطموحة. ابنته إيموجين، وريثة العرش، قد تزوجت سرًا من بوسثوموس ليوناتوس، شاب نبيل فقير لكنه محترم. يغضب سيمبلين بشدة من هذا الزواج الذي يراه إهانة للملكية (ويتجاهل رغبة ابنته) وينفي بوسثوموس من بريطانيا إلى روما.
مؤامرة الملكة: الملكة، التي تسعى لتزويج إيموجين من ابنها الغبي كلوتين لضمان وصوله للعرش، تظهر نفاقها. تظهر ودًا زائفًا تجاه إيموجين وتقدم لها "دواءً" (يظن الجميع أنه سم) لمساعدتها في محنتها، بينما تخطط سرًا مع طبيبها لإبطال مفعوله إذا شربته إيموجين (لأسباب تتعلق بمخططاتها). كما تطلب من بيزانيو (خادم بوسثوموس المخلص) أن يكون جاسوسًا لها، وهو يوافق ظاهريًا فقط.
فراق مؤلم: يتبادل بوسثوموس وإيموجين مشاهد وداع مؤثرة. يعطيها خاتمًا، وتعطيه سوارًا، رمزًا لعهدهما الأبدي. يعهد بوسثوموس بخادمه بيزانيو لخدمة إيموجين وحمايتها.
الرهان الخطر
بوسثوموس في روما: يصل بوسثوموس إلى روما، حيث يقيم في منزل صديقه فيلاريو (Philario). هناك يلتقي بالنبيل الإيطالي الماكر ياشيمو.
الرهان على الشرف: خلال حديث عن النساء والفضيلة، يبالغ بوسثوموس في وصف فضيلة إيموجين ونقائها، مدعيًا أنها لا تقبل أي رجل سواه.
ياشيمو، الشكاك والمغامر، يتحداه ويراهن على خاتم بوسثوموس (الذي تلعبه إيموجين) بأنه يستطيع إغواء إيموجين وإثبات خيانتها. يقبل بوسثوموس الرهان، رهانًا يضع خاتمه الثمين مقابل عشرة آلاف دوكات يدفعها ياشيمو إذا فشل.ياشيمو في بريطانيا: يسافر ياشيمو إلى بريطانيا ويحاول مباشرة إغواء إيموجين. تفشل محاولته فشلاً ذريعًا، حيث ترفضه إيموجين باحتقار وتؤكد إخلاصها لبوسثوموس.
مكيدة خبيثة: غير مقتنع بالهزيمة، يختبئ ياشيمو داخل صندوق كبير (بزعم أنه هدية من بوسثوموس لإيموجين) ويُحمل إلى غرفة نومها بينما هي نائمة.
يخرج من الصندوق، يسجل تفاصيل دقيقة عن الغرفة (بما في ذلك لوحة جدارية تمثل "كليوباترا وأنطونيوس") وعن جسد إيموجين النائم (خاصة علامة مولودة على صدرها)، ويسرق السوار الذي أهدته إيموجين لبوسثوموس. هدفه هو استخدام هذه "الأدلة" لإقناع بوسثوموس بأنه قضى ليلة مع إيموجين.
الغيرة، التسمم، والهروب
الخيانة المزعومة: يعود ياشيمو إلى روما ويقدم "أدلته" (وصف الغرفة والسوار) لبوسثوموس. يصدق بوسثوموس، المحطم بالغيرة، الخدعة على الفور. يخسر الرهان ويعطي ياشيمو خاتم إيموجين الثمين، ويحلف على الانتقام من إيموجين.
أمر بالقتل: يكتب بوسثوموس رسالة غاضبة إلى بيزانيو في بريطانيا، يأمره فيها بقتل إيموجين خيانةً لشرفها. يرسل مع الرسالة رسالة أخرى لإيموجين يدعوها فيها للقائه في ميلفورد هافن (ميناء في ويلز)، كجزء من خطته للانتقام (يظن بيزانيو أن القتل سيحدث هناك).
أزمة بيزانيو: يصاب بيزانيو، المخلص لكل من سيده وسيدته، بالذهول والحيرة. هو يثق في فضيلة إيموجين تمامًا ولا يصدق اتهامات بوسثوموس. يواجه إيموجين بالرسالة ويشرح لها المؤامرة.
خطة بديلة: يقترح بيزانيو على إيموجين الهرب إلى ميلفورد هافن متنكرة في زي غلام (فتى خادم) لتفادي غضب الملكة وكلوتين والبحث عن بوسثوموس. يعطيها "الدواء" الذي أعطته لها الملكة (الذي يعتقد أنه سم) لاستخدامه في حالة المرض خلال رحلتها الصعبة. يوافق على إرسال دليل دموي (دم حيوان) لبوسثوموس ليقتنع بأن القتل تم.
مطاردة كلوتين: يكتشف كلوتين أن إيموجين هربت إلى ميلفورد هافن. تحت إلحاح أمه (الملكة) ورغبته الجامحة في امتلاك إيموجين، يقرر ملاحقتها، متنكرًا أيضًا في ملابس بوسثوموس (لإذلالها أو ربما اغتصابها).
في البرية
إيموجين/فيديل: تصل إيموجين متنكرة في زي غلام وتدعى "فيديل" (Fidele، بمعنى "الوفي") إلى الجبال في ويلز. وهي مرهقة وجائعة وضائعة.
لقاء المصادفة: تعثر على كهف يسكنه بيلاريوس (المتنكر باسم "مورغان") والشابان جيديريوس ("بوليدور") وأرفيراغوس ("كادوال")، اللذان لا تعرف أنهما شقيقاها المفقودان. يستقبلون "فيديل" (إيموجين) بحفاوة وإنسانية، ويشعرون تجاهه/ها بمودة غريبة وفورية. تبقى معهم.
مشهد مؤثر: تمرض إيموجين/فيديل وتتناول "الدواء" الذي أعطاها إياه بيزانيو (الذي أعده الطبيب للملكة). يسقطها الدواء في سبات عميق يشبه الموت. (يتبين لاحقًا أن الدواء كان مخدرًا قويًا وليس سمًا، بناءً على تعليمات الطبيب الذي شك في نوايا الملكة).
جثة كلوتين: في نفس المنطقة، يلتقي كلوتين، المتنكر بملابس بوسثوموس، بجيديريوس. يتبادل الشابان النبيلان (اللذان لا يعرفان نسبهما) والإمعة الغبي كلوتين إهانات. ينشب شجار يقتل فيه جيديريوس كلوتين ويقطع رأسه.
صحوة مروعة: تستيقظ إيموجين/فيديل لتجد نفسها بجوار جثة بلا رأس ترتدي ملابس زوجها بوسثوموس! (لأن كلوتين كان يرتديها). تظن أن بوسثوموس مقتول وتنوح عليه بمرارة.
التدخل الروماني: يظهر كايوس لوشيوس، قائد الجيش الروماني، الذي كان يتفقد المنطقة مع قواته استعدادًا للحرب. يجد إيموجين/فيديل حزينة بجوار الجثة. يشفق عليها ويأخذها معه كخادم له في معسكر الرومان، معتقدًا أنها غلام حزين على سيده (كلوتين الذي لم يتعرف عليه).
الحرب
الغزو الروماني: بسبب رفض سيمبلين (تحت تأثير الملكة) دفع الجزية المتفق عليها تاريخيًا لروما، يغزو الجيش الروماني بقيادة لوشيوس بريطانيا.
بوسثوموس في بريطانيا: يعود بوسثوموس إلى بريطانيا مع الجيش الروماني متنكرًا كجندي روماني بسيط. تعذبه ندمه الشديد على أمره بقتل إيموجين (التي يعتقد أنها ميتة). يسعى للموت في المعركة كتكفير عن ذنبه.
المقاومة البريطانية: ينضم بيلاريوس وجيديريوس وأرفيراغوس (الذين عرفوا بقدوم الحرب) إلى الجيش البريطاني، يقاتلون بشجاعة مذهلة وينقذون الملك سيمبلين نفسه من الأسر. يظهر الشابان (الأميران المفقودان) بطولة استثنائية.
المواجهة والهزيمة: يلتقي بوسثوموس (متنكرًا) بياكيمو في المعركة ويأخذه أسيرًا. يعترف ياكيمو بذنبه وخداعه لبوسثوموس. يترك بوسثوموس ياكيمو حيًا لكنه محطم.
تكفير بوسثوموس: بعد أن ساهم في هزيمة الرومان (رغم تنكره كروماني)، يخلع بوسثوموس ملابس الرومانية ويعود لملابسه البريطانية الأصلية. يسلم نفسه طواعية كأسير للحرس البريطاني، راغبًا في عقاب الملك (والموت) على "قتله" إيموجين.
السجن والرؤيا: يسجن بوسثوموس. في السجن، تظهر له رؤيا. تظهر له أرواح أسلافه وتتوسل للجوبتري (كبير الآلهة الرومانية) من أجله. ينزل الجوبتري على صقر (رمز السلطة الرومانية) ويوبخ الأرواح، لكنه يترك لوحًا يحمل نبوءة غامضة تبشر بالخلاص والمصالحة لبوسثوموس وبريطانيا.
الانكشاف
المشهد النهائي (مشهد المحكمة): تجتمع كل الخيوط في مشهد دراماتيكي طويل في بلاط سيمبلين بعد الحرب. حاضرون: سيمبلين، الملكة (مريضة على فراش الموت - وكشفت على فراش الموت عن شرورها)، إيموجين (كخادم "فيديل" مع لوشيوس)، بوسثوموس (أسير)، بيزانيو، بيلاريوس، جيديريوس، أرفيراغوس، ياكيمو، لوشيوس، والطبيب.
الاعترافات :
يبدأ لوشيوس بالطلب بإعدام "فيديل" (إيموجين) لأنه خادم روماني، فيطلب "فيديل" من الملك فرصة لكشف حقيقة.
يكشف ياكيمو، تحت ضغط الشعور بالذنب، عن خدعته الكاملة مع بوسثوموس وكيف زيف أدلة خيانة إيموجين. يعيد خاتم بوسثوموس.
يتهم بوسثوموس نفسه بقتل إيموجين بناءً على كذبة ياكيمو. يصف بيزانيو دوره في الأمر وكيف خدع بوسثوموس بالدم الزائف، لكنه يؤكد أنه لا يعرف مصير إيموجين الآن.
تعلن إيموجين عن هويتها الحقيقية، ملقبةً بوسثوموس بـ "سيد" لها (في إشارة لحبهما) لكنها تلومه على أمر قتلها. يسقط بوسثوموس عند قدميها نادمًا. تعفو عنه بعد لحظات عندما تدرك مدى خداع ياكيمو له.
يعترف بيلاريوس (مورغان) بهويته ويوضح قصة نفيه الظالم. ثم يكشف أن الشابين "بوليدور" و"كادوال" هما في الواقع ابنا الملك سيمبلين المختفيان، جيديريوس وأرفيراغوس، اللذان خطفهما انتقامًا ظنًا منه أن الملك قتل عائلته. يظهر سوار إيموجين الذي مع أرفيراغوس (الذي وجده بجوار الجثة) كدليل على نسبهما (كان السوار مع الأمير الصغير عند خطفه).
النتائج السعيدة:
المصالحة العائلية: يفرح سيمبلين باستعادة ابنتيه (إيموجين) وابنيه (جيديريوس وأرفيراغوس). يعفو عن بيلاريوس ويعيده إلى منصبه.
زواج إيموجين وبوسثوموس: يتحد الزوجان الشرعيان مرة أخرى بعد محنتهما.
عفو عام: يعفو سيمبلين عن جميع الأسرى الرومان، بما في ذلك لوشيوس. يعفو حتى عن ياكيمو، الذي يظهر ندمًا صادقًا.
الصلح مع روما: يعلن سيمبلين أن بريطانيا ستواصل دفع الجزية لروما طواعية، ليس خوفًا بل احترامًا للسلام والعلاقات التاريخية، بعد أن ثبتت شجاعة البريطانيين في الحرب. يقبل لوشيوس هذا العرض.
موت الشر: تموت الملكة شريرًا، معترفة بكل شرورها على فراش الموت، بما في ذلك محاولة تسميم سيمبلين وإيموجين. موت كلوتين (على يد جيديريوس) يُقبل كعدالة طبيعية لفظاعته.
في المسرحية:
الغيرة وتدمير الذات: تظهر الغيرة (خاصة لدى بوسثوموس) كقوة مدمرة تعمي البصيرة وتدفع لاتخاذ قرارات مروعة. تختبر إيموجين قوة الغيرة المدمرة ولكن فضيلتها تصمد.
الولاء والوفاء: يتجلى في إخلاص إيموجين لبوسثوموس رغم كل المحن، وفي وفاء بيزانيو الاستثنائي الذي يدفعه للتضحية والمخاطرة بحياته لخدمة الحقيقة وحماية سيدته.
الفضيلة في مواجهة الرذيلة: إيموجين هي تجسيد للفضيلة (الإخلاص، الشجاعة، الثبات، الذكاء، الرحمة) في مواجهة رذيلة ياكيمو (الخداع، الجشع)، الملكة (الطموح الشرير، المؤامرة، القسوة)، وكلوتين (الغباء، الفظاظة، الغرور).
الاعتراف والغفران: المسرحية مليئة بالأخطاء الكبيرة (ظلم سيمبلين لبيلاريوس، خداع ياكيمو، أمر القتل من بوسثوموس). المشهد الأخير هو مشهد اعترافات كبرى يتبعها غفران واسع من قبل الملك (سيمبلين) ومن قبل الضحايا (إيموجين، بيلاريوس).
الهوية والتنكر: التنكر عنصر أساسي في الحبكة (إيموجين/فيديل، بيلاريوس/مورغان، الأبناء/بوليدور وكادوال، بوسثوموس كجندي روماني، كلوتين بملابس بوسثوموس). يختبر الشخصيات ويختبرون هوياتهم الحقيقية من خلال هذه الأقنعة. اكتشاف الهوية الحقيقية للأبناء هو قلب الانفراج.
العدالة الإلهية والقدر: يبدو أن قوة خفية (تمثلها رؤيا الجوبتري) توجه الأحداث نحو المصالحة والعدالة رغم تعقيدات المؤامرات البشرية. موت الملكة وكلوتين يبدو عقابًا إلهيًا.
الوطنية والصراع الثقافي: الصراع بين بريطانيا وروما حول الجزية والاستقلال يشكل الخلفية السياسية. تختتم المسرحية بمصالحة تحترم كرامة الطرفين.
الرومانسية والخلاص: على الرغم من الظروف المأساوية (النفي، الخيانة المزعومة، أمر القتل، "الموت" الظاهري، الحرب)، ينتهي الحب الرومانسي الحقيقي بين إيموجين وبوسثوموس بالانتصار والخلاص.
الطبيعة مقابل البلاط: حياة الكهف في ويلز (التي يمثلها بيلاريوس والأميران) تظهر نقاءً وبساطة وشجاعة فطرية تتناقض مع فساد ومؤامرات البلاط الملكي.
لماذا تعتبر "سيمبلين" مسرحية فريدة؟
التعقيد السردي: حبكة شديدة التشعب تدمج عدة قصص (الرومانسية، المؤامرة البلاطية، الصراع السياسي، قصة الابناء المفقودين، الرهان) ببراعة لتلتقي في لحظة دراماتيكية واحدة.
قوة شخصية إيموجين: تعتبر إيموجين من أقوى وأكمل الشخصيات النسائية عند شكسبير، تجمع بين الرقة والأنوثة والشجاعة الجسدية والفكرية والثبات الأخلاقي الاستثنائي.
الانزياح النوعي: تبدأ كدراسة نفسية للغيرة (مثل عطيل) لكنها تتطور لتشمل كوميديا تنكر، معركة ملحمية، تدخل إلهي، وتنتهي بمصالحات وافراح تذكر بالكوميديا.
الرمزية: الخاتم والسوار، الصندوق، الدواء/السم، التنكر، رؤيا الجوبتري، كلها رموز تحمل دلالات عميقة.
الانفراج المذهل: المشهد الأخير هو أحد أطول وأكثر مشاهد الانفراج (الكشف عن الحقائق) تعقيدًا وإثارة في مسرح شكسبير، حيث تتداعى الاعترافات والكشوف واحدة تلو الأخرى.
المواءمة: رغم الظلام والشر والمأساة، تنتهي المسرحية بانتصار الفضيلة والغفران والمحبة والمصالحة على المستويين الشخصي (العائلي) والسياسي (بريطانيا وروما)، وهو سمة أساسية للمسرحيات الرومانسية المتأخرة لشكسبير.
رحلة ملحمية عبر الخيانة والغيرة والحرب والموت الظاهري، تنتهي باكتشاف الهويات الحقيقية، والاعتراف بالأخطاء، والغفران الشامل، والمصالحة العميقة.
هي قصة انتصار الفضيلة الثابتة (تجسدها إيموجين) على الرذيلة، وقوة الحب الحقيقي في تجاوز أقسى المحن، تحت ظل قدر إلهي يوجه كل شيء نحو الخير والخلاص في النهاية.
تقدم المسرحية مزيجًا فريدًا من التشويق والعاطفة والتفكير الأخلاقي والتعقيد الدرامي، مما يجعلها واحدة من أعمال شكسبير الأكثر إثارة للإعجاب والتأمل، رغم أنها أقل شهرة من بعض روائعه الأخرى
0 تعليقات