"بيرسيليس، أمير تير" لوليم شكسبير
عن المسرحية
مسرحية يعود تاريخها إلى العصر اليعقوبي (1607-1608 تقريبًا)، وتُعد من الأعمال المشكوك في نسبتها الكاملة لشكسبير.
رغم ذلك، تُدرج ضمن أعماله الكاملة. تدور أحداثها حول رحلة بيرسيليس البحرية التي تتخلّها خسارات عائلية وصدمات، وانتصارات أخيرة تعتمد على فضيلة ابنته مارينا.
تعتمد المسرحية على مصادر قديمة، أبرزها حكاية "أبولونيوس الصوري" في كتاب "اعترافات الحب" لجون جاور (1393) .
الشخصيات الرئيسية
الشخصيات ودورها الدرامي:
الشخصية | الدور | الصفات البارزة |
---|---|---|
بيرسيليس | أمير صور | بطولي، صبور، يرمز للفضيلة والثبات |
مارينا | ابنة بيرسيليس وثايسا | جميلة، فصيحة، تحافظ على عفتها وسط الفساد |
ثايسا | زوجة بيرسيليس، ابنة سيمونيدس | تموت ظاهريًا وتُبعث حية، تكرس نفسها لمعبد ديانا |
أنطيوخس | ملك أنطاكية | فاسد، يقيم علاقة محرمة مع ابنته |
ديونيزا | زوجة حاكم ترسوس | حسودة، تخطط لقتل مارينا |
ليزيماخوس | حاكم ميتيليني | يقع بجمال مارينا ويتزوجها في النهاية |
جاور | الراوي/الجوقة | يربط بين الأحداث بسرد شعري قديم الطراز |
الحبكة التفصيلية
لغز أنطاكية والمطاردة
يصل بيرسيليس إلى أنطاكيا لخطبة ابنة الملك أنطيوخس، لكن عليه حل لغز أولًا. من يفشل يُقتل. اللغز يكشف علاقة أنطيوخس المحرمة مع ابنته:
"لستُ أفعى، لكنني أتغذى على لحم الأم التي ولدتني... هو أب، ابن، وزوج معًا".
يكتشف بيرسيليس السر لكنه يهرب خوفًا من الانتقام. أنطيوخس يرسل القاتل ثاليرد لملاحقته .
من ترسوس إلى بنتابوليس
يصل بيرسيليس إلى ترسوس لينقذ شعبها من المجاعة بإمدادات القمح، فيكسب شكر حاكمها كليون وزوجته ديونيزا.
تغرق سفينته في عاصفة، ويغسل الموج بيرسيليس على شاطئ بنتابوليس. صيادون يعثرون على درعه، فيشارك في بطولة الفروسية بمناسبة عيد ميلاد الأميرة ثايسا، ويفوز بقلبها بعد انتصاره.
العاصفة، "الموت"، والانفصال
أثناء عودة بيرسيليس وزوجته الحامل ثايسا إلى صور، تضربهم عاصفة عنيفة. تموت ثايسا ظاهريًا أثناء ولادة مارينا. يُلقى جسدها في البحر في تابوت خشبي.
يصل التابوت إلى شاطئ أفسوس، حيث يفتحه الطبيب سيريمون، فيكتشف أن ثايسا حية ويُعيد إحياءها. تظن أن عائلتها ماتت فتصير كاهنة في معبد ديانا.
يترك بيرسيليس مارينا في ترسوس تحت رعاية كليون وديونيزا، ثم يعود إلى حكم صور.
اختطاف مارينا
بعد 14 عامًا، تصير مارينا فتاة جميلة ومثقفة، تفوق ابنة ديونيزا (فيلوتين) جمالًا وأدبًا. تغار ديونيزا وتأمر خادمها ليونين بقتل مارينا.
في اللحظة الحاسمة، يختطفها قراصنة ويبيعونها إلى بيت دعارة في ميتيليني. هناك، تحافظ على عفتها بإقناع زبائنها بالتوبة عبر خطاباتها المؤثرة.
يخبر كليون وديونيزا بيرسيليس أن مارينا "ماتت"، ويظهرون له قبرًا مزيفًا. ينهار بيرسيليس حزنًا ويبدأ التيه في البحر.
العدالة الإلهية
تصل سفينة بيرسيليس إلى ميتيليني، حيث يسمع حاكمها ليزيماخوس عن حزنه فيستدعي مارينا لعلاجه. تتعرف عليه كابنتها في لمحة درامية:
"أنا ابنة أمير... وُلدت في البحر".
يظهر حلم لبيرسيليس فيه الإلهة ديانا تأمره بالذهاب إلى معبدها في أفسوس. هناك يروي قصته أمام الكاهنة... التي تكتشف أنها ثايسا!.
في الخاتمة:
يتزوج ليزيماخوس ومارينا.
يموت كليون وديونيزا بانتفاضة شعبية بسبب جريمتهما.
القضايا النقدية والتاريخية
مسألة التأليف المشترك
يشير التحليل الأسلوبي إلى أن شكسبير كتب فقط المشاهد من 9 فصاعدًا (حوالي 827 سطرًا)، بينما كُتبت المشاهد الأولى (835 سطرًا) بواسطة جورج ويلكنز، كاتب معاصر.
نُشرت المسرحية أولًا في طبعة رباعية (1609) ثم أُضيفت للأعمال الكاملة لشكسبير في "النسخة الثالثة" (1664) بعد استبعادها من "النسخة الأولى" (1623).
المصادر الأدبية
اعترافات الحب لجون جاور (1393): قدم حكاية "أبولونيوس الصوري" التي استوحت منها المسرحية اسم "بيرسيليس" بدل "أبولونيوس".
الرحلات المؤلمة لورنس تواين (1607): نسخة نثرية للحكاية ذاتها.
مغامرات بيرسيليس المؤلمة لجورج ويلكنز (1608): رواية تستند للمسرحية ذاتها، مما يدعم نظريته كشريك تأليف.
الثيمات المركزية والرموز
1. الفضيلة في مواجهة الفساد
مارينا في بيت الدعارة: ترمز لانتصار الطهارة الفكرية والجسدية. خطاباتها "تُعظ" الزبائن فتهديهم، مما يحول المكان من مركز فساد إلى منصة أخلاقية.
تناقض صارخ مع أنطيوخس وديونيزا، اللذين يجسدان الانحطاط الأخلاقي في السلطة.
2. تدخل الآلهة والقدر
العواصف المتكررة: ليست كوارث طبيعية بل محطات تحوّل في حياة الأبطال (مثل وصول ثايسا لأفسوس).
حلم بيرسيليس: الإلهة ديانا توجهه للكشف عن الحل الأخير، مما يؤكد فكرة "العناية الإلهية".
3. الصمود وإعادة الميلاد
ثايسا: "تموت" بحسب الظاهر، لكنها تُبعث من التابوت، رمزًا لتجديد الحياة .
بيرسيليس: يفقد كل شيء (ملكه، زوجته، ابنته) لكن فضيلة مارينا "تشفيه" وتُعيده للحياة .
التقنيات الفنية
البناء الشعري واللغة
شخصية جاور كراوي: تقدم المشاهد بلغة شعرية قديمة الطراز، مستخدمةً أبياتًا مقفاة، لتذكير الجمهور بأصل الحكاية في العصور الوسطى.
التابوت الخشبي: ليس وعاء جثث فقط، بل رمز للقبر المؤقت الذي يسبق "القيامة" (ثايسا) أو الخيانة (خدعة ديونيزا).
الرحلات البحرية كاستعارة
البحر: فضاء للخطر (العواصف، القراصنة) لكنه أيضًا مسار للمصير (لقاء مارينا ببيرسيليس في ميتيليني). يعكس تقلبات الحياة البشرية.
مراحل رحلة بيرسيليس:
المحطة | الحدث المحوري | الرمزية |
---|---|---|
أنطاكية | اكتشاف اللغز والهروب | بداية اختبار الفضيلة |
ترسوس | إنقاذ الشعب من المجاعة | دور الأمير الرحيم |
بنتابوليس | الفوز بثايسا | انتصار الحب والجدارة |
البالمتوسط | ولادة مارينا و"موت" ثايسا | تمزق العائلة |
ميتيليني | لم الشمل مع مارينا | الإصلاح عبر الفضيلة |
أفسوس | لم الشمل مع ثايسا | اكتمال الدائرة |
في أدب شكسبير
رغم الجدل حول نسبتها الكاملة، تظل "بيرسيليس" عملًا محوريًا في مرحلة شكسبير المتأخرة، حيث تجمع بين:
الملحمية: رحلة تمتد 20 عامًا عبر 7 مدن.
العجائبية: تدخل الآلهة، "الموتى" يعودون.
- الأخلاقية: انتصار الفضيلة رغم الفساد السائد.فضاء المسرحية البحر يرمز لعالم بشري متقلب، لكن نهايته تؤكد أن الأمل والثبات قادران على إعادة البناء حتى من بين أكفان الموت
0 تعليقات